الأقوى منذ 83 عاما.. زلزال كامتشاتكا بروسيا يعيد للأذهان شبح تسونامى "سومطرة" الإندونيسية.. إعلان الطوارئ بدول المحيط الهادئ.. واليابان وأمريكا ترفعان التحذيرات.. وروسيا: الهزات الارتدادية تستمر الشهر المقبل

أعاد زلزال جزيرة كامتشاتكا الواقعة فى أقصى شرق روسيا وتبعاته، والذى وقع أمس الأربعاء، المخاوف من حدوث موجات تسونامى عاتية، مثل تلك التى شهدتها جزير سومطرة الإندنيسية والذى تسبب بمقتل أكثر من 230 ألف شخص فى 14 دولة بالمحيط الهندي.
وأمام هذه المخاوف رفع عدد من الدول المطلة على المحيط الهادى تحذيراتها من "تسونامى"، كما أعلنت دولة اليابان، تحذيراتها من وقوع تسونامى بعد زلزال روسيا.
وعلى الصعيد نفسه، قالت هيئة الأرصاد الجوية الأمريكية، إن أمواج تسونامى وصلت إلى ساحل كاليفورنيا، وأكدت السلطات الأمريكية، أنه تم اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الأرواح والممتلكات فى ولاية هاواى، وذلك عقب تسونامى ضرب سواحل الولاية.
وقامت إدارة الطوارئ فى ولاية هاواى إنها قررت إغلاق جميع الموانئ التجارية فى الولاية كإجراء احترازي.
فيما قالت الأكاديمية الروسية للعلوم مراقبة المنطقة أن الهزات الارتدادية سوف تستمر الشهر المقبل.
وبالرغم من هذه المخاوف إلا أن الزلزال لم يتسبب فى موجات "تسونامي" عاتية أو كارثية كما خشى الكثيرون حتى الآن.
ويعد زلزال زلزال كامتشاتكا الأعنف بالمنطقة منذ83 عاما، فقد بلغت قوته 8.7 درجات على مقياس ريختر، بحسب تقديرات فرع كامتشاتكا التابع للخدمة الجيوفيزيائية الموحدة فى أكاديمية العلوم الروسية، ووقع الزلزال على بعد 150 كيلومترًا من مدينة بتروبافلوفسك-كامتشاتسكى، وأعلن فرع كامتشاتكا التابع للخدمة الجيوفيزيائية الموحدة أن قوة الزلزال، وفقًا لتقديرات مختلفة، بلغت 8.7 درجات، ليُصبح بذلك الزلزال الأقوى الذى تم تسجيله فى المنطقة خلال فترة الرصد الزلزالى الحديثة.
وخلال ساعة واحدة، وقعت ثمانى هزات أرضية قبالة ساحل كامتشاتكا بلغت قوتها أكثر من 5 درجات، وسُجلت هذه الهزات على أعماق تتراوح بين 7 و100 كيلومتر، مع توقعات باستمرار الهزات الارتدادية التى قد تصل قوتها إلى 7.5 درجات، على مدى شهر على الأقل.
وقد سُجل أكثر من 50 هزة ارتدادية فى كامتشاتكا، معظمها كانت ضعيفة، وفق ما ذكره فرع كامتشاتكا التابع للخدمة الجيوفيزيائية الموحدة.
وبحسب خدمات الطوارئ الروسية، تم إجلاء نحو 2700 شخص من جزر كوريل إلى مناطق آمنة بسبب تهديد التسونامي.
وبلغ عدد الهزات الأرضية التى شعر بها السكان بعد الزلزال الرئيسى 30 هزة، وفق فرع كامتشاتكا للخدمة الجيوفيزيائية.
موجات تسونامى
وقد وصلت موجات تسونامى إثر هذا الزلزال إلى سواحل مدينة سيفيرو-كوريلسك، كما تم إعلان حالة الطوارئ وتحذيرات واسعة من تسونامى فى عدة دول محيطة بالمحيط الهادئ.
وعلى ساحل خليج أفاتشا، تم الإعلان عن تهديد من موجات تسونامى على ساحل الخليج، وسُجلت موجات تسونامى بارتفاع تراوح بين 3 و4 أمتار فى منطقة ييليزوفو القريبة من محطة الأرصاد الجوية فودوبادنيا. وضربت أول موجة ساحلية مدينة سيفيرو-كوريلسك على إحدى الجزر، وتم إجلاء السكان إلى المرتفعات.
كما سُجلت هزات ارتدادية قوية تراوحت قوتها بين 5.1 و5.8 درجات جنوب شرق بتروبافلوفسك-كامتشاتسكى، فيما شعر سكان المدينة بهذه الهزات بقوة 3 درجات.
ومن غير المتوقع أن تحدث موجات عاتية من تسونامى، ففى أعماق المحيط، يمكن أن تنتقل موجات تسونامى بسرعة تزيد على 800 كيلومتر فى الساعة، وهنا تكون المسافة بين الأمواج طويلة جدًا والأمواج ليست عالية جدًا - نادرًا ما تزيد على متر واحد.
ولكن عندما يدخل تسونامى المياه الضحلة بالقرب من اليابسة، فإنه يتباطأ، غالبًا إلى حوالى 32-50 كليومترا فى الساعة. وتقصر المسافة بين الأمواج، ويزداد ارتفاع الأمواج، مما قد يُشكل جدارًا مائيًا بالقرب من الساحل؛ ولكن ليس من المضمون بأى حال من الأحوال أن يؤدى زلزال قوى جدًا إلى تسونامى مرتفع للغاية يصل إلى أعماق كبيرة. تسبب زلزال كامتشاتكا أمس الأربعاء بموجات تسونامى بلغ ارتفاعها 4 أمتار فى أجزاء من شرق روسيا، وفقًا للسلطات هناك.
لكنها لا تقترب من الأمواج التى بلغ ارتفاعها عشرات الأمتار فى المحيط الهندى جراء زلزال سومطرة عام 2004، أو فى اليابان عام 2011.
فى هذا الصدد تقول البروفيسورة ليزا ماكنيل، أستاذة التكتونيات بجامعة ساوثهامبتون: "يتأثر ارتفاع موجة تسونامى أيضًا بالشكل المحلى لقاع البحر بالقرب من الساحل وشكل الأرض التى تصل إليها".
وأضافت: "هذه العوامل، إلى جانب كثافة السكان على الساحل، تؤثر على مدى خطورة التأثير".
وأفادت التقارير الأولية الصادرة عن هيئة المسح الجيولوجى الأميركية أن مركز الزلزال كان على عمق ضيق جدًا، حوالى 20.7 كيلومترًا تحت سطح الأرض، وقد يؤدى ذلك إلى نزوح أكبر لقاع البحر، وبالتالى موجة تسونامى أكبر، ولكن من الصعب الجزم بذلك بعد وقوع الحدث بفترة وجيزة.
ومن جانبه، يضيف الدكتور هيكس ـ وفق بى بى سى ـ: "أحد الاحتمالات هو أن نماذج التسونامى ربما اعتمدت تقديرًا متحفظًا لعمق الزلزال ومن المحتمل أن يُدفع الزلزال بعمق 20 كيلومترًا إضافيًا، وهذا من شأنه أن يُقلل من سعة موجات التسونامى بشكل كبير".
تداعيات
نجم عن الزلزال انهيار جدار فى روضة أطفال فى مدينة بتروبافلوفسك-كامتشاتسكى، دون تسجيل أى إصابات.
وغمرت موجات التسونامى ميناء مدينة سيفيرو-كوريلسك فى منطقة سخالين، بالإضافة إلى منشأة لصيد الأسماك. كما سُجلت مشكلات فى خدمات الإنترنت فى كامتشاتكا، قبل أن تتم استعادة جميع شبكات الاتصال لاحقًا.
وأعلنت السلطات تقليص ساعات العمل فى الهيئات الحكومية فى منطقة كامتشاتكا إلى الساعة الواحدة ظهرًا. كما ارتفع عدد الاتصالات الموجهة إلى فرق الإسعاف فى مدينة بتروبافلوفسك-كامتشاتسكي.
من جهتها، قامت وزارة الطوارئ الروسية بإجلاء خمس مخيمات لركوب الأمواج فى كامتشاتكا كإجراء احترازي. وتعهدت السلطات المحلية بتوفير مساكن مؤقتة للسكان فى حال تم العثور على تصدعات تهدد سلامة البنية السكنية. كما أُنشئ مقر إقليمى لتنسيق أعمال الجهات الحكومية والخدمات المعنية.
وأطلقت السلطات، خط ساخن لمساعدة السكان المتضررين بعد الزلزال الذى ضرب جزر كوريل. كما أعلنت السلطات فى منطقة سخالين بتعبئة الموارد والقوى لمعالجة تداعيات الزلزال فى مدينة سيفيرو-كوريلسك.
وقال حاكم منطقة كامتشاتكا فلاديمير سولودوف، عبر قناته على "تليجرام"، إن التقييم العام للأضرار الهيكلية الناجمة عن الزلزال سيكون جاهزًا خلال أسبوع.

Trending Plus