لطفى لبيب بطل من سلسال الفن العظيم.. رحمة ونور لروحك

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم أكرم القصاص
قبل أيام وأثناء مرض الفنان الكبير لطفى لبيب اتفقنا والصديق الشاعر إبراهيم داود أن نرتب ندوة للفنان لطفى لبيب، والذى كان صديقا لإبراهيم داود، وأصدقاء ومثقفين وشعراء، وكان الراحل مثقفا وإنسانا وابن بلد، وأحد رواد ورموز وسط البلد بمقاهيها وليلها،  بجانب موهبته وعظمة أعماله، لكن للأسف لم يسعفنا الوقت، فقد رحل الفنان الكبير تاركا بصماته كفنان عظيم ضمن أعداد من الفنانين الكبار، الذى يشكلون قوانا الحقيقية بالفن والثقافة، ولا تنضب بئر المواهب عن إطلاقهم فى كل ربوع بلدنا المحروسة بالفن والعشق والتفاصيل التى تبقى، وتبقى هؤلاء فى ضمائرنا وحياتنا.
 
أسعدنى زمانى أننى التقيت فى عالم الليل بوسط البلد مع فنانين كبار منهم الرحل عهدى صادق الذى هو أيضا من كبار مثقفى الفن وفنانى القلوب، والفنان الرائع لطفى لبيب الذى ما إن تقابله حتى تحبه، كأخ وصديق مثقف وابن بلد، خفة الدم والجدعنة وجمال الروح، من يترك فى القلب علامة، وحبا فطريا، لطفى لبيب  فنان عظيم من سلسال الفنانين الكبار الذين يتركون بصماتهم فى كل ركن وكل دور، بالقدرة الهائلة على التجسيد، الصوت وطريقة الأداء، التى تغير من مشاعر المتفرج، وهى سمة فى الفنانين المصريين الكبار الأبطال الذين يحملون ملامح مشتركة، ويتركون بصماتهم فى كل مكان يمرون فيه بهدوء ومن دون ضجة.
 
ربما  لم يقدم لطفى لبيب أدوار بطولة، لكنه ظل نجما مميزا، له فى كل دور علامة وفى كل قلب تأثير، ويصفه الصديق إبراهيم داود بأنه البهجة بعينها، والفنان الكبير الذى اتفق الجميع على محبته ويكتب أن أدوار لطفى فى السينما والدراما التليفزيونية «صنعت محبة من نوع خاص بينه وبين جمهوره، لأنك أمام شخص يشبه أصدقاءك وجيرانك وأقاربك، شخص «سايبها لله» ولم ينتظر نجومية صارخة.. يشبه «راضى» فى فيلم عسل أسود، أو الصديق الوفى فى محطة مصر، إلى أن قدم مع عادل إمام دور سفير الكيان فى «السفارة فى العمارة» وكان وش السعد على «أبو البنات»، وبفضله تحول إلى تميمة الحظ لجيل كامل من الشباب، قدم لطفى ما يزيد على 380 عملا، لم يكن البطل الأول، ولكنه كان بطلا للبسطاء الذين يبحثون عن من يشبههم».
 
