القاتل الصامت.. تغيرات المناخ تعصف بالعالم.. أمطار فى تونس والسعودية.. تحذيرات أممية بعد سقوط ضحايا لموجات الحر الشديد بأوروبا.. و300 فرد إطفاء لمكافحة أكبر حريق غابات بكاليفورنيا.. وإجلاء 50 ألف شخص فى تركيا

تُعد تأثيرات التغير المناخى واحدة من أعنف المخاطر التي تحدق بالعالم، ويحذر الخبراء من أن مثل هذه الأحوال الجوية القاسية باتت تحدث بوتيرة متزايدة.
وأُطلقت تنبيهات من الحر الشديد الذي وصفته الأمم المتحدة بـ"القاتل الصامت"، في البرتغال واليونان وكرواتيا، وصولاً إلى ألمانيا والنمسا وسويسرا، بعد أن حطم شهر يونيو الذي كان شديد الحرارة، الأرقام القياسية، متجاوزاً المتوسط الطبيعي ليوليو وأغسطس، وكذلك الرقم القياسي السابق لشهر يونيو البالغ 22.8 درجة مئوية والمسجل عام 2017.
ضحايا الحرارة في أوربا
في سياق تلك التغيرات، تجتاح أوروبا موجة حر غير مسبوقة في بداية موسم صيف 2025، وتثير مخاوف واسعة وسط تحذيرات من السلطات الصحية والأرصاد الجوية في دول عدة. وسجلت درجات حرارة قياسية في إنجلترا، وإسبانيا، والبرتغال، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا؛ حيث بلغ متوسط الحرارة في بعض المناطق أكثر من 40 درجة مئوية، متجاوزة الأرقام القياسية السابقة لشهر يونيو.
ولقى 8 أشخاص مصرعهم، منهم أربعة في إسبانيا واثنان في فرنسا واثنان في إيطاليا، كما أصدرت إيطاليا أعلى درجات التحذير من الخطر في 18 مدينة مع استمرار تعرض معظم أنحاء أوروبا لموجة حر مبكرة.
ومن جانبها أوضحت السلطات الإسبانية، أن موجة الحر التي تجتاح البلاد أدت لاندلاع حريق في الغابات بكتالونيا أسفر عن مصرع أربعة أشخاص، مشيرة كذلك إلى وقوع وفيات مرتبطة بموجة الحر في إكستريمادورا وقرطبة، كما أعلنت السلطات الفرنسية نقل 300 آخرين إلى المستشفى، وذكرت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أن أعلى درجات التحذير من الخطر لا تزال سارية في عدة مناطق بوسط فرنسا.
أمطار تونس والسعودية
ومن أوربا إلى الدول العربية ، تجتاح موجات الطقس السئ عددا من المناطق في تونس، حيث تشهد بعض المناطق سقوطا للأمطار وتهب الرياح قرب السواحل مع سحب رعدية.
وفى السعودية تستمر الاضطرابات الجوية في التأثير على أجواء المملكة، حيث أصدر المركز الوطني للأرصاد عدة تنبيهات تنوعت ما بين أتربة مثارة، رياح نشطة، وأمطار، شملت 8 مناطق بمختلف المحافظات، وسط تحذيرات من تدني الرؤية الأفقية.
وفي المناطق الجنوبية، تشهد أجزاء من عسير مثل أبها، أحد رفيدة، خميس مشيط، وسراة عبيدة، أمطارًا خفيفة وصواعق رعدية ، في مكة المكرمة، تتأثر محافظات القنفذة، الليث، والطائف برياح نشطة وأتربة مثارة قد تصل سرعة الرياح فيها إلى 49 كم/ساعة، مع تدنٍ ملحوظ في الرؤية، كما تشمل التنبيهات أجزاء من الرياض، حيث تنشط الرياح المسببة لأتربة مثارة وتدني في مدى الرؤية بين 3 و5 كيلومترات.
حرائق الغابات
وبالتوازى، أعلنت السلطات الأمريكية، أن أكثر من 300 عنصر إطفاء يواصلون التصدي لـ أكبر حريق غابات تشهده ولاية كاليفورنيا منذ بداية العام، وسط مخاوف من صيف خطير يهدد الولاية في ظل سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ حيث اندلع "حريق مادري" في مقاطعة سان لويس أوبيسبو بوسط كاليفورنيا، حيث صدرت أوامر بإخلاء لنحو 200 شخص مع تهديد النيران لعشرات المباني.
ووفقًا لهيئة الإطفاء في كاليفورنيا، أتت النيران في أقل من 24 ساعة على مساحة تقدر بـ 213 كيلومترًا مربعًا، وأكد مكتب حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم أن الولاية لن تتوانى عن حماية المجتمعات المتضررة، معلنًا إرسال تعزيزات إضافية إلى المقاطعة المتضررة.
في هذا الإطار، أوضح الخبير في الظواهر الجوية دانيال سوين من جامعة كاليفورنيا بلوس أنجليس أن جنوب الولاية شهد جفافًا غير معتاد خلال الشتاء والربيع، مما ترك الغطاء النباتي جافًا بشكل خطير قبل ذروة موسم الحرائق.
ووجه الحاكم نيوسوم انتقادات حادة للرئيس ترامب بسبب تخفيضاته الواسعة في ميزانيات الوكالات الفدرالية المختصة بمواجهة التغير المناخي مثل دائرة الغابات والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي والوكالة الفدرالية لإدارة الكوارث، مؤكدًا أن 57% من أراضي كاليفورنيا تخضع للسلطة الفدرالية مما يضاعف مسؤولية الحكومة الفيدرالية في إدارة الغابات ومكافحة الحرائق.
وفى تركيا أيضاً تم إجلاء أكثر من 50 ألف شخص مواطن في 41 بلدة نُقلوا مؤقتاً إلى مناطق آمنة إثر حرائق غابات طالت خصوصاً محافظات إزمير ومانيسا (الغرب) وهاتاي (جنوب شرق)، وفق ما أعلنت الوكالة التركية لإدارة الكوارث (أفاد).
وكانت منطقة سفري حصار في إزمير (الغرب) الأكثر تأثّراً بالحرائق وتم فيها إجلاء 42300 شخص، في حين أجلي 2936 شخصاً و1500 فرد من محافظتي مانيسا وهاتاي.

Trending Plus