الانتخابات البرلمانية بوصلة وجدان المصريين

أ.د/ عصام محمد عبد القادر
أ.د/ عصام محمد عبد القادر
بقلم أ.د/ عصام محمد عبد القادر

يعي المصريون أن إرادتهم تعلو كلَّ شيء، وأن الرأي الجمعيَّ لديهم يعدُّ الموّجه الرئيس تجاه مسيرة التقدُّم، وأن التحيُّزَ المؤسَّسيَّ، لا يتخطَّى ما يبْغيه الشَّعبُ العظيم، وأن حريَّة الاختيار مسْئُوليةٌ تقع على عاتق الجميع، وأن كافَّة المسارات، التي يخطو إليها يدركُ مآلها؛ وبعض الاستحقاقات الانتخابيَّة بمثابة البُوصْلة، التي تدل على وجدان جموع هذا المجتمع بكل أطيافه؛ لذا فإننا نتطلَّعُ أن يرْقى الاختيار وفق معايير يتبناها المواطنُ؛ كي يضع في حُسْبانه المصلحة العامة فوق الخاصَّة.


ندرك أن إثبات الذَّات صفة الأسْوياء، وأن حُسْنَ الاختيار ميزةُ الأنْقياء، وأن شرف الكلمة، لا يعْلوها، أو يعادلها شيءٌ آخر، وعندما يعلن عن انطلاق المارثون الانتخابيُّ، نرْصدُ المواقف المُشرَّفة من قِبل الناخبين، ومن تقدَّموا إلى شغل المقاعد الانتخابيَّة؛ حيث لا مزايدةَ، ولا مقايضةَ، ولا محاولةً للتشويه، أو التزييف، أو الخروج عن القواعد، التي تم الإعلان عنها من قِبل الهيئة العُلْيا للانتخابات؛ فقد باتت المُحاسبيَّةُ سلاحًا يُسلَّط على الجميع، وأضْحتْ النَّزاهةُ مرهونةً بصدق الأفعال، والمُمارسات، التي يتقبَّلُها وجدانُ المصريين، ويرفضون عمَّا سِواها.


المعاناة التي نرْصدها في خضمِّ الانتخابات البرلمانيَّة تشمل عمليات التجهيز، والتنظيم، ودقَّة التنفيذ، والإخراج، كل ذلك يهون في ظلِّ ثمرة هذه العمليَّة المتكاملة، التي تدل على أن المسار الديمقراطيَّ أمرٌ مُهِمٌ؛ لتعزيز الروابط، والعلاقات بين الشَّعب، ومؤَسَّساته؛ باعتبار أن كل برلمانيِّ، لا يمثِّلُ دائرته فقط؛ لكنَّه حريصٌ على المصالح العُلْيا لجميع المصريين؛ فالقضايا في المؤسسات الوطنيَّة، لا يُنْظرُ إليها بتفرُّد؛ لكن تكْسُوها شُموليَّةُ الرُّؤْية، ووحْدَةُ الغاية دون مواربة.


قد يظنُّ البعضُ أننا نغالي عندما نقول أن المُشاركة في الانتخابات واجبٌ وطنيٌّ؛ فهذا في الحقيقة صحيحٌ في ضوء ما يُحَاكُ لبلادنا من مكائدَ، وما يُبَثُّ من شائعات، تستهدف إسقاط العمل المؤسسيِّ، وإضْعاف العلاقة الوطيدة بين المواطن، ومؤسَّساته، التي تُقدِّم له الرعاية، وأُطَر الاهتمام؛ ومن ثم فقد فَطِن الوجدانُ المصريُّ ماهيَّةَ، وأهميَّةَ دوْرِه المُشرَّفِ، الذي ينْظُرُ إليه العالمُ بأنه سعْيٌ حميدٌ؛ لتعزيز الديمُقراطيَّة والنِّزال في ساحة التقدُّم، والرُّقيِّ، والازْدهار؛ حيث الاستقرارُ السياسيُّ، والاجتماعيُّ، اللَّذَانِ يؤديان إلى النمو في شتَّى المجالات.


الأجيال تلْو الأخرى لها طموحاتٌ، وتطلُّعات، تتباين من وقت إلى آخر في ظلِّ ثوابت، وقيمٍ نبيلةٍ، تعدُّ محكًّا رئيسًا؛ لتحديد الغايات، وتقبُّل النتائج، التي تؤثِّرُ على مناحي الحياة المختلفة؛ فعمل البرلمانات يقوم على نبْض الشُّعوب دون جدال؛ فوجدان المجتمع هو الحاكم الرئيس، والمُوَّجهُ الفعليُّ في جُلِّ القضايا التي تهمُّه، وهنا نشاهدُ اللُّحْمةَ الحقيقيَّةَ، والتَّضافرَ، الذي تترجمه المواقفُ الفعليَّةُ، التي تكْسُوها صعوباتٌ، أو تحدِّيات، أو حتى تهْديدات بمختلف تنوُّعاتِها، ومصادِرها.


