براكين غامضة تثير حيرة العلماء.. بركان بتايوان يقذف "طينا مشتعلا".. البركان الأسود يصدر حمما باردة تتحول للون الأبيض.. زافاريتسكي ثورانه أدى إلى تبريد الأرض منذ 200 عام.. ويلوستون الأمريكى أخطرها

أكثر البراكين غموضا في العالم هي تلك التي تتميز بخصائص فريدة أو ظواهر غامضة تتحدى الفهم العلمى. من الأمثلة البارزة بركان أول دوينيو لينجاي في تنزانيا، المعروف بحممه الكربوناتية، وهي ظاهرة جيولوجية نادرة. ومن الأمثلة الأخرى بركان زافاريتسكي في جزر الكوريل، الذي عُرف بأنه "البركان الغامض" الذي تسبب في تبريد عالمي في الماضي، بالإضافة إلى ذلك تُعتبر براكين مثل بركان كيلاويا في هاواي، بنشاطه المستمر وثوراناته المذهلة، أو أناك كراكاتوا في إندونيسيا، الذي نشأ من رماد كراكاتوا، غامضة أيضًا لقوتها التدميرية وقدرتها على التجدد.
بركان تايوان
في جنوب تايوان، حيث تمتد حقول الأرز بين المعابد والطرق الريفية، تخفى الأرض سرا مدهشا، تحت حقول قرية واندان الهادئة ظاهريًا، يتفجر شيء ما يشبه البركان تماما ولكنه ليس بركانا تقليديا، بل ظاهرة جيولوجية تبدو وكأنها من رواية خيالية، أثار حيرة العلماء، وهو عبارة بركان طيني، عند استيقاظه، ينفث طينًا مشتعلًا وأعمدة من النار.

بركان طينى
وتفاجأ سكان قرية واندان بثوران جديد، على الرغم من شيوع هذه الظاهرة - فهي تحدث مرة أو مرتين سنويًا - إلا أن هذه المرة كان الأمر مختلفًا: فقد تواجدت ألسنة اللهب المرئية من على بُعد عشرات الأمتار، فقاعات الطين الخارجة من باطن الأرض. وسرعان ما جذب هذا المشهد السكان المحليين، الذين جاؤوا حاملين كاميراتهم لمشاهدة الطين الكثيف المتصاعد من الأرض، كما لو أن الأرض قررت أن تغلي من الداخل.
ما يميز هذا النوع من الثوران هو تركيبه، فعلى عكس البراكين التقليدية، التي تطرد الحمم البركانية والرماد بفعل ضغط الصهارة، تتشكل براكين الطين مثل واندان من تراكم المياه الجوفية والرواسب والغازات مثل الميثان. وعندما يصل ضغط هذه الغازات إلى حد كافٍ، تنطلق بعنف، حاملة معها الطين والمعادن.
من البراكين التي تتميز بغموضها وخصائصها الفريدة:
بركان أول دوينيو لينجاي (تنزانيا):
يشتهر هذا البركان بحممه الكربوناتية، وهي مادة نادرة للغاية تتدفق عند درجات حرارة منخفضة، ويعتبر الأغرب على كوكب الأرض على الإطلاق، حيث إنه الوحيد الذى يصدر نوع مختلف من الحمم البركانية التى تكون "باردة" على عكس باقى البراكين.
ويقع أول دوينيو لينجاي في شمال تنزانيا وهو البركان النشط الوحيد المعروف الذي يصدر نوع مختلف من الحمم البركانية: فهو يتكون من كربونات النترون، كما أن حممه سائلة جداً، لذا فهي تتحرك بسرعة أكبر من سرعة الإنسان، لونها أسود نهاراً، أحمر غامق ليلاً وعندما تلامس الماء تتحول إلى اللون الأبيض.
الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو الحمم البركانية الغريبة المكونة من تركيبة غريبة من الكربونات. ونادرًا ما تتجاوز درجة حرارتها 600 درجة مئوية، وهو ما يتناقض مع درجة حرارة الصهارة العادية، والتي تتراوح بين 700 درجة و1200 درجة مئوية.
زافاريتسكي (جزر الكوريل):
عُرف هذا البركان، المعروف أيضًا باسم زافاريتسكي، بأنه "البركان الغامض" الذي ثار عام 1831 وتسبب في موجة تبريد عالمية، ويقع فى جزيرة سيموشير بجزر الكوريل الروسية، غير المأهولة، حسبما قالت صحيفة 20 مينوتوس الإسبانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن العلماء أكدوا أن قوة الانفجار البركاني عام 1831 كبيرة جدًا لدرجة أنها أدت إلى تبريد كوكب الأرض، وبعد ما يقرب من 200 عام، تمكن العلماء من تحديد هوية البركان.
ونتيجة للثوران، أطلق البركان الكثير من ثاني أكسيد الكبريت في طبقة الستراتوسفير، مما أدى إلى انخفاض متوسط درجة الحرارة السنوية في نصف الكرة الشمالي بمقدار درجة مئوية واحدة.
وحدث الانفجار في نهاية العصر الجليدي الصغير، وهو أحد أبرد الفترات التي مرت على الأرض خلال السنوات العشر الماضية، وكان معروفا وقت حدوثه، لكن موقع البركان الذي ثار غير معروف.
كيلاويا (هاواي):
يُعرف أكثر براكين هاواي نشاطًا بثوراته المذهلة وقدرته على خلق مناظر طبيعية جديدة ومتغيرة.
أناك كراكاتوا (إندونيسيا):
يثور هذا البركان، وهو ابن بركان كراكاتوا الشهير، بشكل دوري منذ ظهوره عام 1927، بما في ذلك ثوران تسبب في حدوث تسونامي عام 2018.
يلوستون (الولايات المتحدة):
يستعد بركان كالديرا يلوستون، المعروف أيضًا باسم بركان يلوستون العملاق، للانفجار وهو يقع فى منطقة الكالديرا فى وايمونج بالولايات المتحدة الأمريكية، وتبلغ مساحته حوالى 55×72 كيلومترًا، فوق بقعة ساخنة، ويزوره عادة أكثر من مليونى شخص كل عام.
ووفقا لصحيفة الديباتى الإسبانية فإنه على الرغم من أن نقطة يلوستون الساخنة تقع حاليًا أسفل هضبة يلوستون، وساهمت سابقًا فى إنشاء سهل نهر الثعبان الشرقى (غرب يلوستون) من خلال سلسلة من الانفجارات البركانية الضخمة، وقد حدث هذا الثوران البركانى الهائل منذ أكثر من 640 ألف عام.
ووفقا للدراسات الأخيرة فإن الجزء الشمالى الشرقى من الحديقة هو الأكثر عرضة للانفجارات الناجمة عن هذا البركان الهائل، ومع ذلك، وكما ثبت من خلال نينفا بينينجتون، المؤلف الرئيسى لدراسة تم نشرها مؤخرا، فإن هذا الحدث لن يحدث إلا بعد آلاف السنين من الآن، ويحرص العلماء على دراسة بركان يلوستون لأن فورانه وانفجاره يمكن أن يتسبب فى كارثة كبيرة فى مناطق متعددة.
ووفقا للتوقعات فإن انفجار هذا البركان يهدد بموت عشرات الملايين من الأشخاص فى دائرة نصف قطرها 1000 كيلومتر (621 ميلاً)، حيث بمجرد استنشاق الرماد سيشكل خليطًا يشبه الأسمنت فى الرئتين ويسبب الاختناق
وقامت وكالة ناسا بإطلاق مشروع جديد للتعامل مع أى ثوران مستقبلى لبركان يلوستون واحتوائه وإنقاذ العالم من الكارثة بل وتحويل يلوستون إلى مصدر للطاقة الكهربائية.
جبل فوجي (اليابان):
يشتهر هذا البركان، رمز اليابان، بشكله المخروطي المثالي وأهميته الثقافية، ولكنه يُعتبر أيضًا بركانًا نشطًا له تاريخ من الانفجارات.
ساكوراجيما (اليابان):
يثور هذا البركان في جزيرة كيوشو باستمرار منذ عام 1955، بآلاف الانفجارات سنويًا، مما يجعله أحد أكثر البراكين نشاطًا في العالم.
بركان فويجو (جواتيمالا):
يشتهر هذا البركان النشط في جواتيمالا بثوراته البركانية المتكررة، والتي غالبًا ما تُسبب أضرارًا جسيمة وتُجبر السكان القريبين على إخلاء منازلهم.

Trending Plus