أرواح تحت الأنقاض وجرحى بلا دواء ونازحون دون مأوى.. مجازر إسرائيل تلاحق المجوّعين بغزة.. الاحتلال يواصل تدمير القطاع.. الأمم المتحدة: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة تنقطع.. الأونروا: كل شيء ينفد من المدينة

في اليوم الـ638 من حرب الإبادة على غزة التي تنفذها إسرائيل ضد الفلسطينيين في القطاع المحاصر والمفروض عليه الجوع منذ اليوم السابع من شهر أكتوبر 2023، واستُشهد أكثر من 115 فلسطينيا، بينهم 51 من المجوّعين الذين كانوا في انتظار المساعدات، جراء قصف لمناطق متفرقة على المدينة المدمرة ولاتزال العديد من الأروح تحت الأنقاض وملايين الجرحى دون دواء وآلاف النازحين بلا مأوي.
واضطرت بلدية غزة، الجمعة، إلى تقليص الخدمات الأساسية، نتيجة نفاد الوقود الحاد ونقص الإمكانيات التشغيلية الأخرى، وقالت البلدية إن مدينة غزة تعاني من كارثة حقيقية متفاقمة وخطيرة بسبب أزمة النزوح وتكدس النفايات، وناشدت البلدية المنظمات الدولية الإسراع في توفير الوقود والاحتياجات التشغيلية العاجلة، للتخفيف من حدة الكارثة، والحد من انتشار الأمراض والتلوث في ظل استمرار الإبادة منذ 638 يوما.
وقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن صدمته واستيائه الشديد حيال الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، محذرا من أن "آخر شرايين البقاء على قيد الحياة على وشك الانتهاء" جراء إغلاق إسرائيل معابر القطاع المدمر.
وبحسب تصريحات المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، بخصوص موقف جوتيريش حيال التطورات في غزة، مؤكدا أن الأمين العام للمنظمة الدولية يدعو لحماية المدنيين في القطاع وتلبية احتياجاتهم، وأكد جوتيريش أنه يشعر بالفزع والاستياء الشديد إزاء تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، لافتا إلى أن العشرات من الفلسطينيين قتلوا أو أصيبوا الأيام الأخيرة جراء هجمات إسرائيلية عديدة على مناطق إيواء النازحين وعلى المدنيين الذين يحاولون الحصول على الغذاء.
من جانبها قالت وكالة تشغيل وإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن "كل شيء ينفد بالنسبة لسكان غزة الوقت والطعام والدواء والأماكن الآمنة نفدت بالفعل"
وأضافت في بيان الجمعة: "نظام توزيع المساعدات الحالي في غزة أهان عائلات جائعة وخائفة ومصابة ومنهكة وجردها من إنسانيتها"، مؤكدا أن الجوع يتفاقم في غزة والناس يغمى عليهم في الشوارع من شدة الجوع".
وفي السياق ذاته قال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل، إن " المدنيون ليسوا طرفا في هذه الحرب ولا يجب أن يدفعوا ثمن تأخر التفاهمات السياسية، وهناك أرواح تحت الأنقاض وجرحى بلا دواء ونازحون بلا مأوى وأناشد الوسطاء والمجتمع الدولي التحرك".
وأضاف في بيان، أن "القطاع يتعرض للموت في كل لحظة وأوجه نداء إلى الوسطاء للعمل على إعلان هدنة إنسانية فورية وشاملة لحين التوصل إلى اتفاق، مؤكدا "القطاع يتعرض للموت نوجه نداء للوسطاء للعمل على إعلان هدنة إنسانية فورية وشاملة لحين التوصل لاتفاق",
ميدانيا واصلت طائرات الاحتلال الاسرائيلي قصفها لمختلف مناطق القطاع مخلفة أعداداً كبيرة من الشهداء والجرحى، ما أدى إلى ارتقاء أكثر من 20 شهيدا في خيام للنازحين بمنطقة المواصي، وحي الصبرة بمدينة غزة، وشمال مدينة رفح.
وأفاد مصادر طبية، بأن 15 فلسطنيا على الأقل استشهدوا أغلبهم من عائلة أبو خديجة، وأصيب آخرون، في قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين للعائلة قرب أبراج طيبة غرب مدينة خان يونس.
وأضافت المصادر، أن 3 مواطنين استشهدوا وأصيب آخرون بجروح، جراء قصف طائرات الاحتلال منزلا في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، إضافة إلى استشهاد مواطنين بنيران قوات الاحتلال قرب مركز مساعدات شمالي مدينة رفح.
ولفت إلى أن مدفعية الاحتلال استهدفت خيام النازحين في مواصي رفح، جنوب قطاع غزة، كما نسفت قوات الاحتلال منازل سكنية شمال مدينة خان يونس.
وخلفت مجازر الاحتلال المتواصلة في عدة مناطق بقطاع غزة يوم الخميس الماضي، أكثر من 118 شهيدا، بينهم 51 شخصا ارتقوا خلال انتظارهم المساعدات.
كما ارتقى ثمانية شهداء ومصابون في قصف إسرائيلي على خيمة تؤوي نازحين قرب أبراج طيبة غربي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة وهم الطفل إبراهيم أبو خديجة ، عبد الله أبو خديجة ، حسن عبد الحميد عبد الله أبو خديجة (44 عام) ، ليان ابو خديجة، محمد محمود عودة قديح (38 عام)، الطفل يامن سمير محمد أبو خاطر (12 عام) وشقيقته ميمونة سمير ابو خاطر وخولة طبش.
واستشهد اثنين من المواطنين بقصف خيمة تؤوي نازحين شرق المستشفى البريطاني في مواصي خان يونس وهما عماد أبو سبت ومنال مروان وادي فما استشهد ثلاثة اخرون في خيمة مجاورة وهم من عائلة معمر والنحال.
واستشهد الشاب أشرف خليل معمر متأثراً بإصابته إثر قصف إسرائيلي على خان يونس قبل أيام، ووسط القطاع ارتقى شهيد ومصابون باستهداف إسرائيلي لمنزل عائلة الشلبي محيط دوار السكران بمخيم البريج وسط قطاع غزة.
وسبق ذلك ارتقاء اربعة شهداء بالقصف على مجموعة من المواطنين في محيط مخيم عائدون في البريج وسط القطاع وهم أحمد عبدالرؤوف جبريل ، إياد ماهر كدش ، غسان عبد الكريم ابو دحروج و خضر مصطفى محمد أبو شرار.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، حرب إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، أكثر من 192 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

Trending Plus