كشف أثرى فريد فى رحلة البحث عن الواحة العتيقة بالوادى الجديد.. عين الخراب تكشف أسرار "المدينة العامرة" أصل الخارجة.. وتصميمها يحكى قصة تحولها من الوثنية للمسيحية.. وجدارية "المسيح يشفى المرضى" أبرز اكتشاف.. صور

بعد رحلة تنقيب وكشف وترميم استمرت لعدة سنوات، نجح فريق البعثة المصرية الأثرية برئاسة الدكتورة سهام إسماعيل مدير عام آثار الخارجة الإسلامية والقبطية فى الكشف عن بقايا الواحة العتيقة والتى بنيت على أطرافها الجنوبية مدينة الخارجة الحالية أو المدينة العامرة قديما، حيث أسفرت الكشوف عن تحديد العناصر المعمارية للمدينة السكنية الرئيسية لواحات الخارجة خلال بدايات العصر القبطي المبكر والتي شهدت فترة التحول من الوثنية إلى المسيحية ويرجع تاريخ المدينة العتيقة من القرن الرابع الميلادي وحتى السادس الميلادي.
وأكدت دلائل الكشف عن أطلال لمباني سكنية وكنائس ومقابر واكتشاف جدارية تصور المسيح وهو يشفي المرضى، حيث بدأت الرحلة من خلال إجراء المسوح الأثرية واستكشاف المناطق المدرجة بالخريطة الأثرية، حيث بدأت أعمال التنقيب منذ عدة سنوات فى نطاق منطقة عين الخراب شمال مدينة الخارجة، وذلك تحت إشراف ومتابعة شريف فتحي وزير السياحة والآثار، وتوجيهات الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار.
وتعتبر منطقة عين الخراب موقع أثري لمستوطنة قديمة تقع بين معبد هيبس ومقبرة أو جبانة البجوات في واحة الخارجة، مصر ويعود تاريخ الموقع إلى الفترات الرومانية والمسيحية بين القرنين الأول والخامس الميلاديين، ويعد الموقع أحد العناصر التي تشكل موقع القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو، حيث نجحت البعثة الأثرية فى الكشف عن أطلال المدينة بالكامل من مباني سكنية تتكون من غرف مبنية من الطوب اللبن ومغطي بعض جدرانها بالملاط، ومناطق خدمية بها أفران للاستخدام اليومي، وعدد من الحواصل من الطوب اللبن وأواني فخارية كبيرة مثبتة في الأرض كانت تستخدم لتخزين الحبوب والطعام.
كما تم الكشف عن مجموعة من القطع الأثرية المتنوعة ما بين مجموعة من الأوستراكات، وأواني فخارية، ومجموعة من القطع الحجرية والزجاج ومجموعة من الدفنات، فضلا عن جدارية تمثل المسيح يشفي أحد المرضي، وهى ملامح تبرز تنوع الحياة المصرية في فترات هامة تكشف عن فترة التحول الديني في مصر، ومدى الحراك الفكرى الذي يعكس التسامح الذى شهدتها الحضارة المصرية ورفضها للاضطهاد الوثنى وتحولها إلى الديانة المسيحية تدريجيا حتى دخول العصر الإسلامي إلى الواحات.
وقالت الدكتورة سهام إسماعيل مدير عام آثار الخارجة ورئيس البعثة، إنه تم الكشف أيضاً عن بقايا كنيستين إحداهما على الطراز البازيليكي من الطوب اللبن بها بقايا أحجار لأساسات توضح أنها كانت تتكون من صالة كبيرة وجناحين يفصل بينهما ثلاث أعمدة مربعة في كل جهة، أما المنطقة الجنوبية للكنيسة فبها مجموعة من المباني الخدمية.
أما الكنيسة الثانية فهي صغيرة الحجم ذات تخطيط مستطيل وحوله بقايا سبع أعمدة خارجية، زينت بعض جدرانها الداخلية بكتابات قبطية، كما عثر بالجهة الغربية منها بقايا مباني خدمية.
وأضافت رئيس البعثة أن أغلب المباني التي تم الكشف عنها بالموقع خلال مواسم أعمال الحفائر السابقة تدل على أنه تم استخدام المنطقة عبر عصور تاريخية متعددة، حيث تم الكشف عن مباني من العصر الروماني تم إعادة استخدامها في الفترة القبطية المبكرة، وكذلك في العصر الإسلامي حيث تم تحويل المباني الجنائزية إلى أغراض حياتية ومعيشية، حيث تكمن أهمية هذا الكشف الأثري فى كشف مرحلة هامة من تاريخ الواحات القديمة وطبيعة ونمط الحياة فى تلك الفترة وآليات التحول الفكرى والديني وتغيير المعتقدات بدخول سكان تلك الواحات فى الدين المسيحى بعد تن كانوا يدينون بالوثنية.
وتقع على أطراف تلك المدينة العتيقة مدينة أخرى شهد قصة الفرار الكبير لرهبان القبط من بطش الرومان منذ القرن الثاني الميلادي إلى القرن السابع الميلادي، بما يزيد عن 1800 سنة لتحتفظ بحوالى 263 مقبرة مقدسة لرجال الدين والرهبان وذويهم من أقباط مصر الذين هربوا الاضطهاد الروماني للمسيحية، واستقروا في الصحراء وعاشوا فى مدينة سكنية متكاملة تم الكشف عن بقاياها فى عين الخراب وعيد دركية وعين سعف والتي كانت المساكن الرئيسية للأقباط الذين انشأوا بجانبها كنيسة ومعبد ومدافن على هيئة مقابر فريدة فى تصميماتها ومحتفظة برسوماتها التى استقطبت باحثى العمارة القبطية وفن الرسم والتصوير.
وتقع تلك المدينة المقدسة شمال مدينة الخارجة بحوالى ثلاثة كيلومترات بمنطقة عرفت باسم البجوات، وهي فى نطق أهل الواحات لكلمة “قبوات” جمع “قبو” نسبة لأن كل مقابر المدينة تعلوها قباب مبنية من الطوب اللبن، وتعتبر الوحيدة فى مصر والعالم بهذا النمط فى البناء وتتمثل أهميتها البالغة في أنها ترجع لأوائل العصر المسيحي، واكثرها مزخرف من الخارج وقبابها مزينة بمناظر مختلفة من قصص التوراه بالإضافة إلى الرسومات القبطية ، و تتميز بألوانها الزاهية المرسومة بطريقة الفريسكو وهي خلط الألوان بالماء للرسم والتلوين بها.
وتضم المدينة المقدسة عدد من المزارات منها “مزار السلام” الذي يحتوى على رمز السلام مصور بقبة المزار، وهذا المزار هو أكثر المزارات شهرة لدى دارسي الفن ويطلق عليه لدى الباحثين الأوربيين اسم ” المقبرة البيزنطية “، ويحتوى على نقوش القصص المقتبسة من كتاب العهد القديم، وكذلك مزار الخروج والذي يضم قبة مزينة بشريطين يضمان مناظر من العهد القديم أشهرها مناظر لقصة الخروج والذي سمي المزار بها، حيث يقود النبي موسى بني اسرائيل عبر صحراء سيناء بينما يطارده جيش فرعون. بالإضافة لقصص كل من آدم وحواء وفلك النبي نوح والنبي دانيال في جب الأسود والنبي يونس والحوت ومناظر أخرى من العهد القديم.
وتمتاز تلك المقابر بانتشار صور وايقونات تجسد قصة آدم و حواء بعد طردهما من الجنة عاريان ويمسح كل منهما دموعه بيد، ويخفي سوءته باليد الأخرى، و تصوير يعبر عن قصة وذبح ابنه وفداء الله له بكبش من السماء، و لوحة عن قصة سفينة نوح عليه السلام، ولوحة عن النبي دانيال والأسود حيث يقف و تحيط برأسه هالة وصور أسدان على يمينه ويساره وتوجد فوق المنظر حروف اسمه، ولوحة لعدة طيور منها الطاووس والعنقاء كتعبير عن السلام.

اثناء عمل المسح والتنقيب

احد منازل المدينة الأثرية

تحويل المناطق الجنائزية لأغراض معيشية

جانب من اعمال البعثة الأثرية

جانب من العمل فى الموقع

جانب من تكوين المدينة المعمارى

رحلة تنقيب استمرت لعدة سنوات

رئيس البعثة أثناء العمل

على خرائط اليونسكو

عين الخراب اصل مدينة الخارجة الحالية

فريق العمل يستكملون الاكتشافات

مقابر وقبوات بالمدينة

منطفة عين التربة او الخراب بالخارجة

منطقة عين الخراب بالوادى الجديد

موقع المدينة على خرائط جوجل

Trending Plus