سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 6 يوليو 1946..قتيل وإصابة 51 فى اشتباكات الوفد والإخوان فى بورسعيد و«الجماعة» تستخدم الرصاص والقنابل والغاضبون يحاصرون حسن البنا فى المسجد

إسماعيل صدقى
إسماعيل صدقى

بلغ العداء بين حزب الوفد وجماعة الإخوان مبلغه، وكان الموقف من حكومة إسماعيل صدقى باشا التى تشكلت يوم 15 فبراير 1946 هو السبب فى ذلك، وأسفر العداء على سقوط قتلى وجرحى فى اشتباكات دامية بين الطرفين جرت بمدينة بورسعيد، يوم 6 يوليو، مثل هذا اليوم، عام 1946.

كان الحدث شاهدا على قوة تنظيم الطرفين جماهيريا، لكنه عبر فى نفس الوقت عن أزمة سياسية كانت تعيشها مصر وقتئذ، متمثلة فى تصميم «القصر الملكى» على انتهاك الدستور، والبحث عن أحزاب وقوى تسانده فى ذلك، ووفقا للمستشار طارق البشرى فى كتابه «الحركة السياسية فى مصر -1945 1952»: «لم يكن إسماعيل صدقى يتمتع بقوة شعبية تسانده بعد أن رفض الوفد الانضمام إليه، وعمل جاهدا على إسقاط حكومته، وكانت جماعة الإخوان القوة الشعبية التى تضاهى الوفد فى ذلك الوقت، لذا فقد سعى صدقى لكسب تأييد الإخوان لحكومته، وبعد أن تولى الوزارة زار مركز الإرشاد لجماعة الإخوان، وبادر الإخوان بتأييده عند مجيئه، وروجوا لما قاله فى البداية عن عزمه خدمة بلاده وعدم استعمال العنف»، ويفسر طارق البشرى هذا الموقف من صدقى باشا، قائلا: «رأى أن اعتماده عليهم هو خير ما يفتت الوحدة التى ظهرت من الشباب فى مظاهرات هذه الفترة، ورأى أن يستغل موقفهم التقليدى المعادى للوفد والتنظيمات الشيوعية والشباب التقدمى».

فى مقابل هذه المحاولة للتقارب بين «الإخوان» و«صدقى باشا»، كان حزب الوفد على موقفه العدائى من صدقى، وفى مذكرات مصطفى النحاس «ربع قرن من السياسية 1927 - 1952» دراسة وتحقيق الكاتب أحمد عز الدين، يقول «النحاس»: «15 فبراير 1946 عهد الملك إلى صدقى بتأليف الوزارة، صدقى الذى ألغى دستور الأمة، وأخرج دستورا من ابتكاراته، ظل مفروضا على مصر أكثر من 5 سنوات، وقدمت البلاد فى سبيل إلغائه الضحايا والقرابين، وسقط الشهداء من الطلبة والمجاهدين وامتلأت السجون بالأبطال والمكافحين».

فى هذا السياق جاءت الأحداث التى وقعت يوم 6 يوليو عام 1946 بمدينة بورسعيد، ويذكرها «البشرى» مشيرا إلى أن «مواقف زعيم الجماعة، والجماعة من ورائه كانت دائما فى صالح السراى وحكومات الأقلية، وكان تحركه السياسى ضد الوفد والتنظيمات الشيوعية وضد الاتجاهات الاشتراكية، ويضيف: «فى عام 1946 عندما بلغت الجماعة ذروة انتشارها وانطلاقها، بلغ عداؤها للوفد ذروته ووصل إلى حد الاشتباك فى الطرقات مع مظاهرات الوفدين والشيوعيين، يحكى أحمد حسين أن الإخوان فى هذه الفترة خاصموا الوفد وخاصمهم، فبدأت الاحتكاكات بين الطرفين، وبدأ الصدام على طول الخط، وكان طبيعيا أن تقف الحكومة إلى جوار الإخوان فى كل صدام يقع بينهم وبين الوفد، بل وكانت تحميهم وتشد أزرهم».

يضيف «البشرى»: «خلال العام ذاته اتجه الإخوان فى نشاطهم السياسى إلى أساليب العنف والضرب والتدمير فيما يقع فى المظاهرات والتجمعات من اشتباكات، وفى يوم 6 يوليو 1946 وقع صدام الإخوان والوفدين فى بورسعيد، استعمل فيه الإخوان الرصاص وألقوا ثلاث قنابل فأسفر الحادث عن قتل واحد من خصومهم وإصابة 35، فتجمع الكثيرون على دار الإخوان وأشعلوا الحريق فيها وفى النادى الرياضي، وحوصر المرشد العام بأحد المساجد هناك، ولكنه استطاع النجاة من الخطر، وفى اليوم التالى شيعت جنازة المتوفى وقذف المشيعون مركز الإخوان بالحجارة، فعمل البوليس على تفريقهم فاعتدوا عليه، فأطلق الرصاص وأصيب 16 شخصا، كما كان لطلبة الإخوان حوادث كثيرة استعملوا فيها العصى والسياط داخل جامعة القاهرة مع الطلبة الوفدين والشيوعيين ورد عليهم بالمثل».

