العدوان يدمر الاقتصاد والفقر يصل لحد المجاعة.. البطالة فى غزة تتجاوز 80%.. 600 ألف متعطل بفلسطين.. 178 ألف عامل فقدوا وظائفهم داخل الخط الأخضر.. وإسرائيل ترفض تحويل أموال التقاعد للعمال الفلسطينيين منذ 54 عاما

معدلات البطالة في الأراضي الفلسطينية بشكل عام تقفز لـ51% خلال 2024
معدلات البطالة في الأراضي الفلسطينية بشكل عام تقفز لـ51% خلال 2024
كتبت آية دعبس

- 898 حاجزا عسكريا تخنق سوق العمل في الضفة الغربية

يشهد قطاع غزة أزمة اقتصادية خانقة، حيث تجاوزت معدلات البطالة 80% خلال العام 2024، في ارتفاع حاد عن 45% المسجلة قبل أحداث 7 أكتوبر 2023، بما يعكس الانهيار الكبير في القطاعات الاقتصادية العاملة في القطاع جراء الحصار والعدوان المستمر، هذه الأرقام الصادمة تكشف عن كارثة حقيقية يواجهها الاقتصاد الفلسطيني، حيث أصبح الفقر واقعا مريرا يعيشه مئات آلاف العمال الذين خسروا مصادر رزقهم تحت وطأة القصف والحصار.

 
قفزت معدلات البطالة في الأراضي الفلسطينية بشكل عام إلى 51% خلال 2024، بواقع 35% في الضفة الغربية و80% في قطاع غزة، مقارنة ب31% في العام 2023، وتشير الإحصائيات إلى وجود أكثر من 600 ألف متعطل عن العمل في الأراضي الفلسطينية، في وضع اقتصادي يوصف بأنه الأسوأ منذ عقود، وقد انخفضت أيضا نسبة المشاركة في القوى العاملة في فلسطين خلال 2024 لتصل إلى 40% مقارنة مع 44% في 2023، بينما وصلت في قطاع غزة إلى 36% بعد أن كانت 40% في العام السابق.
 
خسر الاقتصاد الفلسطيني نصف مليون فرصة عمل، منها 200 ألف داخل الخط الأخضر و300 ألف في سوق العمل المحلي، وهو ما يمثل نكسة لاقتصاد كان يعتمد بشكل كبير على العمالة الفلسطينية في إسرائيل، وكان عدد العمال الفلسطينيين قبل 7 أكتوبر يبلغ نحو 1.16 مليون عامل، منهم 868 ألف في الضفة الغربية و292 ألف في قطاع غزة، بينما شكل العمال الفلسطينيون العاملون داخل الخط الأخضر نحو 178 ألف عامل، ما يمثل حوالي 20% من إجمالي القوة العاملة الفلسطينية.
 
تتفاوت التحديات التي يواجهها سوق العمل الفلسطيني بين المناطق المختلفة، ففي قطاع غزة تحولت المصانع إلى ركام وتوقفت عجلة الحياة، مما أدى لارتفاع مستويات الفقر لتصل حد المجاعة، في حين تواجه الضفة الغربية تحديات مختلفة تتمثل في وجود 898 حاجزا عسكريا يعيق حرية الحركة والتنقل، إضافة لعدم القدرة على استغلال المناطق المصنفة (C) وفق اتفاقية أوسلو والتي تخضع للسيطرة الإسرائيلية، أما القدس فتعاني من العزلة بسبب جدار الفصل العنصري وانتشار المستوطنات، مما ساهم في ارتفاع معدلات البطالة وتفاقم الأوضاع الاقتصادية.
 
في محاولة لمواجهة هذه الأزمة الخانقة، تم إطلاق عدة برامج طارئة لدعم العمال المتضررين، حيث تم تخصيص 70 مليون شيكل كمحفظة مالية لبرنامج "بادر" التمويلي لعمال الخط الأخضر، يقدم قروضا حسنة بفائدة صفرية بحد أقصى 60 ألف شيكل لكل عامل وفترة سداد 4 سنوات، كما تم منح عمال الخط الأخضر المتعطلين تأمينا صحيا مجانيا، إضافة لتنفيذ مشاريع التشغيل المؤقت في قطاع الخدمات العامة والأشغال بالتعاون مع الحكومتين النرويجية والسويدية ومنظمة العمل الدولية، والتي استهدفت تشغيل مئات العمال في مختلف محافظات غزة.
 
وتواجه الجهود الفلسطينية لحماية حقوق العمال عقبات كبيرة بسبب الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، حيث ترفض إسرائيل تحويل أموال التقاعد وتعويضات العمال المتراكمة منذ عام 1970، ولا تلتزم بدفع الحد الأدنى للأجور والذي يبلغ 6248 شيكل شهريا، كما يحرم العمال الفلسطينيون من بدل البطالة والحقوق الاجتماعية الأخرى، في انتهاك واضح للاتفاقات الدولية المتعلقة بحقوق العمال الأجانب. وتنتشر ظاهرة سماسرة التصاريح الذين يستغلون حاجة العمال ويبيعون تصاريح العمل في السوق السوداء بأكثر من ألف دولار شهريا.
 
في إطار المواجهة القانونية لهذه الانتهاكات، رفعت فلسطين شكوى رسمية لدى منظمة العمل الدولية في سبتمبر 2024 بالتعاون مع تسع نقابات عمالية دولية ضد الحكومة الإسرائيلية بسبب انتهاكها لاتفاقية حماية الأجور رقم 95 لعام 1949. ورغم أن توصيات منظمة العمل الدولية ليست ملزمة، إلا أنها تمهد الطريق أمام اللجوء لمحكمة العدل الدولية لرفع قضية ضد إسرائيل.
 
تسعى الحكومة الفلسطينية لإيجاد حلول مستدامة من خلال تبني استراتيجية التحول الرقمي وأجندة فلسطين الرقمية 2030، والتي تشمل رقمنة سوق العمل وتطوير منصات التشغيل واعتماد الذكاء الاصطناعي في تحليل احتياجات التوظيف، كما تعمل على إنشاء منصة ملاءمة الوظائف لتسهيل التشغيل المحلي والخارجي والعمل عن بعد، إضافة للسعي لتوقيع اتفاقيات مع الدول الشقيقة، خاصة الخليجية، لتوفير فرص عمل للعمالة الفلسطينية المتعطلة.
 
في الوقت نفسه، تعمل الحكومة على تحديث قانون العمل الفلسطيني رقم 7 لعام 2000، حيث تم التوافق على 80% من البنود الجديدة، والتي تشمل توسيع شمولية أحكام القانون وتوفير حماية أكبر للحقوق المكتسبة وحظر العمل الجبري والتحرش الجنسي والتمييز بكافة أشكاله، كما يتضمن القانون المعدل مواد تنظم الحق في الحرية النقابية ومحاربة ظاهرة عمالة الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم السادسة عشر عاما.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ريال مدريد يهزم دورتموند ويواجه باريس في نصف نهائي مونديال الأندية.. فيديو

عادل حقي: "ابتدينا" ألبوم لـ عمرو دياب دسم يعيد المعنى الحقيقي للموسيقى

الذكرى الأولى لرحيل أحمد رفعت نجم منتخب مصر اليوم

فرص عمل للصيادلة بمرتبات شهرية تصل إلى 9400 جنيه.. تفاصيل

إنذار لـ"حزب الله".. الدولة اللبنانية تطلب ردا من الحزب على ورقة واشنطن.. وتؤكد: لن نسمح بجرنا إلى الدمار.. سلام: الاستعراضات المسلحة ببيروت مرفوضة.. تقارير: الحزب يدرس تسليم جزء من ترسانته مقابل انسحاب إسرائيل


كومباني بعد خسارة البايرن أمام سان جيرمان وإصابة موسيالا: ما حدث مؤلم

أخبار الرياضة المصرية اليوم السبت 5 – 7 – 2025

فرص عمل بمشروع محطة الضبعة النووية بمرتبات تصل إلى 11 ألف جنيه

الداخلية تكشف تفاصيل إشهار شخص بمطعم سلاح أبيض

تحذير عاجل من الأرصاد الجوية لهذه المحافظات خلال الـ48 ساعة المقبلة


الأرض تدور أسرع.. استعدوا لأقصر أيام فى التاريخ خلال صيف 2025

زينة ميكيوى لاعبة الاسكواش تحتفل بزفافها فى حضور نجوم اللعبة.. صور

باريس سان جيرمان يهزم بايرن ميونخ بثنائية دوى وديمبيلى فى مونديال الأندية.. صور

بى إس جى ضد البايرن.. هدف ملغى وتعادل سلبى يحسمان الشوط الأول.. صور

لبلبة تكشف عن أحدث ظهور لهالة الشلقانى زوجة الزعيم عادل إمام.. صور

201 مرشح يقدمون أوراقهم لخوض انتخابات الشيوخ بأول أيام تلقى الطلبات

بي إس جي ضد البايرن.. التشكيل الرسمى للقمة النارية فى كأس العالم للأندية

موعد مباراة الريال ضد دورتموند فى ربع نهائى كأس العالم للأندية

الهيئة الوطنية تعلن انتهاء اليوم الأول من فتح باب الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ

موعد مباراة بي اس جي ضد البايرن فى ربع نهائى كأس العالم للأندية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى