إنذار لـ"حزب الله".. الدولة اللبنانية تطلب ردا من الحزب على ورقة واشنطن.. وتؤكد: لن نسمح بجرنا إلى الدمار.. سلام: الاستعراضات المسلحة ببيروت مرفوضة.. تقارير: الحزب يدرس تسليم جزء من ترسانته مقابل انسحاب إسرائيل

يواجه لبنان ضغوطا متزايدة لتسوية مسألة السلاح الذى يملكه حزب الله، مع اقتراب انتهاء المهلة المقررة من قبل واشنطن، وأمام هذه الضغوط تحاول الدولة اللبنانية ممثلة في الرئاسة ومجلس الوزراء والبرلمان التفاوض مع حزب الله للتوصل إلى صيغة نهائية للرد على الورقة الأمريكية، وفى هذا السياق أرسلت رئاسة لبنان إنذارا لحزب الله بضرورة الرد على مضمون ما ورد فى الورقة الأمريكية التي سلمها المبعوث الأمريكى الخاص توماس باراك للمسؤولين اللبنانيين خلال زيارته البلاد في 19 يونيو، حيث تتفق الرئاسات الثلاث في لبنان على أن زمن السلاح خارج الدولة اللبنانية انتهى، وتتفق أيضا على عدم السماح لأي جهة بجر لبنان إلى الدمار.
ومن جانبه، أرسل رئيس مجلس النواب نبيه بري رسالة لحزب الله مفادها: "إذا لم تردوا سنمضي بدونكم"،جاء هذا بعدما شدد رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، على أن الاستعراضات المسلحة التي شهدتها بيروت خلال الساعات الماضية، غير مقبولة، في إشارة منه إلى ما فعله عناصر من حزب الله، وأضاف سلام ، أن ما جرى غير مقبول بأي شكل من الأشكال وتحت أي مبرر كان.
وأوضح أنه اتصل بوزيري الداخلية والعدل وطلب منهما اتخاذ كل الإجراءات اللازمة إنفاذاً للقوانين المرعية الإجراء ولتوقيف الفاعلين وإحالتهم على التحقيق.
جاء ذلك بعدما أثار استعراض مسلح نظمه عناصر من حزب الله وسط العاصمة اللبنانية بيروت، مساء الجمعة، موجة من الجدل والاستنكار السياسي والشعبي، إذ ظهرت مجموعات مقنعة مدججة بالسلاح في شوارع الحمراء ومحيطها، ما أعاد إلى الأذهان صور الحرب الأهلية والفوضى الأمنية. وفق "العربية " .
خطوة مقابل خطوة!
ومن جانبه، قد بدأ حزب الله مراجعة استراتيجية كبرى بعد حربه مع إسرائيل، تتضمن بحث تقليص دوره كحزب مسلح دون تسليم سلاحه بالكامل، حيث يرى حزب الله أن ترسانة الأسلحة أصبحت عبئاً ـ وفق رويترز ـ و يدرس تسليم بعضا منها لا سيما الصواريخ والطائرات المسيرة التي تعتبر أكبر تهديد لإسرائيل، بشرط انسحابها من الجنوب ووقف هجماتها.
غير أن الحزب لن يسلم ترسانته بالكامل، ويعتزم الاحتفاظ بأسلحة خفيفة وصواريخ مضادة للدبابات باعتبارها وسيلة لصد أي هجمات في المستقبل، فيبدو أن حزب الله موافق على مبدأ خطوة مقابل خطوة، فيما يرفض وضع جدول زمني محدد لتسليم السلاح.
أما الورقة الأمريكية فتتضمن 3 نقاط أساسية هي التزام رسمي بضرورة حصر السلاح بيد الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، وترسيم الحدود مع سوريا وضبطها، وأن يقوم لبنان بإصلاحات مالية واقتصادية، وفق" فرانس برس".
و فى سياق متصل، وجه أمين عام "حزب الله" اللبناني نعيم قاسم رسالة إلى من يطالبهم بـ"تسليم السلاح"، مؤكدا أنه "لا بد من أن يخرج الاحتلال الإسرائيلي من الأرضي اللبنانية ولا بد من مقاومته ومواجهته"، وأضاف : "ارفعوا رؤوسكم وكونوا مطمئنين حتى لو أرعبوكم، ونلاحظ هناك كثير من المقالات عندما يتحدثون عن المنهج الإسلامي ويقولون أشياء مركبة بطريقة خاطئة"، وأردف قاسم: "نحن نحب ونؤمن ببلدنا وأرضنا ومتمسكون بها وما هي الوطنية إلا أن تكون التمسك بالأرض والدفاع عن الأرض وتربية الأولاد في هذه الأرض وحب الأرض والعلاقة مع الأرض نحن وطنيون بكل ما للكلمة من معنى"، مستطردا: "هل هناك تعارض بين الإسلام والوطن؟ أبدا، فالإسلام يدعونا إلى حب الوطن وإلى الدفاع عن الوطن والإسلام يدعونا إلى التمسك بأرض الآباء والأجداد والإسلام يدعونا إلى أن نكون نموذجاً طاهراً مؤمناً صادقاً داخل الوطن".
وأكمل أمين عام "حزب الله" حديثه قائلا : "على مستوى الدولة إذا كان هناك مواطنون آخرون كما هو موجود في لبنان لا يعتبرون أنهم يريدون الرجوع إلى التشريع الإسلامي هناك تشريع آخر يجب أن يكون هناك اتفاق عليه نتفق على التشريع الآخر وهذا هو الحاصل"، مضيفا: "الحل هو أن نتفاهم ولذلك أعلنّا أن الدستور اللبناني والقوانين اللبنانية نحن ملتزمون بها كجزء لا يتجزأ من العيش المشترك الذي نريده داخل الوطن اللبناني".
قصف إسرائيلى مستمر ..
بالمقابل تواصل إسرائيل قصف مناطق في جنوب لبنان، حيث يشن جيش الاحتلال غارات على مناطق لبنانية خصوصاً في الجنوب، تقول غالباً إنها تستهدف عناصر في الحزب أو مواقع له.
كما تكرر إسرائيل أنها ستواصل العمل "لإزالة أي تهديد" ضدها، ولن تسمح للحزب بإعادة ترميم قدراته بعد الحرب التي تلقى خلالها خسائر كبيرة على صعيد البنية العسكرية والقيادية. وتوعدت بمواصلة شن ضربات ما لم تنزع السلطات اللبنانية سلاح الحزب المدعوم من إيران.
يأتي هذا القصف بالرغم من سريان اتفاق وقف إطلاق النار المعلن في نوفمبر الماضى 2024، بعد صراع امتد لأكثر من عام بين حزب الله وإسرائيل، تحول منذ سبتمبر إلى حرب، وكانت أهم بنود الاتفاق انسحاب حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة حوالي 30 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل في جنوب لبنان)، وتفكيك ترسانته العسكرية، مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبنانى وقوة الأمم المتحدة لحفظ السلام (يونيفيل)، و انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق تقدمت إليها خلال الحرب، لكن إسرائيل أبقت على وجودها في 5 مرتفعات استراتيجية، يطالبها لبنان بالانسحاب منها.

Trending Plus