واشنطن تضغط وحزب الله يتمهل.. رئيس لبنان يعقد اجتماعات لمناقشة "الورقة الأمريكية" المطروحة.. "السلاح" و"الخطوة مقابل خطوة" أهم البنود.. زيارة خلال أيام لمبعوث ترامب إلى بيروت والداخل اللبنانى يترقب النتائج

يترقب لبنان ما ستحمله زيارة مبعوث دونالد ترامب توماس بارك الثانية إلى لبنان، والمرتقبة خلال أيام؛ خاصةً أنه يأتى هذه المرة لتلقى رد لبنانى مدعوم بخطوات إجرائية على الورقة الأمريكية التى تضمنت مطالب واشنطن بتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار المُبرم فى نوفمبر الماضى، وإلزام "حزب الله" بتسليم سلاحه بالكامل وحصر الساح بيد الدولة اللبنانية، وذلك عبر نقل ملف سلاح حزب الله إلى مجلس الوزراء ليتخذ كسلطة تنفيذية قراراً بنزعه.
ومن جانبها، شددت واشنطن على ضرورة التزام بهذه البنود، مع رفض أي تسويف في ملفي ترسيم الحدود ونزع السلاح، معتبرة أنّ أي تأخير سيعد خرقاً للاتفاقات الدولية.
فى الوقت نفسه، يكثف الرئيس اللبنانى جوزاف عون اجتماعات مع رئيس الحكومة نواف سلام ورئيس البرلمان نبيه برى،؛ لبحث الرد المناسب على بنود الورقة الأمريكية.
وخلال اللقاءات والاتصالات الرئاسية التي جرت، وكان منها لقاء عون ونواف سلام و نبيه بري، تمّ التشاور لبحث مضمون ورقة واشنطن، وتم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لإعداد الأجوبة عن الأسئلة التي تضمنتها الورقة.
ومن جانبه قال سلام أن بند السلاح لن يكون موجوداً على جدول الحكومة إلا بعد الاتفاق عليه بينَ الرؤساء والوصول إلى صيغة موحدة.
فيما يحرص نبيه برى على التوصل إلى تفاهم، ولكنه يرى أن السقف المطروح حالياً مرتفع جداً ، خصوصاً أن الإسرائيلي لم يحسم أياً من الحروب التي خاضها أخيراً بما فيها في غزة، وبالتالي لماذا يُفرض على لبنان تقديم تنازلات كبرى دوناً عن باقي الساحات.
وفى الداخل اللبناني ، هناك تباين بين المسؤولين اللبنانيين بشأن كيفية مقاربة الورقة الأمريكية سواء بلقاءات جانبية وحوار بين رئاسة الجمهورية وحزب الله أو من خلال وضع الموضوع على جدول أعمال مجلس الوزراء.
الخطوة مقابل خطوة
هذا بالإضافة إلى مطالبة واشنطن للبنان باعتماد آلية "الخطوة مقابل خطوة" لتنفيذ القرار، أي أن يقوم الجيش الإسرائيلي مثلا بالانسحاب من نقطة معينة من النقاط الخمس المحتلة مقابل كل خطوة يقوم بها "حزب الله" لتسليم سلاحه.
ومن جانبه أكد الموفد الأمريكى ي براك أن الحرب بين إيران وإسرائيل مهدت لـ "طريق جديد" في الشرق الأوسط. وقال "إن سوريا ولبنان يحتاجان للتوصل إلى اتفاقات سلام مع إسرائيل، بعدما فتحت الحرب بين إسرائيل وإيران طريقاً جديداً للشرق الأوسط".
وحذر المبعوث الأمريكى إلى لبنان توماس باراك من مشاركة حزب الله في الصراع الإقليمى، مؤكدا على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية وحدها، مع التشديد على أن الجيش والمؤسسات الرسمية فقط هي المخولة باتخاذ القرار العسكري، وفق بنود وقف إطلاق النار المبرم فى نوفمبر الماضى.
وأضاف باراك لقد أشار الرئيس أحمد الشرع إلى أنه لا يكره إسرائيل وأنه يريد السلام على هذه الحدود، أعتقد أن هذا سيحصل أيضاً مع لبنان، إن اتفاقاً مع إسرائيل هو أمر ضروري.
وأكد توماس براك "أن قوات سوريا الديمقراطية "قسد" يجب أن تندمج في سوريا الجديدة"، مضيفاً أن حكومة دمشق هي المحاور الوحيد في سوريا، وقال إن وقف إطلاق النار في غزة ممكن في المستقبل القريب.
موقف حزب الله
على الجانب الآخر، تلقى "حزب الله" نسخة من ورقة مبعوث ترامب، ولم تعطى جوابا حتى الآنـ حيث طلبت قيادة الحزب مهلة للرد لحين انتهاء مراسم ذكرى عاشوراء.
لكن الكلمة التى ألقاها الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم السبت الماضى عبرت عن موقف رافض بكل وضوح لتسليم سلاح الحزب، ومما قاله قاسم: "نحن نفذنا الاتفاق (وقف النار) بالكامل، لا يستطيع الإسرائيلي أن يجد علينا ثغرة واحدة، ولا الأمريكى، ولا أحد من الداخل. الآن لا يقولون لنا مثلًا: لماذا لا يُطبّق الاتفاق في الداخل؟ لا، بل يقولون لنا سلموا السلاح! يا جماعة، هل هناك أحد عنده عقل ويُفكر بشكل صحيح؟ نحن في قلب معركة التزمنا فيها بالاتفاق بشكل كامل، ولم يخطُ الإسرائيلي خطوات، ولو في المقدمات، ولم يُطبق الاتفاق، ونأتي لنقول عوامل القوة التي كانت بين أيدينا، والتي كانت تخيفه، والتي كانت تؤثر عليه، والتي أجبرته على الاتفاق، نزيلها، بينما الإسرائيلي ما زال موجودًا ولم ينفذ ما عليه! أنتم، بماذا تفكرون يا أخي؟ يقولون لك نحن لا علاقة لنا، لا علاقة لكم، لماذا؟ لأنكم لستم مستهدفين! لا علاقة لكم لأنكم تُنسقون مع الإسرائيلي!. يجب أن تعرفوا أن هذا أمر لا يمكن أن يستمر، هي فرصة، الآن يقولون وكم هي الفرصة؟ نحن نُحدد كم هي الفرصة، لكن هل تتصورون أننا سنبقى ساكتين إلى أبد الآبدين؟ لا، هذا كله له حدود".

Trending Plus