ولد لطفى عام 1947 فى مدينة «ببا» بمحافظة بنى سويف، حصل على ليسانس الآداب ثم التحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية وتخرج 1970، وخدم فى جيش مصر العظيم 6 سنوات، وهو أحد أبطال انتصار أكتوبر والعبور العظيم وظل يفخر بخدمته بالجيش العظيم وتحدث فى أكثر من مناسبة، واعتبرها جزءًا لا يتجزأ من هويته وحياته، وقال فى لقاء تليفزيونى «نصر أكتوبر كان نصرًا ساحقًا، وبالنسبة لى الحرب دى كانت فصلا من عمرى لا يمكن أنساه، كنت فى الخطوط الأمامية، والطلق كان حوالينا من كل اتجاه، مفيش إحساس أصعب من إنك تكون مستنى طلقة مش عارف هتجيلك إمتى ومنين، وقال إن  الحرب بالنسبة للجيش الثالث الميدانى لم تنته فى السادس من أكتوبر، بل استمرت حتى توقيع اتفاقية الفصل بين القوات عند الكيلو 101، بعد 130 يومًا من الحصار، حرم فيها الجنود من الطعام والماء والإمدادات، وكان يتذكر زملاءه الشهداء بالقول «90 % من اللى كانوا معايا استشهدوا، ولسه فاكركم كلكم.. الله يرحمكم يا أبطال»، ومن ذكرياته أثناء الحصار: «لما العيد جه يوم 7 يناير ـ عيد الميلاد المجيد ـ وإحنا محاصَرين، زميلى الشيخ عبدالفتاح صقر جاب لى جركن ميه 20 لتر، وقال لى استحمى وعيد كنا بناخد لتر واحد بالعافية، الحاجات دى مبتتنسيش، دى اللى بتعيش جواك»، لطفى لبيب من الفنانين الذين لم يعرف كثيرون ديانتهم أو يفكروا فى السؤال عنها هو فنان مصرى عظيم، وسجل تجربته فى الحرب فى كتاب «الكتيبة 26» ، وهو ضمن أعمال كثيرة تستحق أن تظهر فى السينما.
لطفى لبيب ضمن فنانين حملوا طوال الوقت ثقافة وجدعنة أبناء البلد، وبطولات الناس العادية التى تحرس مصر وروحها وثقافتها وقوتها المميزة، ويبقى لطفى لبيب من سلسال الفنانين الكبار، الذين يعملون بدأب ويقين وفطرة وإخلاص يضعهم فى قلوب الجمهور، بجانب كونه من كبار المتكلمين فى جلسات الليل وتجمعات المثقفين، التقيت مرات مع لطفى لبيب، ربما لم يتحقق موعدنا الأخير، لكننا على ميعاد يوما ما، سلام لروحك يا عم لطفى.
 
p
اليوم السابع
 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رابطة الأندية: مراقب مباراة الأهلي ومودرن لم يدون ملاحظات على جمهور الأحمر

وزير خارجية بريطانيا يبلغ عن نفسه بعد رحلة صيد مع نائب ترامب بسبب "سنارة"

إبراهيم داود فى ملتقى اليوم السابع للثقافة والفنون: أنا فلاح أزرع الأرض والرزق على الله.. عبد القادر القط أعطانى صك الاعتراف بالموهبة وجمال الغيطانى احتفى بى.. يوسف إدريس جعلنى صحفيا.. ولويس عوض لم يأخذ حقه

ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو

موعد مباراة مصر وإسبانيا في ربع نهائي بطولة العالم تحت 19 عاما لكرة اليد


ترتيب الدورى المصرى قبل انطلاق الجولة الثانية.. المصرى في الصدارة

علياء قمرون أمام النيابة: "معرفش يعنى إيه غسيل أموال.. كنت بفرح بالدعم عشان أجهز نفسى"

الإعدام شنقا للمتهم بقتل زوجته حرقا فى الشرقية

اعترافات طلاب مطاردة فتيات الواحات: لاحقناهما وحاولنا إيقاف السيارة

أول صورة للمتهمين بمطاردة فتيات طريق الواحات


اتحاد الكرة يرد على شكوى الزمالك ضد زيزو ..اعرف التفاصيل

والدة فتاة حادث طريق الواحات: “مش هتنازل عن حق بنتى.. والرعب اللى عاشته”

وفاة بطل حريق شبرا الخيمة متأثرا بإصاباته بحروق فى جميع أنحاء جسده

زوجة "بيليه فلسطين" توجه نداءً عاجلاً إلى محمد صلاح

كولومبوس الأمريكى يخطر الأهلى بموعد إرسال القسط الأول من صفقة وسام أبو على

كيف تحمى سيارتك من حرارة الصيف الشديدة؟.. نصائح مهمة لتفادى الأضرار

الأهلى يستقر على تأجيل ملف تمديد عقد إمام عاشور

الطقس اليوم.. موجة شديدة الحرارة ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 42 درجة

رونالدو يتفوق على ميسي فى صراع ملوك الهاتريك بالقرن الحادى والعشرين

لو القطار تأخر.. كيف تسترد ثمن تذكرتك كاملة على خطوط هيئة السكة الحديد؟

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى