القانون الكبير الجميل ينذر بمعركة شرسة فى انتخابات 2026.. ترامب يصف التشريع بالأكثر شعبية فى التاريخ.. قلق بين الجمهوريين من تأثيره فى معركة التجديد النصفى.. وهجوم حاد من الديمقراطيين على تقليص برامج الرعاية

حقق الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ما أراده بالفعل بالتوقيع على القانون الكبير الجميل فى الرابع من يوليو، وهو اليوم الذى تحتفل فيها الولايات المتحدة كل عام بعيد الاستقلال، ويتعلق القانون بخفض فى الضرائب والإنفاق وتقليص بعض الرعاية الاجتماعية والصحية، وتم تمريره بصعوبة كبيرة بعد معارضة شرسة من الديمقراطيين وبعض الجمهوريين.
ووبينما كانت زوجته ميلانيا تقف بجواره، قال ترامب وهو يوقع على التشريع فى نزهة الرابع من يوليو بالبيت الأبيض، إنه التشريع الأكثر شعبية الذى يوقعه فى تاريخ البلاد، وأضاف: "إن ما فعلناه هو وضع كل شىء فى مشروع قانون. لم يكن لدينا أى شىء مثل هذا من قبل".
بعد أشهر من المداولات، أتم تمرير مشروع القانون بأغلبية صوت واحد فى مجلس الشيوخ، ثم فى مجلس النواب يوم الخميس بأغلبية 219 صوتًا مقابل 213 صوتًا، مع تصويت جمهوريين اثنين فقط ضده، وتقول صحيفة الجارديان البريطانية يحقق هذا التشريع الشامل ما طالب به اليمينيون لعقود، كما أوضحت صحيفة الغارديان هذا الأسبوع، ويمنح ترامب فوزًا تشريعيًا هائلًا.
وهناك حالة من القلق بين الجمهوريين من التأثير المحتمل لهذا القانون على انتخابات الكونجرس 2026، واحتمال عدم قدرتهم على الاحتفاظ بأغلبيتهم فى مجلسى الشيوخ والنواب. وقال الخبير الاستراتيجى الجمهورى كارل روف إن حزمة الإنفاق التى أقرها الكونجرس ستؤثر بشكل كبير على دورة انتخابات التجديد النصفى العام المقبل.
وقال روف خلال ظهوره فى برنامج "غرفة أخبار أمريكا" على قناة فوكس نيوز: "أعتقد أن لها تأثيرًا كبيرًا على انتخابات عام 2026، لأنه، تذكروا، مع دخول هذه التغييرات، وخاصةً تغييرات برنامج المساعدة الكبية حيز التنفيذ، سيفقد الناس تغطيتهم الصحية".
يأتى هذا فى الوقت الذى يهدد فيه إيلون ماسك الجمهوريين الذين صوتوا لصالح القانون ، مما يشكل تحديًا للرئيس ترامب وحلفائه فى سعيهم لتحدى رياح منتصف المدة المعاكسة، بحسب صحيفة ذا هيل.
وتعهد ماسك فى وقت سابق بأن الجمهوريين الذين دعموا مشروع قانون ترامب الضخم "سيخسرون انتخاباتهم التمهيدية العام المقبل إذا كان هذا آخر ما أفعله على وجه الأرض"، وذلك فى الوقت الذى أشعل فيه الرئيس التنفيذى لشركة تيسلا عداءه مع ترامب مجددًا فى الأيام الأخيرة بسبب رفضه المطلق لهذا القانون الذى يزيد من الدين الوطنى.
على الجانب الآخر، أعرب الديمقراطيون عن غضب شديد إزاء إقرار التشريع، موجهين انتقادات لاذعة كشفت عن خطوط الهجوم التى قد يستخدمها الحزب ضد الجمهوريين فى انتخابات التجديد النصفى العام المقبل.
وأصدر قادة الحزب موجة من التصريحات بعد إقرار مشروع قانون يوم الخميس، كاشفين عن غضب عارم كفيل بتدمير مبنى سكني، على حد تعبير صحيفة الجارديان.
قال كين مارتن، رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية: "اليوم، وجه دونالد ترامب والحزب الجمهورى رسالة إلى أمريكا: إن لم تكن مليارديرًا، فلن نكترث لك".
وأضاف: "بينما يواصل الحزب الجمهورى صرف تبرعات مانحيه من المليارديرات، سيتضور ناخبوه جوعًا، ويفقدون الرعاية الطبية الحرجة، ويفقدون وظائفهم ، ونعم، سيموت بعضهم نتيجة لهذا القانون. الديمقراطيون يحشدون صفوفهم وسيقاتلون ليتأكدوا من أن الجميع يعرف تمامًا من المسئول عن أحد أسوأ مشاريع القوانين فى تاريخ أمتنا".
كما كتبت النائبة ألكسندريا أوكاسيو كورتيز تقول إن إقرار مشروع القانون بأغلبية ضئيلة فى مجلس النواب يوم الخميس، دون أى دعم ديمقراطى وتصويتين فقط من الجمهوريين ضده ، وهما توماس ماسى من كنتاكى وبريان فيتزباتريك من بنسلفانيا - "أمر غير طبيعى".
وسلطت أوكاسيو كورتيز الضوء على التناقضات فى مشروع القانون، التى يمن المتتوقع أن يعتمدها الديمقراطيون فى حملتهم الانتخابية على مدار العامين المقبلين، حيث يقارنون إنفاقه على إنفاذ قوانين الهجرة بفقدان المزايا الاجتماعية للأمريكيين من الطبقة العاملة. وأشارت إلى أن الجمهوريين صوتوا لصالح إعفاءات ضريبية دائمة للمليارديرات، مع السماح بإعفاء ضريبى على الإكراميات لمن يقل دخلهم السنوى عن 25 ألف دولار أمريكى حتى انتهاء صلاحيته فى غضون ثلاث سنوات.
كما أشارت إلى أن تخفيضات توسيع برنامج Medicaid ستؤدى إلى حرمان الموظفين الذين يتلقون الإكراميات من أهلية الحصول على برنامج التأمين الصحي، وستؤدى إلى إلغاء الدعم المالى للتأمين بموجب قانون الرعاية الصحية الميسرة.

Trending Plus