فى قلب البحر الأحمر.. القصير أكبر محطات الفوسفات فى مصر والعالم.. أنشأ فيها الإيطاليون مستعمرة كاملة واستخدموا أول تلفريك وقطارات لنقل الخام قبل قرن من الزمن.. و"كافى" أول سفينة فوسفات تبحر إلى الهند 1916.. صور

تعد مدينة القصير بمحافظة البحر الأحمر أكبر محطات التعدين البارزة في مصر بل وفى العالم، وتحديدا فى القرن الماضى، وذلك بداية وصول البعثة الإيطالية عام 1912 لاستخراج خام الفوسفات، وذلك بعد تأسيس الشركة المصرية الإيطالية لإنتاج الفوسفات بتمويل من بنك روما الدولي آنذاك.
استقر مئات الإيطاليين في القصير، حيث أنشأوا مستعمرة خاصة بهم، لتكون موطنًا دائمًا لهم ومركزًا للنشاط الصناعي، واعتمد الإيطاليون على العمالة المصرية، التي توافدت من مختلف المحافظات، خاصة من الصعيد، واستخرجوا الفوسفات من ثمانية مناجم متنوعة.
كما استخدموا التلفريك والقطارات لنقل الخام من الجبال إلى ميناء القصير، الذي كان شاهدًا على حدث تاريخي وهو إبحار أول سفينة محملة بالفوسفات في الشرق الأوسط إلى الخارج.
من جانبه قال محمد أبو الوفا، مدير آثار البحر الأحمر، إن أول سفينة فوسفات أبحرت من الميناء البحري القديم بالمدينة عام 1916، وكانت تدعى "كافى"، وحملت أول شحنة تصديرية من الفوسفات المصري إلى الهند، في سابقة هي الأولى من نوعها في المنطقة.
وأضاف مدير آثار البحر الأحمر أن تلك الحقبة تميزت بالنشاط والعمل المكثف، إذ كانت الشركة تضم آلاف العمال والفنيين المنتشرين في مواقع العمل والمناجم المختلفة، ما جعل القصير مركزًا مهمًا لإنتاج وتصدير الفوسفات في الشرق.
وأكد أن من أقدم مدن المنطقة، وواحدة من أبرز المحطات التاريخية التي شهدت تعاقب الحضارات منذ العصر الفرعوني وحتى العصر الحديث، وبفضل موقعها الاستراتيجي ومينائها العريق، كانت مركزًا مهمًا لحركة الحجاج نحو الحجاز، قبل أن تتحول لاحقًا إلى أول مدينة يُستخرج منها الفوسفات في مصر، عبر بعثة إيطالية وصلت عام 1912.
وشيد الإيطاليون حيًا كاملاً أطلقوا عليه "المستعمرة"، واستقروا فيه، حاملين معهم مختلف الحرف والمهارات؛ من أطباء ومدرسين إلى خبازين وحلاقين، لتكوين مجتمع متكامل يعمل في مناجم الفوسفات المنتشرة بالمنطقة، وعملوا لأكثر من 50 عامًا في استخراج وبيع الفوسفات، مستخدمين أحدث الوسائل حينها مثل التلفريك والقطارات. ويؤكد أن من أبرز ما تركوه خلفهم كان المقابر المعروفة بـ"مقابر الإيطاليين"، التي دفن بها 25 إيطاليًا وطفلًا، وتضم لوحة رخامية كبيرة منقوش عليها أسماؤهم وتواريخ ميلادهم ووفاتهم.
من جانبه قال وصفى تمير، أحد أبناء مدينة القصير والمهتمين بتراثها، إن المقابر شيدت بطريقة بسيطة لكنها مميزة، بألواح رأسية وأفقية مدببة الرأس بدلًا من الصناديق الحجرية المكلفة، وقد نقلت عائلتان إيطاليتان رفات ذويهما إلى إيطاليا بطائرة خاصة، بينما ظلت صناديق النقل الفارغة بجوار المقابر لبعض الوقت.
وفي عام 1926، وخلال زيارة الملك فؤاد الأول لمدينة القصير لافتتاح منجم جبل ضوى، أمر ببناء سور حول المقابر الإيطالية لحمايتها، غير أن التوسعات اللاحقة للطريق العام أدت إلى تقليص مساحة المقابر، لكنها لا تزال شاهدة على مرحلة تاريخية مهمة ربطت بين مصر وإيطاليا في قلب البحر الأحمر.

أسماء الإيطاليون الذين دفنوا بالقصير

السفينة كافي أول سفينة فوسفات تبحر من القصير للهند

توفيق دوس آخر الأقباط بالقصير دفن بمقابل الإيطاليين

صور المقابر من الداخل

مقابر الإيطاليين مستخرجى الفوسفات من القصير

Trending Plus