التنمية الحضرية بمصر تحضر بقوة على طاولة مؤتمر إشبيلية.. محمود محيى الدين يدعو للتنفيذ الفعلي للحلول المبتكرة.. وممثل هابيتات مصر: إطلاق التمويل المشترك من أجل تنمية حضرية مستدامة ومرنة على قائمة الأولويات

اختتم مؤتمر تمويل التنمية الدولي في إشبيلية، إسبانيا أعماله والذي قدم وثيقة نتائج موحدة تركز على الحلول وتؤكد أن التعاون متعدد الأطراف لا يزال مهما كما أبرز المؤتمر العواقب البشرية لأعباء الديون المتزايدة، وتصاعد التوترات التجارية، والتخفيضات الحادة في المساعدة الإنمائية الرسمية.
وشدد المؤتمر على مجالات العمل الرئيسية وهي دفعة استثمارية كبرى لسد الفجوة التمويلية لأهداف التنمية المستدامة ووضع خطوات ملموسة لمعالجة أعباء الديون غير المستدامة ومنح الدول النامية صوتا أكبر في اتخاذ القرارات المالية العالمية.

د.محمود محي الدين من مؤتمر اسبانيا
من جانبه قال الدكتور محمود محيي الدين، مبعوث الأمم المتحدة الخاص لتمويل خطة 2030 إن استمرار تفاقم أزمة الديون العالمية يهدد مسار التنمية في دول كثيرة مؤكدا أن المؤتمر قدّم حلولا جريئة، لكن نجاحها يتوقف على التنفيذ الفعلي، وحشد الموارد، وتفعيل الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
وشدد محيي الدين على أن من أهم المبادرات المنبثقة عن المؤتمر هي "العلاجات المحددة والمقترحة للتعامل مع أزمة المديونية الدولية وأعبائها على الموازنات العامة للدولة" مشيرا إلى أن خدمة الدين في عدد من البلدان تجاوزت ما تنفقه هذه الدول على التعليم والرعاية الصحية، وهو واقع خطير يهدد مسار التنمية.
ولفت المبعوث الأممي الانتباه إلى أن الجهود المبذولة في المؤتمر لن تحقق أهدافها المرجوة "دون تفعيل لمنظومة تمويل التنمية بحشد وتعبئة الموارد محليا، ودفع مشاركة القطاع الخاص مع القطاع الحكومي، خاصة في مشروعات البنية التحتية، ومن خلال دفع حركة التجارة الدولية، وجهود تخفيض المديونية، ودفع فرص المشروعات الصغيرة والمتوسطة لتكون واحدة من الجوانب الرئيسية لزيادة فرص النمو والتنمية". وشدد على أن "هذه خطط للعمل والتنفيذ وليس فقط لإجرائها كنوع من التوصيات العامة".
جنب من جلسه هابيتات مصر في مؤتمر أسبانيا
من جانبه صرح أحمد رزق ممثل برنامج "موئل الأمم المتحدة" المعني بالتنمية الحضرية والعمرانية في مصر، بأن المكتب الأممي كان حاضرا بقوة في مناقشات المؤتمر المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية الذي انطلق في الأول من يوليو، واستمر لثلاث أيام في إشبيلية، إسبانيا وفق بيان البرنامج الأممي.
وأضاف أحمد رزق أن المكتب الأممى شارك في جلسة حوارية تحت عنوان "إطلاق التمويل المشترك من أجل تنمية حضرية مستدامة ومرنة"، وجمعت هذه الفعالية صناع القرار من الحكومات الوطنية والمحلية، والمؤسسات المالية متعددة الأطراف، والمنظمات الدولية، مع تركيز جماعي على تجاوز العمل الفردي وتوسيع نطاق الحلول الفعلية.
وأوضح الممثل الأممي للهابيتات في مصر أن برنامج موئل الأمم المتحدة يعمل في مصر بالتعاون ومع ووزارة التنمية المحلية من خلال مشروع هام ورائد وهو مشروع تحديد تدخلات التنمية العمرانية لتعزيز الاستثمار والتطبيقات الذكية وجودة الحياة بمدينة دهب بجنوب سيناء والذي يهدف إلي تحسين سبل العيش وجودة الحياة لسكان وقاطني مدينة دهب بشكل شامل من خلال تحديد تدخلات التنمية العمرانية التنموية وتعزيز سبل لتمويل المشروعات من الموارد المتنوعة وتطوير الحوكمة الحضرية.
وقد ناقشت الجلسة الفرص التنموية وخصائص التمويل المختلفة تحت مشروع " التطوير الحضرى التشاركى على مستوى المدينة فى مصر" الذي يتعاون برنامج موئل الأمم المتحدة مع صندوق التنمية الحضرية من خلاله لتحقيق التطوير الحضرى الشامل.
وقال الممثل الأممي أن الجلسة استعرضت استراتيجيات مبتكرة لربط رؤوس الأموال العامة والخاصة بواقع المدن وتطلعاتها، من خلال محاور شملت الإسكان، الشراكات، إصلاح الحوكمة، والمشاريع الاستثمارية.
ولفت الممثل الأممي للهابيتات في مصر أن أبرز ما تناولته الجلسة هو التمويل المشترك والذي يجب أن يعمل على جميع المستويات: الوطنية والإقليمية والمحلية وكذلك البنية التحتية الاجتماعية وأن الأمر لا يتعلق فقط بالتمويل، بل ببناء الأسس التي تمكّن المدن من القيادة.
وأشار الممثل الأممي للهابيتات في مصر أن ذلك يتطلب الانخراط المبكر، من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ والعمل المشترك بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني ودعم اللامركزية والقيادة المحلية وبناء القدرات وتوفير أدوات مرنة واستخدام أفضل للموارد المحلية المتوفرة بالفعل لافتا الي أنه اختُتمت الجلسة بدعوة إلى التحرك المتكامل، والانخراط المبكر، وتعزيز القيادة اللامركزية لضمان أن يحقق التمويل المشترك وعوده في دعم تنمية حضرية شاملة ومستدامة.

Trending Plus