معاريف تهاجم سفير فلسطين لدى لندن: عراب الاعتراف البريطانى بفلسطين.. السفير حسام زملط لـ"اليوم السابع": اعتراف الإنجليز معالجة للظلم العميق المتجذر في وعد بلفور.. ويؤكد: نعمل مع مصر والعرب لوقف الحرب على غزة

حرضت صحيفة معاريف الإسرائيلية على سفير فلسطين لدى المملكة المتحدة السفير حسام زملط، مشيرة إلى أن نفوذ سفير السلطة الفلسطينية في بريطانيا آخذ في التوسع، واصفة إياه بالشخصية المركزية التي تقود الجهود السياسية للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى دراسة صادرة عن مركز القدس للسياسات التطبيقية (JCAP)، مشيرة إلى أن السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة هو الشخصية المحورية التي تدفع بهذا المسار السياسي أمام الحكومة البريطانية، لافتة إلى أن السفير زملط المولود في مخيم رفح للاجئين، يجمع بين خطاب حاد لما وصفته بـ"تجنيد برلمانيين" وحضور إعلامي بارز، وذلك منذ توليه المنصب عام 2018، حيث يقود حملة دعائية متقنة تصوّر إسرائيل كدولة فصل عنصري، إلى جانب ممارسة ضغوط سياسية للاعتراف بدولة فلسطينية.
في 13 يونيو الماضي، نشر السفير حسام زملط مقالًا في صحيفة "الجارديان" دعا فيه بريطانيا إلى "التوقف عن تأجيل الاعتراف" بـ فلسطين لأن الأمر يتعلق بحق طبيعي وليس "جائزة"، وبعد أسابيع من مقاله وقع 221 عضوًا في البرلمان البريطاني على رسالة رسمية موجهة إلى وزير الخارجية البريطاني يطالبون فيها بالاعتراف بدولة فلسطينية – وهي خطوة يُقال، بحسب ما نُشر على شبكات التواصل الاجتماعي، أن زملط كان وراءها.
ووفقًا لدراسة صادرة عن مركز القدس للسياسات التطبيقية (JCAP)، فإن السفير حسام زملط لا يعمل وحده حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية لكنه مدعوم أيضًا من قبل القنصلية البريطانية في القدس – وهي هيئة دبلوماسية تعمل خارج إطار السفارة في تل أبيب، وتروج لأجندة فلسطينية داخل القدس نفسها.
قال المدير العام السابق لوزارة شؤون القدس والرئيس الحالي لقسم الأبحاث في مركز JCAP، ران يشي لصحيفة "معاريف": فقط في إسرائيل يمكن أن يوجد وضع تكون فيه بعثة أجنبية تعمل من داخل عاصمة الدولة – ولكن لصالح انتزاعها لصالح كيان أجنبي. هذا وضع غير مقبول ويتطلب معالجة فورية.
بدوره، رحب الدكتور حسام زملط، رئيس البعثة الفلسطينية لدى المملكة المتحدة، بإعلان رئيس الوزراء البريطاني نية بلاده الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل، مؤكدا أن هذه خطوة مهمة ومتأخرة نحو تصحيح ظلم تاريخي وتأكيد حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تقرير المصير وإقامة دولة ذات سيادة، مرحبا بإعلان رئيس وزراء المملكة المتحدة تجديد الجهود لإيصال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى غزة - وهي مساعدات أعاقها الحصار الإسرائيلي المستمر، وهو جزء من جريمة حرب استمرت 22 شهرًا تتمثل في التجويع المتعمد
ورحب بنية المملكة المتحدة المعلنة العمل مع فلسطين والشركاء الدوليين لتحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة ووحدة الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وغزة، مشيرا لوجود خطة قابلة للتطبيق مطروحة على الطاولة وتحظى بدعم دولي واسع، ويجب ألا يكون هناك مزيد من التأخير في تنفيذها، بما في ذلك إعادة إعمار غزة بشكل عاجل.
واعتبر السفير حسام زملط أن اعتراف المملكة المتحدة يحمل وزنًا تاريخيًا وأخلاقيًا خاصًا أنه يمثل الخطوة الأولى ذات المغزى في معالجة الظلم العميق المتجذر في وعد بلفور في الحقبة الاستعمارية وعقود الإنكار المنهجي لحقوق الفلسطينيين التي تلتهن مؤكدا أن الاعتراف ليس ضرورة أخلاقية فحسب، بل هو تصحيح لأكثر من قرن من التهجير، حُرم خلاله الشعب الفلسطيني من أرضه وحريته وحياته.
أشاد السفير حسام زملط بصمود الشعب الفلسطيني وقدرته على الصمود وكفاحه الدؤوب من أجل الحرية والعدالة، مؤكدا امتنانه للشعب البريطاني على تضامنه المتزايد مع قضية فلسطين العادلة، مؤكدا تطلعه للعمل بشكل وثيق مع حكومة المملكة المتحدة وبرلمانها والشعب البريطاني لضمان ترجمة هذا الإعلان بسرعة وبشكل كامل إلى إجراءات ملموسة وفورية، بدءًا من الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين دون مزيد من التأخير
شدد على ضرورة أن يُفهم الاعتراف على أنه خطوة نحو التمسك بالمبادئ العالمية للعدالة والمساءلة، وإنهاء الاحتلال غير القانوني، وتمهيد الطريق لإقامة دولة فلسطينية مستقلة. مؤكدا أن ذلك ليس حلاً قائمًا بذاته، ويجب أن يكون مصحوبًا بالتطبيق الكامل والمتساوي للقانون الدولي، بدءًا من الإنهاء الفوري للإبادة الجماعية في غزة، متبوعًا بإعادة الإعمار والمساءلة الكاملة عن جرائم الحرب المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني.
فيما أشار السفير حسام زملط في تصريحات لـ"اليوم السابع" إلى الحراك العربي الواضح للاعتراف بالدولة الفلسطينية لا سيما ما حصل في نيويورك للاعتراف بدولة فلسطين والجهود المستمرة لوقف الحرب وإدخال المساعدات وإعادة اعمار غزة، والتأكيد على وحدة الضفة الغربية والقدس وغزة والذهاب باتجاه مسار سياسي لمدة 15 شهر لتجسيد دولة فلسطين على الأرض والقدس عاصمتها وهو مسار عربي بامتياز.
وأوضح أن الجانب الفلسطيني مستمر في العمل مع الدول العربية الشقيقة في هذا الاطار انطلاقا من الخطة المصرية لإعادة اعمار غزة، ووقف الإبادة، وهي الخطة التي تبنتها الجامعة العربية، بالإضافة إلى المبادرة السعودية الفرنسية الخاصة بتطبيق حل الدولتين، مؤكدا أن هذه المبادرات هي عربية بالتالي هناك حراك فلسطيني عربي في كل مكان ونحتاج ضغوط أكثر لوقف دائم وفوري للحرب على غزة ووقف التجويع الشيطاني التي تمارسه إسرائيل بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

Trending Plus