الأنبا باخوميوس من جديد.. تعرف على دير الأنبا مكاريوس السكندرى بجبل القلالى

في قلب منطقة جنوب مديرية التحرير، وتحديدًا بمركز بدر بمحافظة البحيرة، يتربع دير القديس العظيم الأنبا مكاريوس السكندري بجبل القلالي على مساحة تمتد لـ100 فدان، عادت فيها الحياة الرهبانية من جديد بعد أن طواها النسيان لأكثر من 12 قرنًا، لتُبعث في ثوبه الحديث بروح الآباء القديسين.

أعاد الأنبا باخوميوس الحياة الرهبانية إلى جبل القلالي، وبعد رحيله، تمت رسامة الراهب القمص غبريال المحرقى أسقفًا ورئيسًا لدير القديس مكاريوس السكندرى بجبل القلالى، بمحافظة البحيرة، بنفس الاسم "الأنبا باخوميوس"، مستكملاً المسيرة الرعوية في حفظ التراث وإدارة النمو المتسارع لهذا الصرح الروحي المتجدد.

بدأت ملامح هذا الدير المبارك في التشكّل منذ عام 1992، حين أسس نيافة الأنبا باخوميوس أول كنيسة في المنطقة باسم "السيدة العذراء والقديس مكاريوس السكندري"، ومع تزايد المؤشرات التاريخية على أن الموقع هو ذاته الذي سكنه الآباء المتوحدون في برية القلالي، تبلورت الرؤية، وبدأت أعمال البناء والتأسيس.

وفي 5 يونيو 2014، أعلن المجمع المقدس لـ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، الاعتراف الرسمي بالدير كأحد الأديرة القبطية العامرة، لتبدأ بذلك صفحة جديدة في سجل الحياة الرهبانية بالمنطقة.

يضم الدير عدة كنائس، منها:

يمثل دير القديس مكاريوس السكندري إحياءً لتراث روحي عريق، حيث تعود أصول الحياة الرهبانية في هذه البرية إلى القرن الرابع الميلادي، حين اختارها القديس أنطونيوس الكبير والأنبا آمون الكبير كمقر للمتوحدين، تلبية لرغبة البابا ثاؤفيلس الـ23.

وزار البرية على مرّ القرون عدد كبير من آباء الكنيسة والمفكرين المسيحيين، منهم: القديس جيروم، يوحنا كسيان، جرمانوس، القديس روفينوس الأكويلي، القديسة ميلانيا، القديسة باولا، بيلاديوس المؤرخ، والقديس بيمن. كما عاش فيها الأنبا إيسيذورس، القديس بفنوتيوس البسيط، والأنبا بيشوي، وغيرهم من الرهبان القديسين.

أما القديس مكاريوس السكندري، فهو أحد "الثلاثة مقارات" المذكورين في مجمع القداس الإلهي، وُلد عام 296م في الإسكندرية لأبوين وثنيين، وتعمد في سن الأربعين، وتتلمذ على يد القديسين أنبا أنطونيوس وأنبا آمون. وقد دُعي ليكون مرشدًا للمتوحدين في برية جبل القلالي، وجسده محفوظ حاليًا في دير القديس مكاريوس الكبير.