الغاز الطبيعى المسال يقود استراتيجية كندا لمواجهة الحروب التجارية

أطلقت كندا مرحلة جديدة في استغلال مواردها الطبيعية، من خلال بدء تصدير الغاز الطبيعي المسال إلى آسيا، من منشأة "الغاز الطبيعي المسال كندا" الضخمة في مدينة كيتيمات، الواقعة على بُعد 150 ميلاً من حدود ألاسكا في مقاطعة بريتيش كولومبيا.
وتُعد هذه الخطوة علامة فارقة في مساعي البلاد للتحول إلى "قوة طاقة عظمى"، كما تعهد رئيس الوزراء مارك كارني، وفقًا لمنصة "وورلد إينيرجي داتا".
تشهد سماء كيتيمات -منذ أشهر- تصاعد ألسنة لهب برتقالية بارتفاع 60 متراً؛ ما أصبح رمزاً مرئياً لصناعة جديدة بمليارات الدولارات تأمل السلطات الكندية أن تعيد من خلالها إحياء البلدة وتعزز اقتصاد البلاد في مواجهة التحديات التجارية مع الولايات المتحدة.
ويُعتبر مشروع "الغاز الطبيعي المسال كندا" -الذي تدعمه شركة "شل" وشركاء آسيويون- أول مشروع تصدير غاز طبيعي مسال على الساحل الغربي الكندي، بتكلفة تجاوزت 40 مليار دولار كندي، ويمتد أنبوب التغذية الخاص به لمسافة 416 ميلاً من حوض مونتني إلى الساحل، وقد تم بناؤه بقيادة شركة "تي سي إينيرجي"، بمشاركة مجموعات استثمارية.
ويقول المدير التنفيذي للمشروع كريس كوبر: "نرى أن كندا تمتلك كل المقومات لتكون لاعباً رئيسياً في هذه الصناعة، من وفرة الغاز منخفض التكلفة، إلى الكفاءات العالية، والبنية التحتية المتطورة".
وتشير التوقعات إلى ارتفاع الطلب العالمي على الغاز المسال بنسبة 60% بحلول عام 2040؛ ما يفتح أمام كندا فرصاً كبيرة.
وفي تحول لافت، بدأت مجتمعات السكان الأصليين، مثل أمة هايسلا، بالمشاركة الفعلية في مشاريع الغاز، من خلال شراكات وملكية مباشرة، كما في مشروع مصنع الغاز العائم "سيدار".
وترى كريستال سميث، رئيسة مجلس هايسلا، أن "الشراكة هي مفتاح النجاح، وأن إشراك الشعوب الأصلية هو السبيل الوحيد لتحقيق رؤية كندا كقوة طاقة حقيقية".

Trending Plus