الداخلية تتحرك بقوة على الطرق.. المرور يضبط 18 مليون مخالفة فى 6 أشهر والنقل الثقيل فى الصدارة.. 2250 سائق تعاطوا المخدرات.. و8 ملايين تجاوزوا السرعة و126 ألف تحدثوا بالتليفون أثناء القيادة

انتفضت وزارة الداخلية خلال النصف الأول من العام الجاري ضد فوضى الطرق والمخالفات المرورية، مع تركيز خاص على سيارات النقل الثقيل، التي باتت مصدرًا رئيسيًا للحوادث المروعة، إما نتيجة للقيادة المتهورة أو تعاطي بعض السائقين للمواد المخدرة.
وفي هذا الإطار، واصلت الإدارة العامة للمرور تنفيذ حملات يومية مكثفة على مختلف الطرق والمحاور، سواء كانت رئيسية أو فرعية، في جميع محافظات الجمهورية، بهدف فرض الانضباط وتيسير الحركة المرورية، وضبط المخالفات بمختلف صورها، بما يسهم في تقليل الحوادث وحماية الأرواح والممتلكات.
وبحسب بيانات رسمية صادرة عن وزارة الداخلية، تمكنت الإدارة العامة للمرور خلال الفترة من 1 يناير حتى 30 يونيو 2025 من ضبط ما مجموعه 18,063,363 مخالفة مرورية.
هذا الرقم الضخم يعكس حجم الجهد المبذول ومدى انتشار الحملات في مختلف أنحاء البلاد.
وكانت المخالفات المتعلقة بسيارات النقل الثقيل من بين أبرز ما تم رصده، حيث تم تسجيل أكثر من 400 ألف مخالفة، شملت تجاوز الحمولة المقررة، والسير في الاتجاه الأيسر من الطريق، والتنقل في أوقات الحظر، إلى جانب نقل ركاب داخل صناديق التحميل، وهي مخالفات تتكرر باستمرار وتشكل تهديدًا مباشرًا لحياة المواطنين على الطرق.
وفي ما يتعلق بمخالفات السرعة الزائدة، تم ضبط أكثر من 8.6 مليون مخالفة، وهو رقم يعكس شيوع هذا السلوك الخطير رغم حملات التوعية المتكررة والمراقبة المستمرة بالرادارات.
كما شملت الحملات مخالفات السير دون الحصول على رخصة قيادة أو ترخيص مركبة، وبلغ عددها نحو 287 ألف حالة، إلى جانب 106 آلاف مخالفة تتعلق بعدم استيفاء المركبات لاشتراطات الصلاحية الفنية، بما في ذلك العيوب الميكانيكية التي قد تؤدي إلى حوادث مميتة.
ومن الوقائع التي لا تزال تمثل أزمة في الشارع، الانتظار الخاطئ، الذي تركزت عليه الحملات بشكل مكثف، وأسفر عن تسجيل ما يقرب من 3 ملايين مخالفة خلال ستة أشهر فقط.
كما رصدت الأجهزة المعنية أكثر من 77 ألف مخالفة تتعلق باللوحات المعدنية، سواء بإزالتها أو تغيير بياناتها أو إخفائها عمدًا، وهو ما يشكل جريمة تسهل الهروب من القانون.
كذلك تم ضبط 2274 مخالفة للسير عكس الاتجاه، وهي من أخطر المخالفات على الإطلاق نظرًا لما تسببه من حوادث دامية، خاصة في الطرق السريعة.
ولم تغفل الحملات عن المخالفات التي تمس عناصر الأمان الأساسية أثناء القيادة، حيث تم تسجيل أكثر من مليون مخالفة لعدم ارتداء حزام الأمان، إلى جانب 128 ألف مخالفة لاستخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة، وهو ما يعد تهاونًا صارخًا في إجراءات السلامة ويؤدي إلى تشتت الانتباه وارتفاع نسب التصادم.
أما قائدو الدراجات النارية، فقد ارتكبوا هم أيضًا نحو 84 ألف مخالفة لعدم ارتداء خوذة الرأس، ما يعرضهم لمضاعفات خطيرة في حال وقوع حادث.
كما كشفت الإحصاءات عن أكثر من 4.2 مليون مخالفة متنوعة، شملت عدم وجود الملصق الإلكتروني، واستخدام آلات تنبيه مخالفة، وتركيب سارينات أو فلاشات دون وجه حق، ووجود ملصقات غير قانونية على السيارات.
وفي إطار خطة الوزارة لمكافحة تعاطي المخدرات بين قائدي المركبات، بالتنسيق مع صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، تم إخضاع نحو 55 ألف سائق لتحاليل الكشف عن المواد المخدرة، وتبين أن 2250 سائقًا كانت نتائجهم إيجابية، بنسبة بلغت 4.2% من إجمالي من تم فحصهم، وهي نسبة مقلقة تعكس الحاجة إلى تشديد الرقابة بشكل دائم.
وامتدت حملات الكشف لتشمل سائقي حافلات المدارس، وتم إجراء التحاليل لعدد 10,859 سائقًا، تبين تعاطي 29 منهم للمواد المخدرة، بنسبة بلغت 0.27%، وتم اتخاذ قرار فوري باستبعادهم من العمل، حماية لأرواح الطلاب.
ومع بداية فصل الصيف، وتزايد إقبال المواطنين على المناطق الساحلية والسياحية، خاصة محافظة مطروح والمنطقة الغربية، كثفت الإدارة العامة للمرور من وجودها الميداني اعتبارًا من الأول من يونيو، وأسفرت الحملات هناك عن سحب 7427 رخصة لارتكاب أصحابها مخالفات مرورية متنوعة، إضافة إلى التحفظ على 460 مركبة، بين سيارات ودراجات نارية، لعدم التزامها باشتراطات الترخيص.
وزارة الداخلية أكدت استمرار حملاتها دون توقف، مشددة على أن الهدف من هذه التحركات لا يقتصر على فرض الغرامات بل يتعداه إلى حماية الأرواح، ونشر ثقافة الالتزام، والتصدي لكل مظاهر الفوضى المرورية، في سبيل بناء منظومة طرق أكثر أمانًا وتحضرًا.

Trending Plus