السودان على حافة الهاوية.. نزوح عدد من الأسر بعد وقوع انفجارات مجهولة بنيالا.. أزمة عطش تهدد حياة سكان الفاشر.. وولايات سودانية تغرق في الظلام بعد انقطاع الكهرباء.. نقل آلاف الجثث من الشوارع إلى مقابر بالخرطوم

يعيش السودان على حافة الهاوية، مع تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كبير مع دخول الحرب عامها الثالث، فى الوقت الذى تتواصل فيه العمليات العسكرية بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا الدعم السريع هو ما أدى لاستمرار نزوح آلاف من الأسر فيما يعايش الملايين ظروف إنسانية متدهورة، كما فقد آلاف من السودانيين أرواحهم جراء الحرب المشتعلة.
وفى هذا الصدد، كشف مسئول في وزارة الصحة بولاية الخرطوم، إن هيئة الطب العدلي نقلت آلاف الجثث من الشوارع والمنازل ودفنتها في مقابر الولاية.
وأكد رئيس هيئة الطب العدلي هشام زين العابدين، في تصريح أن فرق الهيئة نقلت 3800 جثة وتولت دفنها في المقابر المختلفة، بعد تمكن الجيش السوادني من بسط سيطرته على العاصمة الخرطوم.
وأوضح أن الهيئة، بعد سيطرة الجيش على الخرطوم، تلقت بلاغات بوجود جثث في المنازل وميادين الأحياء السكنية والمؤسسات الصحية والوزارات والجامعات.
وذكر زين العابدين أن السلطات شكّلت لجنة تضم الطب العدلي والمدير التنفيذي لمحلية أم درمان والجهات الأمنية، لتعمل على حصر المقابر بجميع أحياء أم درمان القديمة.
وعثرت السلطات على مئات المقابر الجماعية في ولاية الخرطوم، يُرجح أن معظمهم ضحايا جرائم الاختفاء القسري والتعذيب والقتل الجماعي التي ارتكبتها عناصر الدعم السريع خلال سيطرتها على الخرطوم.
وسكان ولاية الخرطوم الذين لم ينزحوا مع اندلاع الحرب، اضطروا إلى دفن ضحايا النزاع والموتى داخل المنازل وميادين الأحياء السكنية، نظراً لعدم تمكنهم من دفنها في المقابر بسبب انعدام الأمن، وتدهور الأوضاع الأمنية خلال تواجد ميليشيا الدعم السريع بالعاصمة قبل تحريرها على يد الجيش.
ومن جهة أخرة، تشهد منطقة دار سميات في ريف شرق مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، أزمة عطش حادة تُهدد حياة المئات من الأسر والثروة الحيوانية.
وقال عدد من المواطنين من بلدة "قلقي" والقرى المجاورة لها بمنطقة دار سميات، إنهم يواجهون أوضاعًا مأساوية بسبب تفاقم أزمة العطش هذه الأيام، وطالبوا المنظمات العاملة في مجال المياه بالتدخل العاجل.
وكشف أحد المواطنين، أن السكان يقضون أكثر من عشر ساعات يوميًا في البحث عن الماء.
وأضاف: "هنالك أكثر من 16 قرية بمنطقة دار سميات تُعاني من أزمة عطش حادة، ما يدفع غالبية السكان إلى قطع مسافات طويلة بحثًا عن الماء"، وفقا لموقع دارفور 24.
فيما كشفت سيدة سودانية، عن تفاقم المعاناة في الحصول على المياه، مشيرة إلى أن القرية شهدت مؤخرًا وباءً غامضًا تسبب في نفوق الحمير والخيول، مما أجبر السكان على قطع مسافات طويلة بحثًا عن الماء.
ومن جهته أقر مدير مشروع المياه وإصحاح البيئة الحكومي بشمال دارفور، عبد الشافع عبد الله آدم، بشح المياه في مناطق دار سميات شرقي الفاشر.
وقال إن مناطق دار سميات تقع غالبًا ضمن النطاق الجيولوجي للصخور الأساسية، مما يُضاعف معاناة السكان بسبب أزمة المياه، خاصة في موسم الصيف، في ظل الكثافة السكانية التي تشهدها المنطقة.
وأوضح أن إدارة المياه كانت تنفّذ خطوات استباقية لصيانة المضخات اليدوية وتأهيل السدود والحفائر بغرض تخفيف العبء عن المواطنين خلال فصل الصيف، لكن تلك الإجراءات توقفت بسبب الحرب.
ومن جهة أخرى، شهدت عدة ولايات سودانية، انقطاعا مفاجئا وكبيرا في التيار الكهربائي، بعد أن ضرب الشبكة القومية للكهرباء ما وصفه مسئولين بـ"إطفاء عام"، وهو ما تسبب في توقف الخدمة عن مناطق واسعة من البلاد.
وتأتي هذه الأزمة في وقت تعاني فيه البلاد من ضغوط تشغيلية وفنية متزايدة على قطاع الكهرباء، نتيجة الحرب المستمرة، والتي ألحقت أضراراً كبيرة بالبنية التحتية لمحطات التوليد والخطوط الناقلة، لا سيما في الخرطوم وولايات دارفور وكردفان.
ومن جهة أخرى، تسببت هجمات مجهولة على مدينة نيالا، بطائرات مسيرة إلى نزوح عدد من الأسر، إذ أفاد شهود عيان بنزوح عددٍ من الأسر داخل نيالا بولاية جنوب دارفور، بسبب قصف طائرات مسيّرة مجهولة لبعض المواقع داخل المدينة.
وكشف شهود عيان إن قرابة 15 أسرة نزحت من ضاحية موسية جنوب مدينة نيالا، عقب القصف الذى طال مبانى طلابية والتى كانت ميليشيا الدعم السريع قد حولتها لثكنات عسكرية ومواقع لتمركزها وفقا لدارفور 24.

Trending Plus