خبير: اتفاق التجارة الحرة بين أمريكا وفيتنام خطوة اقتصادية تُقلق الصين

أكد الدكتور بلال شعيب، الخبير الاقتصادي، أن اتفاق تخفيض الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة وفيتنام يمثل نقطة تحول استراتيجية فى العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب تنتهج سياسات قائمة على المصالح الاقتصادية المباشرة بعيدًا عن الأيديولوجيات، وهو ما يعزز فرص زيادة حجم التبادل التجاري.
وقال شعيب، فى مداخلة على قناة إكسترا نيوز، إن حجم التجارة بين واشنطن وهانوى قفز ليصل إلى 149.6 مليار دولار بنهاية 2024، مؤكدًا أن هذه الاتفاقية ستسمح بتوسيع الصادرات الأمريكية، خاصة فى ظل عجز هيكلى مزمن فى الميزان التجارى الأمريكى بلغ 1.2 تريليون دولار، مضيفًا: "ترامب يسعى لتقليص هذا العجز عبر فتح أسواق جديدة، وتأمين احتياجات بلاده من المواد الخام بعيدًا عن الاعتماد الكامل على شركاء تقليديين مثل الصين وكندا والمكسيك، الذين يمثلون معًا نحو 46% من تجارة أمريكا الخارجية".
وفيما يتعلق بفتح الأسواق الفيتنامية أمام السيارات الأمريكية دون رسوم جمركية، أوضح شعيب أن هذه الخطوة تهدف إلى دعم صناعة السيارات الأمريكية التى تعانى من تراجع الإقبال المحلى لصالح السيارات المستوردة، نظرًا لعوامل السعر والقيمة المضافة. وقال: "الولايات المتحدة بحاجة لتطوير صناعتها بشكل جذرى لمنافسة دول مثل الصين، خاصة فى قطاع السيارات الكهربائية، والذى يشهد تطورًا متسارعًا عالميًا".
وأشار الخبير الاقتصادى إلى أن الصين كانت أول المعترضين على الاتفاق الجديد، نظرًا لتأثيره المحتمل على مبيعاتها وتفوقها الصناعى العالمى، حيث تستحوذ على نحو 30% من القطاع الصناعى العالمى، مقابل 15% فقط للولايات المتحدة. ولفت إلى أن الصين نَمَت اقتصاديًا خلال الخمسة عشر عامًا الماضية بما يزيد عن 15 مرة، فى مقابل نمو محدود للاقتصاد الأمريكى لم يتجاوز مرتين، مما يضع واشنطن فى موقع دفاع اقتصادى يتطلب تحركات تجارية ذكية مثل الاتفاق مع فيتنام.
واختتم د. بلال شعيب تصريحه بالتأكيد على أن التحولات الاقتصادية الكبرى لا تصنعها الاتفاقيات وحدها، بل بناء استراتيجية صناعية شاملة وتنافسية، مشيرًا إلى أن ما يحدث حاليًا هو إعادة تشكيل للخريطة التجارية الدولية فى ظل تنافس شرس بين القِوَى الاقتصادية الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة والصين.

Trending Plus