ساعات حاسمة في اتفاق وقف إطلاق النار بغزة.. وفد إسرائيلي يجري مباحثات غير مباشرة مع حماس في الدوحة .. "الكابينت" يوافق على توزيع المساعدات الإنسانية فى القطاع .. ترامب يبحث مع نتنياهو غد سبل وقف الحرب

تتواصل تحركات الوسطاء في مصر وقطر والولايات المتحدة خلال الساعات الماضية للتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في غزة، وإبرام صفقة لتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، وذلك وسط رفض إسرائيلي لتعديلات طرحتها حماس على المقترح الجديد، وأعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن التعديلات "غير مقبولة"، لكنه وافق على إرسال وفد تفاوضي إلى الدوحة لإجراء محادثات غير مباشرة.
ساعات حاسمة يترقبها الشارع الفلسطيني بشكل خاص مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية خلال الساعات الماضية، مما أدى لارتقاء وإصابة العشرات جراء القصف الجوي الإسرائيلي العنيف على مناطق متفرقة بقطاع غزة.
ويتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، لمقابلة الرئيس دونالد ترامب الذي يسعى إلى دفع اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإتمام صفقة تبادل أسرى.
وتعتبر هذه الزيارة هي الثالثة لنتنياهو إلى الولايات المتحدة خلال ستة أشهر. وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، يتضمن جدول أعمال الزيارة مناقشة مقترح لوقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يومًا، يترافق مع إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس على دفعات، وتجديد إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
ويعد أبرز بنود المقترح الأمريكي الانتقال لاحقا إلى محادثات تهدف إلى إنهاء الحرب، إلى جانب رؤية ترامب لإطلاق حوار سياسي إقليمي أوسع يتجاوز ملف غزة.
بدورها، كشف تقرير للقناة 14 الإسرائيلية تفاصيل عن اجتماع الحكومة الإسرائيلية جرى ليل السبت الماضي برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لمناقشة رد حماس على مقترح جديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
صادق المجلس الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينيت" على خطة إنشاء مناطق مخصصة لتقديم المساعدات الإنسانية داخل قطاع غزة.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن هذا القرار يأتي في الوقت الذي يتوجه فيه وفد إسرائيلي إلى الدوحة للانضمام إلى مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، على الرغم من رفض إسرائيل الشروط التي وضعتها الحركة على المقترح الأخير.
وخلال الاجتماع، صوّت وزير الأمن القومي اليميني المتطرف ايتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش ضد القرار، مدعين أنه لا ينبغي إدخال أي مساعدات إلى غزة حتى هزيمة حماس.
وتابعت الصحيفة أنه وفقا لمصادر إسرائيلية، تُعد مطالبة حماس الأخيرة بإشراف الأمم المتحدة ووكالاتها على المساعدات الإنسانية، ما يعني عمليا سحب قوات الإغاثة الإنسانية من غزة، من أكثر النقاط إثارةً للجدل.
ومن النقاط الخلافية الأخرى التي يتوقع أن تهيمن على المحادثات تحديد مواقع تمركز قوات الجيش الإسرائيلي بعد انسحابها من بعض مناطق القطاع.
وتصر إسرائيل على الحفاظ على محيط أمني بطول 1250 مترًا على طول حدود غزة، وخط انسحاب جنوبي حتى ممر موراغ.
وفي أعقاب الاجتماع، قال مكتب نتنياهو إن حركة حماس تسعى لإدخال تغييرات "غير مقبولة" على مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وجاء في منشور لمكتب نتنياهو في وقت مبكر من الأحد: "التغييرات التي تسعى حماس لإجرائها على الاقتراح نقلت إلينا الليلة الماضية، وهي غير مقبولة لإسرائيل".
ودخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ640، وسط تصعيد متواصل للاحتلال الإسرائيلي، أسفر منذ فجر اليوم، الأحد، عن استشهاد ما لا يقل عن 40 فلسطينيًا، بينهم 25 في قصف منازل بمدينة غزة، وخيام للنازحين غرب خانيونس، ومواقع أخرى في دير البلح ورفح. وبلغ عدد الشهداء خلال الـ24 ساعة الماضية 79 شهيدًا، بحسب ما أفادت به مصادر طبية في غزة.
وشملت الغارات الإسرائيلية خلال الساعات الماضية مناطق متفرقة من القطاع، بينها مخيم البريج، حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، منطقة المواصي غرب خانيونس، وأحياء سكنية شرق المدينة. وأسفرت الهجمات عن دمار واسع، في ظل ظروف معيشية خانقة ونقص حاد في المواد الغذائية والطبية.
بدورها، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن مستشفيات قطاع غزة استقبلت خلال الـ 24 ساعة الماضية 80 شهيدًا، و 304 إصابة مع وجود عددا من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول اليهم.
وأشارت الصحة في غزة إلى ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي الى 57,418 شهيدا و 136,261 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م، لافتة إلى أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 بلغت (6,860 شهيد، 24,220 إصابة).
على جانب آخر، طالب برنامج الأغذية العالمي، الأحد، بفتح المزيد من الطرق الآمنة للوصول إلى جميع السكان شمال ووسط وجنوب قطاع غزة.
وشدد البرنامج العالمي التابع للأمم المتحدة، في منشور عبر منصة "إكس"، على ضرورة عدم تواجد مسلحين قرب مسارات الشاحنات أو نقاط توزيع المساعدات الإنسانية، كما طالب بشكل عاجل بوقف دائم لإطلاق النار في غزة.
وجدّد تحذيره من تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدا أن واحدا من كل ثلاثة أشخاص هناك محروم من الحصول على الطعام لأيام متتالية.
وأوضح البرنامج الأممي، مواصلته تقديم مساعدات غذائية مُنقذة للحياة داخل غزة، على الرغم من تدهور الوضع الأمني، ومحدودية الوصول، وتزايد يأس المجتمعات المحتاجة للمساعدات الغذائية.

Trending Plus