لطفى لبيب صوت إيمانى فى ذاكرة الشاشة القبطية.. ترك إرثا روحيا يجاور تاريخه الفنى.. جسد حياة قديسين وشهداء ومعاني التوبة بأعمال خالدة بالوجدان المسيحى.. و"الله محبة" و"الراهب الصامت" أفلام لمعت بروحه الهادئة

الفنان لطفى لبيب فى أحد الأفلام
الفنان لطفى لبيب فى أحد الأفلام
كتبت بتول عصام

في وداع صامت لكنه مؤثر، غادر عالمنا يوم الأربعاء 30 يوليو 2025، الفنان القدير لطفي لبيب عن عمر ناهز 77 عامًا، بعد صراع مع المرض دخل خلاله العناية المركزة عقب تدهور مفاجئ في حالته الصحية بسبب مشاكل حادة في الجهاز التنفسي وفقدان الوعي. وبينما نعى الوسط الفني أحد أعمدته بابتسامته الهادئة وأدواره المحببة، فإن هناك جانبًا آخر من حياة لطفي لبيب يستحق أن يُروى.. جانبٌ لم يكن على خشبات المسارح أو في زحام السينما الجماهيرية، بل داخل صالات الكنائس وبين القنوات القبطية، حيث ظل صوته وصورته جزءًا من ذاكرة روحية للشعب المسيحي.

فعلى مدار مشواره الفني الطويل، لم يقتصر عطاء لطفي لبيب على أدواره في الدراما التلفزيونية أو الأفلام الكوميدية التي أحبها الجمهور، بل ترك بصمة إنسانية وروحية خاصة من خلال مشاركته في سلسلة من أبرز الأفلام القبطية، التي ما تزال تُعرض حتى اليوم في الفضائيات المسيحية، وتحمل بين مشاهدها رسائل إيمانية عميقة ووجوهًا من القداسة والمعاناة والخلاص.

من بين هذه الأعمال، شارك في فيلم "المتوحد" الذي يتناول سيرة البابا كيرلس السادس، أحد أعمدة الكنيسة القبطية المعاصرة، مجسدًا أجواء الزهد والتجرد. كما ظهر في فيلم "الراهب الصامت" الذي يحكي قصة القديس يسطس الأنطوني، رمز الصمت والصلاة في الحياة الرهبانية.

وكان حضوره لافتًا في أعمال أخرى مثل "الله محبة" و"ضالًا فوجد" المستوحى من قصة الابن الضال، والتي أدى فيها أدوارًا تحمل من التوبة والرحمة بقدر ما تحمل من موهبة الأداء. ولم تكن هذه الأدوار تجارية أو تُعرض في دور السينما، لكنها كانت جزءًا من رسالة آمن بها لبيب، وعاش من أجلها في هدوء.

وتشمل قائمة أعماله القبطية أيضًا:

- فيلم القديس أبانوب
- فيلم 49 شهيدًا – شيوخ برية شيهيت
- فيلم العابد – قصة حياه الراهب بولس المقاري
- فيلم الأنبا برسوم العريان
- فيلم أبونا عبد المسيح المناهري
- فيلم القديس مارمينا العجايبي

هذه الأعمال، التي لُقب بسببها في أوساط كنسية بـ"فنان الكنيسة"، لم تكن مجرد تمثيل، بل انعكاس لإيمان داخلي وروح متصالحة مع فكرة القداسة. وفي كل مرة يظهر لطفي لبيب على الشاشة في هذه الأفلام، كانت الأمهات تبتسم في الكنائس، وكان الأطفال يتابعونه في مدارس الأحد، وكان الصوت الهادئ يصل للقلب دون تكلف.

برحيل لطفي لبيب، لا تفقد الشاشة فقط فنانًا قديرًا، بل تخسر الكنيسة أحد وجوهها السينمائية المضيئة، الذي أدى أدواره الروحية بنفس الحب الذي أخلص به لخشبة المسرح أو بلاتوهات التصوير. وربما تظل ابتسامته في "الله محبة" أو حكمته في "الراهب الصامت" شاهدًا على فنان اختار أن يكون صوتًا للإيمان كما كان صوتًا للفرح.

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى