الفيلسوف الفرنسى ديدرو..حكاية كاتب كونديرا المفضل وإشرافه على موسوعة العلوم

اكتسب الفيلسوف الفرنسي دنيس ديدرو أهمية خاصة بسبب كونديرا إذ اعتبره الكاتب الفرنسي ميلان كونديرا واحدا من كتابه المفضلين ووقف كثيرا عند روايته جاك القدرى او جاك المؤمن بالقدر باعتبارها رواية فرنسية طليعية واليوم تحل ذكرى رحيل ديدرو إذ رحل في 31 يوليو عام 1784، وقد كان بالإضافة لكتابته الرواية كاتبا مسرحيا وكاتب مقالات، برز بإشرافه على إصدار موسوعة الفنون والعلوم والحرف وبتحرير العديد من فصولها وبكونه أول رئيس تحرير لها، وهو من قادة حركة التنوير.
حكاية موسوعة العلوم
وموسوعة العلوم أو " إنسيكلوبيدي" هي موسوعة عامة نُشرت في فرنسا ما بين 1751 و1772 وتلتها ملاحق وتصحيحات وترجمات كتبها عدة كتاب موسوعيين ونشرها دنيس ديدرو وساعده جون لو رون دالمبير.
في عام 1751، شارك ديدرو في إنشاء موسوعة إنسيكلوبيدي مع لورن دالمبير، وكانت أول موسوعة تضم مساهمات العديد من الكُتاب المذكورين، والأولى في وصف الفنون الميكانيكية وأثار أسلوبها العلماني والذي اشتمل على مقالات مشككة حول معجزات المسيح غضب السلطات الدينية والحكومية
كان الهدف من الموسوعة هو جمع كل المعرفة المتاحة، لفحصها بشكل نقدي وعقلاني، واستخدامها للتقدم الاجتماعي. يقرأ العنوان الفرعي، المترجم من الفرنسية إلى الإنجليزية، "قاموس منهجي للعلوم والفنون والحرف".
استغرق البحث والإنتاج والنشر أكثر من 40 عامًا. بحلول عام 1772، عندما ظهر المجلد النهائي، كان هناك 17 مجلدا هائلا من النصوص و11 مجلدا من الرسوم التوضيحية، تراوحت الموضوعات من الملكية المطلقة وتربية النحل إلى عدم التسامح وصنع الدبوس وزنجبار.
وتهدف الموسوعة إلى إظهار أن الحضارة الحديثة تعتمد على مهارات وعمل الناس الذين صنعوا "كل الأشياء الضرورية للحياة"، ادعى المحررون أنهم زاروا ورش العمل للتأكد من أن المعلومات دقيقة قدر الإمكان، كان على الرسامين بالتأكيد العمل من الأمثلة الفعلية.
كيف بدأ مشروع الموسوعة؟
بدأ المشروع في عام 1745 كاقتراح مباشر لترجمة قاموس إنجليزي حديث قام بتجميعه إفرايم تشامبرز، حظيت الكتب المرجعية بشعبية كبيرة في القرن الثامن عشر، مما أدى إلى تأجيج وعكس توسع المعرفة في هذه الفترة.
مع بدء العمل، تم الاتفاق على توسيع نطاق قاموس اللغة الإنجليزية المكون من مجلدين ليشمل التطورات الحديثة في العلوم والتكنولوجيا والسفر والفنون، من كونه ترجمة بسيطة، أصبح المشروع مهمة ضخمة.
قام ديدرو بالتعاون مع أكثر من 140 مساهمًا بالإضافة إلى كتابة أو إعادة كتابة العديد من المقالات بنفسه. كما أطلع الرسامين، وتواصل مع المطابع والناشرين، وتفاوض مع السلطات. وبذلك، كرس ديدرو حياته كلها للمشروع. لقد فعل ذلك معتقدًا أن المعرفة ستجعل الناس أكثر سعادة وفضيلة. لم تُنشر رواياته وأعماله الأدبية الأخرى إلا بعد وفاته.

Trending Plus