ويسجل «البشرى» ملاحظة، قائلا: «الملاحظ أن الجماعة بعد الحرب العالمية الثانية أخذت على عاتقها التصدى للحركات التقدمية للمجتمع، والتنظيمات الشيوعية رافعة شعار العداء للشيوعية ومحاربة الإلحاد، وشنت هجوما مركزا على مبدأ التأميم، ذاكرة «موقف الإسلام من الأغنياء وأصحاب رؤوس الأموال، فليس بيننا وبينهم إلا أداء الزكاة».

لم تكن اشتباكات « بورسعيد» بين الوفد والإخوان هى آخر المطاف بينهما، فوفقا لدراسة للدكتور حمادة حسنى، بعنوان «حرب القبائل والحرائق بين أنصار مصطفى النحاس وحسن البنا»، المنشورة بجريدة «اليوم السابع، 8 يناير 2009»: «فى منفلوط المنيا حاول الوفديون حرق دار الإخوان المسلمين، وأطلقوا النار ليلا على محمد حامد أبوالنصر الرجل الذى أصبح رابع مرشد عام للجماعة، وعقدت الجماعة مؤتمرا فى مسجد أبوالنصر بمنفلوط، فاعتدى الشباب الوفدى على المجتمعين وألقوا عليهم الحجارة، وجرت أيضا اشتباكات دامية بين أنصار الاثنين فى السويس، وخرجت الجماهير الوفدية بهتافات معادية للإخوان، ونادت بسقوط الشيخ «صنيعة الإنجليز».

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

غادة عادل بعد خضوعها لعملية شد وجه.. ماذا تغير فى شكلها قبل وبعد؟

المرور يواجه التجاوزات بحزم على الطريق الإقليمي حفاظًا على الأرواح

الاتصالات: 150 مليار جنيه استثمارات بالبنية الرقمية وربط 25 ألف مبنى حكومى رقميا

تعطل حركة القطارات على خط القاهرة ـ الإسكندرية لخروج عربات عن مسارها

إندونيسيا: بركان جبل "ليوتوبى لاكى لاكى" يطلق سحابة من الرماد بارتفاع 18 كيلومترا


رئيس الوزراء يُلقى كلمة خلال جلسة "تعزيز التعددية" بقمة بريكس

الطرق البديلة قبل غلق الطريق الإقليمى لتنفيذ أعمال إصلاحات لمدة 7 أيام

ماسك يربط حزبه الجديد بالـ"بتكوين" ويصعد هجومه على سياسات واشنطن المالية

أكرم القصاص يكتب: مصر وغزة وجرائم الاحتلال.. الإبادة والسلام الغائم ومناورات التهجير

وزير الصحة يشهد اجتماع مجلس الإدارة الـ 22 للهيئة المصرية للشراء الموحد


نتنياهو يصل إلى قاعدة أندروز الأمريكية للقاء ترامب

الزمالك يدرس مستقبل شيكابالا بعد إعلان اعتزاله

لافروف: الدين العام المتنامى للولايات المتحدة يخرج عن السيطرة

الأهلي يستعجل كريم نيدفيد لتحديد وجهته بالموسم الجديد

الخلاصة فى الاستاتيكا لطلاب الثانوية العامة استعدادا للامتحان

جيش الاحتلال: رصدنا إطلاق صاروخين من اليمن ونجاح اعتراض أحدهما

ترامب: شعرت بخيبة أمل كبيرة من محادثتى مع الرئيس بوتين وكنت شديد الإحباط

الإسماعيلى يبدأ اليوم فترة الإعداد للموسم الجديد بقياسات وزن

منظمات تدق ناقوس الخطر فى السودان.. انهيار مرافق الصحة وإغلاق نحو 70% منها.. أطباء بلا حدود: الوصول للرعاية الصحية يكاد يكون مستحيلا.. "أنقذوا الطفولة": الهجمات على المستشفيات تضاعفت 3 مرات بالنصف الأول من 2025

صادرات البطاطس المصرية تحقق طفرة قياسية وتكافح "العفن البنى" بجهود مكثفة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى