أطول "لا" قيلت لأمريكا بطول 187 مترا.. برج القاهرة شاهد على كرامة وطن.. فيديو

أعدّت الزميلة روان يحيى تقريرًا عن برج القاهرة، استعرضت فيه قصة بنائه الفريدة، والرمزية التاريخية التى ارتبطت به، موضحة أسباب تأسيسه، والظروف السياسية التى جعلت منه أطول "لأ" فى تاريخ العلاقات الدولية.
وجاء فى التقرير:"سنة 1950... عرضت الولايات المتحدة الأمريكية مليون دولار على مصر، لكن الرد وقتها لم يكن "أيوه" ولا "لأ" بسيطة... بل كانت أطول "لأ" في التاريخ، طولها 187 مترًا فى قلب القاهرة. سؤال كبير ظل حاضرًا: لماذا تحولت تلك الأموال إلى أهم رمز وطنى فى مصر الحديثة؟
مصر قالت "لأ". ولما قالتها… لم تكن كلمة عابرة. بنتها بإيديها، طوبة فوق طوبة، حتى صار برجًا شامخًا، مُستوحى من زهرة اللوتس المصرية، ليعكس روح الحضارة الفرعونية العريقة. برج لا يزال واقفًا حتى اليوم، يشهد على حكاية كرامة، وإرادة لم تنكسر.
وتناول التقرير أن المليون دولار التى عرضتها أمريكا، لم تكن مجرد هدية. كانت محاولة ضغط على مصر كى تتراجع عن تأييدها للثورة الجزائرية. لكن الرئيس جمال عبد الناصر رأى فى هذا العرض محاولة لشراء الموقف المصري، وقرر أن يكون الرد لا يُنسى: "إحنا هنا… سيادتنا مش للبيع… وكرامتنا لا تتساوم".
ولأول مرة فى التاريخ، صدر تكليف ببناء مشروع قومى ضخم، فى قلب القاهرة، ليكون البرج شاهدًا على التحدى، ورمزًا للاستقلال.
لأن البرج لم يكن مجرد خرسانة وحديد… بل كرامة وطن، وإرادة شعب، ورؤية قائد.
برغم العدوان الثلاثى سنة 1956، وبرغم القصف والجراح التى مرت بها مصر… لم يتوقف البناء.
وفى عام 1961، تم افتتاح برج القاهرة رسميًا. ربما لم يكن أطول برج فى العالم… لكنه كان أطول "لأ" فى التاريخ كله.
وأشار التقرير إلى أن الأمريكيين أطلقوا عليه وقتها اسم "شوكة عبد الناصر"، بينما سماه المصريون "وقف روزفلت". رمز ظل يذكر كل من يحاول فرض إرادته على مصر، بأن الإرادة المصرية دائمًا أقوى من أى ضغوط.
واليوم، لم يعد برج القاهرة مجرد معلم سياحى يطل منه الزوار على المدينة من أعلى. بل صار رمزًا حيًا للكرامة المصرية، للاستقلال، وللإرادة التى لا تُقهر. كل متر فيه يحكى قصة الرفض القوى لأى محاولة ضغط أو تدخل فى القرار المصري.
المليون دولار التى عرضتها أمريكا، تحولت إلى أطول "لأ" فى التاريخ. برج القاهرة… يروى حتى الآن أن سيادة الوطن أغلى من أى أموال، وأن الإرادة المصرية ستظل دائمًا أقوى من كل الضغوط. لأن مصر ستقول دائمًا "لأ" لكل من يحاول أن يملى عليها إرادته.

Trending Plus