العاشر من محرم.. احتفالات العرب بيوم عاشوراء.. رش الماء إيقاد "شعلة عاشوراء" فى المغرب.. طقوس (التطبير) وارتداء الملابس البيضاء فى كربلاء.. الحناء وإشعال النار و"هريسة عاشورا" فى تونس والجزائر

تختلف طقوس ومراسم الاحتفال بالعاشر من محرم "يوم عاشوراء"، من بلد إلى آخر، حيث يحيى المسلمون ذكرى يوم عاشوراء وهو يوم نجاة سيدنا موسى عليه السلام وقومه من فرعون، كما يصادف مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب حفيد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في معركة كربلاء، والذي يتصادف مع العاشر مع محرم.
ويعتبر يوم عاشوراء عطلة رسمية في بعض الدول التي تضم نسبة كبيرة من الشيعة، مثل إيران، باكستان، لبنان، البحرين، الهند والعراق والجزائر، ولكل دولة طريقة للاحتفاء بهذه الذكرى.
ففي العراق، خاصة بمدينة كربلاء حيث ضريح الحسين، يرتدي الرجال ملابس بيضاء لممارسة طقوس (التطبير) عن طريق حز رؤوسهم بالسيوف والحراب قبل الضرب عليها وسريان الدم منها، بينما يحتشد آلاف الزوار بلباسهم الأسود عند مرقد الإمامين يستمعون من خلال مكبرات الصوت، إلى سيرة معركة كربلاء، حيث قتل الحسين.
ويتجمع آلاف الشيعة عند الأضرحة التي ينسبونها إلى آل البيت، وتخرج حشود كبيرة في مراسم عزاء ضخمة بذكرى عاشوراء، ويتوجه كثير منهم إلى كربلاء سيرا على الأقدام لا سيما من يسكن العراق.
ويشكل المشاركون سلاسل بشرية ضمن مواكب تعزية تـرفع فيها شعارات وأعلام من وحي المناسبة. ويرتدي المشاركون في إحياء هذه الذكرى -التي تستمر مراسمها من ساعات الصباح الأولى وحتى منتصف الليل- الأكفان ويضربون بأيديهم على صدورهم ووجوههم، كما يستخدم بعضهم الآلات الحادة والسلاسل لإيذاء أنفسهم تعبيرا عن ندمهم لعدم نصرتهم الحسين، وفق معتقداتهم.
وتردد في هذا اليوم ما يسمى "القرايات" وهي جلسات عزاء تقام للرجال في المساجد والقاعات ومثلها للنساء في البيوت. ويدير "قرايات" الرجال راوٍ، و"قرايات" النساء راوية يطلق عليها "الملاية"، ويحكيان لمستمعيهما قصة استشهاد الحسين وأهل بيته وأنصاره على شكل تراتيل حزينة.
وتختتم جلسات العزاء في عاشوراء باللطم بقوة على الوجوه والصدور وسط الأسى والحزن وتعالي أصوات النحيب. وتلقى خلال الاحتفالات المراثي والقصائد التي تذكر مناقب أهل البيت وتدعو إلى الندم على ترك نصرة الحسين، كما يحرص آخرون على إحياء المناسبة بإقامة مجالس العزاء، وتنظيم عرض تمثيلي تاريخي لواقعة المعركة في الساحات العامة بحضور آلاف المتفرجين، وهو ما يعرف عندهم بـ"التشابيه".
المغرب وطقوس "عاشوراء"
تتميز الاحتفالات بعاشوراء في المغرب بطقوس وعادات خاصة تتوارثها الأجيال، من بينها تزيين الموائد المغربية بأصناف مختلفة من الطعام بالفواكه المجففة، وتُوزع الأطعمة ذاتها على الأطفال في بعض الأحياء الشعبية، تحت مسمى "حق بابا عيشور"، وفي البوادي المغربية والأحياء الشعبية يبرز طقس احتفالي مبتهج، يتمثل في إيقاد "شعلة عاشوراء". ويسمى يوم عاشوراء بيوم زمزم، ويقومون برش الماء على بعضهم البعض وعلى مقتنياتهم تبركًا.
احتفالات الجزائر وتونس
ومن المغرب إلى الجزائر وتونس حيث تتشابه طقوس الاحتفال، إذ تحرص النساء على طبخ الدجاج، بالإضافة إلى إعداد "هريسة عاشورا" لتوزيعها على الفقراء والجيران، كما يخضبن أيديهن بالحناء ويشذبن شعرهن وأظافرهن.
ويتم منح العاملين إجازة رسمية مدفوعة الأجر، ويتم تحضير ولائم وطبخ ذيل الأضحية، ثم يرتدي النساء اللباس التقليدي الخاص بمنطقة القبائل مع كامل إكسسوارته والحلي الفضية وقبل موعد أذان المغرب يكتحلن نساءً ورجالا بالكحل العربي، ويوصين بناتهن بعدم الخياطة أو الاقتراب من الإبرة كي لا يُصبن بالرعشة في كبرهن ويمنعنهن من الغسيل أيضا لأن ذلك يجلب لهن الحظ السيِئ.
وفي تونس يتجمع الأطفال في الأزقة فيجمعون الحطب والأخشاب ويشعلون فيها النار، بعد أن يشكلوا دائرة حولها، وهم يرددون على إيقاع طبلة أو دف أو أي إناء "عاشورا، عاشورا"، وفي البيوت يذبح الدجاج ويطبخ ليُقدم على الموائد في هذا اليوم.

Trending Plus