اشتعال الصراع فى جنوب السودان.. مقتل 739 مدنيا فى الربع الأول من عام 2025.. زيادة 110% فى أعداد القتلى المدنيين.. ولاية واراب تسجل أعلى خسائر.. تصاعد المواجهات المسلحة يهدد الاستقرار.. والنساء الأكثر تضررا

يتصاعد العنف ضد المدنيين في جنوب السودان إلى مستويات قياسية، وفقًا لتقرير جديد صادر عن بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، والذي وثق 1607 ضحايا في الربع الأول من هذا العام، وهو أعلى رقم في أي فترة ثلاثة أشهر منذ عام 2020.
وكشف التقرير عن مقتل 739 مدنيًا، وإصابة 679 آخرين، واختطاف 149 آخرين، وتعرض 40 آخرين للعنف الجنسي المرتبط بالنزاع بين يناير ومارس 2025، وبالمقارنة مع الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر 2024، سجّل هذا زيادة بنسبة 86% في عدد الضحايا "866 مقابل 1607"، وزيادة بنسبة 110% في عدد القتلى المدنيين "352 مقابل 739"، وزيادة بنسبة 94% في عدد المصابين "350 مقابل 679".
وارتفعت حالات الاختطاف من 129 إلى 149، وحالات العنف الجنسي المرتبط بالنزاع من 35 إلى 40.
وبالمقارنة بالربع نفسه من عام 2024، يمثل هذا زيادة بنسبة 76 في المائة في الضحايا "913 إلى 1607" وزيادة بنسبة 58 في المائة في عمليات القتل "468 إلى 739" وزيادة بنسبة 107 في المائة في الإصابات "328 إلى 679".
وسجلت ولاية واراب أعلى عدد من المدنيين المتضررين، حيث بلغ عددهم 428 قتيلاً و298 جريحًا، تلتها ولاية وسط الاستوائية بزيادة قدرها 260% في عدد الضحايا وأكبر عدد من حالات الاختطاف.
وارتفع عدد الأطفال الضحايا ارتفاعًا حادًا من 114 إلى 171 طفلًا، وظلت النساء والفتيات يتأثرن بشكل غير متناسب بالعنف الجنسي المرتبط بالنزاعات وأعمال العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، حيث شكلن معًا 98% من الضحايا الموثقين.
وبالتوافق مع الربع السابق، نُسبت معظم الضحايا إلى الميليشيات المجتمعية "66%"، في حين كانت العناصر المسلحة المجهولة مسئولة عن 22%.
وتتحمل الأطراف التقليدية في النزاع المسلح والجماعات المسلحة الأخرى مسئولية 15% من الضحايا، مسجلةً زيادةً مقلقةً بنسبة 27% (من 152 إلى 193).وقد أدى تصاعد المواجهات المسلحة بين هذه الأطراف والجماعات إلى تقويض حماية المدنيين بشكل خطير، وأسفر عن انتهاكات وتجاوزات لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.
ومن جهته قال جوانغ كونج، نائب الممثل الخاص للأمين العام في بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان: "تقع على عاتق الحكومة المسئولية الأساسية في حماية المدنيين ومنع النزاعات التي لا تزال تُلحق أضرارًا جسيمة بالمجتمعات في جميع أنحاء البلاد"، وأضاف: "بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين، تدعو بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان إلى تضافر الجهود الجماعية على المستويات الوطنية والولائية والمحلية لمعالجة الأسباب والدوافع الكامنة، وتسهيل حل المظالم من خلال الحوار، ومحاسبة الجناة، من أجل إنهاء دوامة العنف المميتة".
وباعتبارها شريكاً محايداً، تدعم بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان الجهود الرامية إلى حماية المدنيين وردع العنف من خلال تنفيذ آلاف الدوريات لحفظ السلام برا وجوا ونهرا كل عام، وتسهيل مبادرات المصالحة وبناء السلام التي تقودها المجتمعات المحلية، وتعزيز مؤسسات سيادة القانون وتوسيع نطاقها من خلال المحاكم المتنقلة إلى المناطق النائية، والمساعدة في تعزيز العمليات السياسية والسلام الأوسع في البلاد، مع التأكيد على الحاجة إلى المساءلة والعدالة عن الانتهاكات والتجاوزات لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.

Trending Plus