الذكرى الثامنة لمعركة البرث.. شهادة دم تؤكد جرائم الإخوان ومعركة الدولة ضد الإرهاب.. مصر دخلت حربًا حقيقية ضد إرث دموي زرعته الجماعة في سيناء بعد 3 يوليو.. وكلمات الشهيد الحي أحمد منسي تحولت لأيقونة وطنية

تُعد معركة البرث التي وقعت في 7 يوليو 2017، واحدة من أبرز معارك القوات المسلحة المصرية في مواجهة الإرهاب، وتجسيدًا واضحًا لثمن الحرب التي خاضتها الدولة ضد إرث جماعة الإخوان الإرهابية بعد سقوط حكمها في 3 يوليو 2013، والمعركة لم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل كانت دليلًا دامغًا على ارتباط الجماعات المسلحة بالعنف المنظم المدعوم فكريًا وتنظيميًا من الإخوان، وسعي الدولة لاجتثاث هذا الخطر من جذوره.
عقب الإطاحة بحكم جماعة الإخوان، تصاعدت موجات العنف والإرهاب في سيناء بشكل غير مسبوق، وبدأت تظهر خلايا وتنظيمات إرهابية تنتهج نفس الفكر التكفيري، وتستهدف الدولة وجيشها ومؤسساتها. وكانت جماعة الإخوان الغطاء السياسي والفكري لكثير من هذه التنظيمات، سواء من خلال الخطاب التحريضي أو عبر دعم مباشر وغير مباشر.
تفاصيل معركة البرث
في فجر يوم 7 يوليو 2017، هاجمت مجموعة إرهابية كبيرة كمين مربع البرث التابع للكتيبة 103 صاعقة، بقيادة الشهيد العقيد أحمد منسي. ورغم تفوق العدو في العدد والعتاد، قاوم الأبطال ببسالة، واستمرت المعركة لساعات، سقط خلالها منسي وعدد من جنوده شهداء، لكنهم أفشلوا المخطط الإرهابي بالكامل، ومنعوا احتلال الموقع أو رفع علم الجماعات التكفيرية عليه.
دلالات المعركة
إثبات العلاقة بين الجماعات المسلحة والإخوان، حيث أن فكر الجماعة ومنهجها في التكفير وإقصاء الدولة كان أساسًا لتلك التنظيمات، تأكيد أن الدولة بعد 3 يوليو دخلت حربًا حقيقية ضد إرث دموي زرعه الإخوان في سيناء ومناطق أخرى، وصمود الجيش المصري وأبطاله الذين وقفوا ضد موجات الإرهاب المدعومة من الخارج والمتغلغلة في الداخل.
رسالة وطنية
معركة البرث كانت صرخة في وجه الجماعات التي تتاجر بالدين وتتخذ من العنف وسيلة للوصول للحكم، وكانت أيضًا رسالة بأن الدولة المصرية، رغم ما تمر به من تحديات، لن تتخلى عن معركتها ضد الإرهاب ولن تسمح بعودة من عبثوا بأمنها مرة أخرى.
جاءت معركة البرث لتكون شاهدًا على تضحيات القوات المسلحة، وعلى جرائم الإخوان التي بدأت بالتحريض وانتهت بسفك الدماء. لكنها أيضًا أكدت أن مصر قادرة على الدفاع عن أمنها، وأن كل نقطة دم سقطت في المعركة ستبقى دليلًا على من هم أعداء الوطن ومن هم رجاله الأوفياء.
أحمد منسي.. الشهيد الحي
يظل اسم العقيد أركان حرب أحمد صابر منسي محفورًا في قلوب المصريين كرمز للفداء والبطولة الخالصة، التي تُجسد أسمى معاني التضحية من أجل الوطن، لم يكن "منسي" مجرد قائد عسكري، بل كان قدوة في الإخلاص والرجولة والشجاعة، وواحدًا من أبرز رجال القوات المسلحة الذين واجهوا الإرهاب بقلوب لا تعرف الخوف
سُجّلت آخر كلماته عبر اللاسلكي:
"يا رجالة محدش يسيب سلاحه... هنموت كلنا بس مش هنسيب حد منهم يعدي" وهي كلمات تحوّلت إلى رمز في ذاكرة الوطن
تحوّل منسي بعد استشهاده إلى أيقونة وطنية للبطولة والإخلاص، وأُنتج عنه مسلسل "الاختيار" الذي جسد بطولاته ورفاقه بصدق، ليعرف الأجيال من هو "الشهيد الحي" الذي عاش ومات من أجل مصر.

Trending Plus