العالم بأسْره يراقب الانتخابات المصريَّة، وتفاصيل أحداثها، ومُجْرياتها في الدَّاخل، والخارج، ويرصد متلّون الإيجابيات، والسلبيَّات؛ لكنه يرى صورة مُبْهرة، تدل على اصْطفاف الشَّعب خلْف مؤسَّساته الوطنيَّة، وأن أجهزة الدَّوْلة عن بكْرةِ أبيها تخْدم هذا الشَّعبَ العظيمَ، وتوفِّرُ له كل صور الدَّعم، والمناخ الهادئ، والآمن؛ كي يشارك كل مواطن في هذا العُرْس، الذي يحمل رسائلَ قويَّةً للداخل، والخارج؛ حيث صفاءُ، واتفاقُ الوِجْدانِ المصريِّ على مسار الديمقراطيَّة، التي تُهيئُ؛ لتحقيق رؤى، وطموحات المصريين في بلادهم.


صور المواقف المتفرِّدة تراها في مِصْرَ، دون غيرها أثناء المُشاركة في الانتخابات، بكل أنواعها؛ فهناك تِرْحابٌ لبعضهم البعض، وهناك تلاحمٌ، وتدافعٌ، وإقبالٌ نحو لجان الاقْتراع، وهناك بسْمةٌ تعْلو الوجوهَ، وفرْحةٌ تفصح عنها ملامح السَّعادة، وهناك انسجامٌ بين الصَّغير، والكبير، وتبادلٌ لحديث هادئٍ، هادفٍ بين الجموع، وهناك تمتدُّ يدُ العون؛ فتشاهد الصَّغيرَ يُقدِّم الكبيرَ، بل، ويأخذ بيده، وهناك صورةٌ عائليَّةٌ راقيةٌ؛ حيث نزولُ أفراد الأُسْرة عن بَكْرةِ أبيها؛ لتِبُرْهنَ على أن وِجْدَانها مشْغولٌ بوطنٍ يسْكنُ القُلوبَ.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

ـــــــــــــــ

أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس
كلية التربية بنين بالقاهرة _ جامعة الأزهر

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أبرق قرية ظهرت فيها علامات الإنسان القديم ومخطوطاته قبل التاريخ.. تقع شمال غرب مدينة الشلاتين.. أهم مناطق محمية جبل علبة الشهيرة.. يقع بها أقدم آبار الصحراء الشرقية.. ويعيش بها قبائل العبابدة والبشارية.. صور

رقم قياسي لـ مصر في حضور الجماهير بمونديال ناشئي اليد رغم وداع البطولة.. صور

دبلوماسى أمريكى: إيران تبحث عن حلول طويلة الأمد لتفادى أى مواجهات عسكرية مستقبلية

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة

وزير التعليم يعلن تطبيق أعمال السنة على الصف الثالث الإعدادى


بدء هدم عمارة هندسة السكة الحديد بميدان رمسيس لتوسعة كوبرى أكتوبر.. إنشاء موقف متعدد الطوابق للقضاء على العشوائية وإزالة كافة الأكشاك والمحال المنتشرة بالميدان.. وتجهيز مول تجارى ومكاتب إدارية بديلة.. صور

متظاهرون يغلقون شارع أيالون الرئيسى قرب تل أبيب للمطالبة بإعادة الرهائن

خطوات جديدة بعملية إعادة التوازن البيئى لبحيرة قارون.. إنزال كميات من يرقات الجمبرى.. تزويد البحيرة بـ 5 ملايين وحدة جمبري.. والتحسن النسبي في مياه البحيرة ساهم في النمو السريع لليرقات في الموسم الماضى.. صور

ترامب عن لقاء بوتين فى ألاسكا: العقوبات جاهزة إذا لم نصل لنتيجة

ماك أليستر يصف محمد صلاح بـ"الوحش": أفضل محترف رأيته في حياتي


طقس شديد الحرارة غدا ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 38 درجة وأسوان 49

الأهلي يعلن ضم نوران خالد في صفوف اليد قادمة من سبورتنج

بعد حكم إعدامه.. سيناريوهات تنتظر قاتل مالك قهوة أسوان أمام محكمة الاستنئاف

ترتيب هدافي الدوري المصري قبل انطلاق الجولة الثانية.. دغموم متصدرا

ضربة لحيتان المقاولين.. إزالة 6 أبراج مخالفة فى منطقة اللبينى بالهرم.. صور

ترتيب الدورى المصرى قبل انطلاق الجولة الثانية.. المصرى في الصدارة

كريم فؤاد يقترب من قيادة الجبهة اليسرى للأهلي أمام فاركو وعودة شكري للدكة

أبطال خارقين.. صحف العالم تتحدث عن تتويج باريس سان جيرمان بالسوبر الأوروبى

حملات أمنية لضبط 363 قضية مخدرات وتنفيذ 85114 حكما قضائيا متنوعا

راغب علامة لـ اليوم السابع: أتمنى يجمعنى حفل غنائى واحد مع عمرو دياب

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى