"ملوك" قصة طفلة من متحدى السرطان فى أسوان.. الطالبة نجحت بتفوق رغم معاناتها على سرير المرض.. والدها: كانت تسهر الليل تذاكر دروسها بين أجهزة العلاج.. ورئيس المنطقة الأزهرية يؤكد:"مثالاً مشرفاً للإرادة".. صور

تستلقى على سرير المستشفى، تلقى بنظراتها على الأجهزة الطبية تارة وعلى كتابها المدرسى تارة أخرى، وسط لحظات من المرض والألم وتلقى العلاج ودخول وخروج الأطباء والممرضين عليها أثناء فترة احتجازها بالمستشفى للعلاج من السرطان.
هذه هى قصة الطالبة الطفلة، ملوك حامد أحمد محمد، البالغة من العمر 14 سنة، من محافظة أسوان، وتعد واحدة من متحدى مرض السرطان بعد أن اكتشفت الإصابة به مؤخراً أثناء العام الدراسى 2024/2025، ورغم آلام المرض وتعب العلاج والسفر بين المحافظات إلا أنها كافحت حتى نجحت بتفوق فى عامها الدراسى المنقضى.
تحدث والد الطفلة ملوك، حامد أحمد محمد، لـ"اليوم السابع"، عن قصة مرض ابنته المفاجئ، ثم مشوار تفوقها وهى على سرير المرض داخل المستشفى للعلاج من السرطان، وبدأ كلامه بـ"الحمد لله على كل شيئ"، ثم تابع الأب حديثه قائلاً: "ملوك" هى ابنتى الأنثى الوحيدة بين ثلاث ذكور، فشقيقها الأكبر "عبد الوهاب" طالب بالفرقة الأولى بكلية التجارة جامعة الأزهر والثانى "عبد الرحمن" طالب بالصف الأول الثانوى، والأصغر "أحمد" بالصف الأول الابتدائى، وتعيش ملوك مع والدها ووالدتها بقرية الحاجر التابعة لمركز إدفو بمحافظة أسوان.
وأشار، إلى أن ابنته كانت تعيش حياتها طبيعية وتدرس بالصف الأول الإعدادى، وفى أحد الأيام خلال شهر يناير الماضى وهى فى طريقها لفرن العيش لشراء الخبز، سقطت فجأة مغشياً عليها فأصاب الجميع بالذهول واحتار من حولها، لافتاً إلى أنه توجه بها إلى المستشفى للاطمئنان عليها وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لها، ثم ظل يتردد بين الأطباء والمستشفيات بمحافظة أسوان على مدار 20 يوماً، واستقر الحال إلى أن التحاليل والفحوصات الطبية أكدت إصابة "ملوك" بسرطان فى الدم.
وأوضح والد الطفلة ملوك، أنه فضل السفر بابنته لتلقى العلاج بالقاهرة وتم حجزها بالمستشفى لتلقى العلاج والجرعات اللازمة للمرض وظلت فى المستشفى لفترة امتدت لأشهر الدراسة بالفصل الدراسى الثانى، إلا أن ابنته كانت حريصة على مذاكرة دروسها وساعدها فى ذلك إدارة العلاقات العامة بالمستشفى وإحضار أسرتها للكتب المدرسية لها والتى كانت تتنقل بنظراتها ما بين أجهزة المستشفى وبين كتابها وهى مستلقية على سرير المرض بالمستشفى.
ولفت حامد أحمد، إلى أن إدارة المستشفى نسقت مع المنطقة الأزهرية بأسوان والقاهرة لأداء ملوك امتحانات نهاية العام الدراسى وهى على سرير المستشفى، مضيفاً أن هناك لجان امتحانات خاصة أخرى لبعض الطالبات بالمراحل الدراسية المختلفة يؤدون امتحانات نهاية العام الدراسى داخل المستشفى أيضاً.
وكشف الأب، عن أن ابنته ملوك حريصة على النجاح والتفوق منذ صغرها، وهذا العام رغم ظروفها الصحية وانشغالها بالمرض إلا أن ذلك لم يشغلها عن دراستها وظلت تذاكر دروسها ساهرة طوال الليل، وهو ما انعكس على نجاحها بتفوق هذا العام، بجانب تفوقها فى المجالات العلمية والدينية الأخرى، مثل تفوقها فى مسابقة حفظ القرآن الكريم والتى أقيمت بالقرية وتم تكريمها من الشيخ زكريا محمد البحيرى، ووجه الأب الشكر للمعلمة دينا، معلمة ابنته بمعهد فتيات إدفو بمحافظة أسوان لما كانت تقوم به من جهود ومتابعة خلا لفترة دراسة ابنته المريضة وتولى اهتماماً خاصاً بالطفلة.
وفى السياق، تقدَّم الدكتور سيد حسن، رئيس منطقة أسوان الأزهرية، بالتهنئة للطالبة ملوك حامد أحمد محمد، بالصف الأول الإعدادى بمعهد فتيات إدفو، بمناسبة نجاحها وتفوقها، رغم ما واجهته من ظروف صحية صعبة، أدّت الطفلة، امتحاناتها من داخل لجنة خاصة بمستشفى الأورام، لتمثّل بذلك مثالًا مشرفًا فى الإرادة والعزيمة، وتؤكد أن التحديات لا تقف حائلًا أمام الإصرار على التفوق والنجاح، سائلًا الله تعالى أن يمنّ عليها بالشفاء العاجل، وأن يوفقها في مسيرتها العلمية المقبلة.
كما تقدم الدكتور سيد حسن، رئيس منطقة أسوان الأزهرية، بخالص الشكر والتقدير إلى منطقة القاهرة الأزهرية، لجهودها المخلصة وتعاونها الإنسانى فى تيسير عقد اللجنة الخاصة بالمستشفى حرصًا على مصلحة الطالبة، ومراعاةً لظروفها الصحية، فى مشهد يجسد روح التكافل والدعم التى يحرص عليها الأزهر الشريف فى رعاية أبنائه وبناته.

الطالبة المريضة ملوك

الطالبة ملوك حامد من متحدى السرطان

الطفلة فى المستشفى

الطفلة ملوك

تكريم الطفلة لحفظ القرآن الكريم

Trending Plus