ريهام المهدى تكتب: حماس واسرائيل وجهان لعملة واحدة

تحت عنوان " نعم لإسرائيل" نادت حركة حماس وهي "الفرع لجماعة الإخوان داخل فلسطين" لمظاهرات أمام السفارة المصرية لدى تل أبيب، تطالب فيها بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، في مفارقة لا يراها القاصي والداني سوى تجسيد لمفهوم الخيانة في اعظم صورها، فبدل من أن تطالب حماس تلك الحركة التى تدعي أنها حركة مقاومة ضد الاحتلال بالتظاهر أمام المؤسسات الأمنية والعسكرية والسياسية الإسرائيلية، بل كان العكس، حيث طالبت بالمظاهرات أمام السفارة المصرية وكأنها هي من قامت بحرب الإبادة وهي المحتل.
الأمر الذي أصاب الجميع وخاصة قيادات السلطة الفلسطينية بالذهول، فالبعض وصف ماتنادى به حركة حماس بأنه تقامر بالفلسطينيين من أجل مستقبلها السياسي في المنطقة، والبعض الآخر وصف الحركة نفسها بأنها إخوان للإسرائيلين.
والحقيقة أنها مفارقة فاجرة خرجت عن أي توقع، فبدل من المطالبة بالتظاهر أمام السفارات الإسرائيلية والأمريكية في الخارج أو حتى اللجوء بالتظاهر أمام مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو الذي يقود العدوان الإسرائيلي على غزة، كانت دعوتهم على سفارات مصر بالخارج وبتل أبيب أمر لا يستوعبه عقل.
مصر التى قادت جهودا دبلوماسية وسياسية وكان شاغلها الأكبر هو إدخال أكبر قدر من المساعدات الإنسانية إلى أهالي قطاع غزة، مصر تلك الدولة التى سعت لإقامة واستضافة مؤتمرات دعت فيها زعماء وقادة دول للدفع نحو وقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، تدعون لمظاهرات امام مصر التى لعبت دوراً محورياً في يناير الماضي في التوصل لتفعيل هدنة مؤقتة وتم من خلالها وإبرام صفقة لتبادل الأسرى والرهائن، تتظاهرون امام مصر وتنكرون مجهودها وهي الدولة التي قام رئيسها بدعوة الرئيس الفرنسي وحمله لزيارة خاصة للمصابين الفلسطينين حتى يرى بنفسه حجم الكارثة والمأساة التى وصل إليها ذلك الشعب ما اقترفتموه بحقه من نزاعات وحروب.
الأمر وإن كان مثيراً للدهشة وغريباً بلا شك، إلا أننا لا نجد له سببا منطقيا يبرره سوى وجود علاقة فعلية وثيقة تربط حماس وإسرائيل، وما يعزز من فرضية وحقيقة هذا السبب بشكل منطقي هو علاقة حركة حماس المباشرة بالإخوان الفلسطينيين المباشرة.. وبالرجوع للصفحات التاريخ نجد أنها لطالما كانت تسعى على مدار العقود الماضية منذ بدء إنشائها إلى هدف يربط بين مصالحها ومصالح المحتل وهو أن يحمل أكبر عدد من عناصرها بشكل خاص وأكبر عرب من المسلمين بشكل عام " الجنسية الإسرائيلية " بصورة سمحت لهم فيما بعد بالتواجد الشرعي في تشكيل الحكومات الإسرائيلية والمشاركة في الانتخابات البرلمانية للكنيست الإسرائيلي ذاته .
الأمر الذي ترتب عليه نتيجة طبيعية نراها سبباً وراء تلك المظاهرات وهي ان سجل حماس يحمل اتهامات بالتمويل من إسرائيل كى تكون عنصراً داخلياً لمقاومة كل من يقف بجانب مصلحة الشعب الفلسطيني، فنراها في ذلك دأبت على مناهضة منظمة التحرير الفلسطينية، وأجهضت كافة مساعيها في تحقيق وحدة وطنية على مدار العقود الماضية، رغم انها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.
وعلى الجانب الإخر لم تخجل حماس من مطالبها الشاذة اليوم ضد مصر، فإننا أمام حركة لا تسعى سوى لتحقيق مصالحها التنظيمية التى تصب لصالح قادتها الشخصية.
مظاهرات مخجلة لا تجسد سوى أنها حركة لا تسير الأ بأجندة يرسم ملامحها عناصر وقوات الاحتلال الإسرائيلية، فحماس وما تقوم به اليوم ماهو إلا بيع لقضية الشعب الفلسطيني وتصفية لفكرة وجود الدولة الفلسطينية ويبدو أنها على استعداد لفعل أكثر من ذلك مقابل فقط أن تستمر وتشارك بتواجد سياسي في المنطقة.

Trending Plus