بطولات صامتة فى مواجهة نيران حريق سنترال رمسيس.. كيف أنقذ رجال الحماية المدنية أرواح العاملين بعد 13 ساعة من العمل المضنى؟.. الإطفائيون يكتبون فصلًا من الشجاعة بعد السيطرة على الحريق ومنع وقوع كارثة أكبر

رجل حماية مدنية فى إطفاء حريق سنترال رمسيس
رجل حماية مدنية فى إطفاء حريق سنترال رمسيس
كتب محمود عبد الراضي

ارتفعت ألسنة اللهب من داخل مبنى سنترال رمسيس، أحد المباني الحيوية بوسط البلد، في مشهد استدعى تدخلًا عاجلًا من قوات الحماية المدنية التي سارعت إلى الموقع فور تلقي البلاغ.

الحريق اندلع في الطابق السابع من المبنى المكوّن من عشرة طوابق، وامتدت النيران بسرعة وسط تصاعد كثيف للدخان، ما أثار حالة من القلق بين العاملين في المكان، وسكّان المنطقة، وكل من كان قريبًا من مسرح الحريق.

ورغم التحديات الهائلة التي فرضها ارتفاع المبنى وصعوبة الوصول إلى مصدر النيران، فإن سرعة التحرك من جانب فرق الإطفاء، وكفاءة عناصر الحماية المدنية، جنبًا إلى جنب مع استخدام معدات متطورة وحديثة، كانت جميعها عناصر حاسمة في السيطرة على الموقف.
رجال الحماية المدنية، وفي مشهد يستحق الإشادة، لم يقتصر دورهم على عمليات الإطفاء فحسب، بل خاضوا معركة حقيقية مع الزمن لإنقاذ الأرواح، وتمكنوا من تنفيذ عمليات إخلاء منظمة للموجودين داخل المبنى في توقيت بالغ الحساسية.

وتحوّل الحادث من مجرد واقعة طارئة إلى اختبار حقيقي لمهارات التعامل مع الكوارث، أثبت خلاله رجال الإطفاء أنهم على مستوى المسؤولية، فكانوا يسابقون النيران في الطوابق العليا لإنقاذ من تقطعت بهم السبل، وظهرت مشاهد إنسانية مؤثرة وهم يحملون البعض، ويقودون آخرين إلى مناطق آمنة، متحدّين حرارة اللهب والدخان الخانق.

وعلى الرغم من الخسائر، التي تمثلت في وفاة أربعة أشخاص وإصابة آخرين، فإن شهادة شهود العيان والعاملين في المبنى تؤكد أن تدخل فرق الإطفاء في الوقت المناسب حال دون وقوع كارثة أكبر، بعدما تمكّنوا من السيطرة على النيران، وإجراء عمليات تبريد سريعة للموقع، في محاولة لاحتواء أية اشتعالات لاحقة.

وجاءت الاستجابة السريعة بعدما تلقت غرفة عمليات النجدة بلاغًا من عدد من المواطنين بوقوع الحريق داخل سنترال رمسيس، لتتحرك على الفور سيارات الإطفاء إلى الموقع، وتبدأ مرحلة دقيقة من العمل المتواصل، وسط ظروف معقدة، وضغط نفسي كبير.

التفاعل الشعبي مع الحادث كان لافتًا، حيث سارع عدد من المواطنين إلى تصوير لحظات تدخل فرق الإطفاء، وتوثيق الجهود البطولية التي بذلها رجال الحماية المدنية، وجرى تداول هذه الصور والفيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

أظهرت المقاطع لقطات حقيقية لأفراد يقتحمون المبنى المحترق وسط الدخان، وآخرين وهم يسحبون الأشخاص المحاصرين، أو يتبادلون عبوات الأكسجين بينهم، في لحظات لا تُنسى من الشجاعة والتضحية.

التحية الشعبية لهؤلاء الأبطال جاءت تلقائية من آلاف المستخدمين الذين كتبوا عبارات تقدير وثناء على مواقع التواصل، معتبرين أن ما جرى ليس مجرد تدخل إطفائي، بل "بطولة صامتة" اعتاد رجال الحماية المدنية أداءها بعيدًا عن الكاميرات والضوء.

عدد من الخبراء الأمنيين أشادوا بمستوى الاحتراف الذي ظهر به رجال الحماية المدنية في هذا الحادث، سواء من ناحية سرعة الاستجابة، أو أسلوب التعامل مع المباني المرتفعة، التي تعد من أكثر التحديات التي تواجه فرق الإطفاء في أي مدينة.

كما أثنى الخبراء على الإمكانيات التقنية الحديثة التي تم استخدامها في إخماد الحريق، بما في ذلك الأجهزة المخصصة للوصول إلى الطوابق العليا، وتقنيات الكشف السريع عن بؤر النيران داخل الأماكن المغلقة.

هذه التقنيات، وفقًا للمتخصصين، تمثل نقلة نوعية في أداء قطاع الحماية المدنية، وتتيح فرصًا أكبر للسيطرة على الكوارث قبل أن تتفاقم.

ورغم أن النهاية لم تكن سعيدة بفقدان أرواح بريئة، إلا أن الحادث كشف من جديد عن حجم الجهود والتضحيات التي يبذلها رجال الحماية المدنية في صمت.

كثيرون لا يعرفون أسماءهم، لكنهم يعرفون واجبهم جيدًا، ويؤدونه بتفانٍ في أحلك الظروف.

الحريق الذي شبّ في قلب القاهرة سيظل شاهدًا على قدرة هذا الجهاز الوطني على حماية الأرواح والممتلكات، ومواجهة الموت وجهًا لوجه من أجل الآخرين.

في لحظة كان فيها الجميع يحاول الهرب من النيران، كان هؤلاء يتقدمون نحوها، لا لأجل المجد، بل بدافع الواجب.

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ليبيا تطرد وزراء داخلية إيطاليا واليونان ومالطا ومسؤولا أوروبيا

السجن 15 عاما للسائق المتسبب فى وفاة 19 ضحية على الطريق الإقليمى بالمنوفية

سجل بياناتك لتصلك نتيجة الثانوية العامة 2025

بطل ابن بطل.. نور امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من العطاء بحريق رمسيس.. الوالد استشهد فى موقعة الواحات والابن جسد البطولة فى حريق السنترال.. والدته لـ"اليوم السابع": اللي خلف ما ماتش وكلنا فداء مصر

الزمالك يستعد للموسم الجديد بـ8 تدعيمات قوية.. وحسم موقف الراحلين قريبا


تحريات المباحث لكشف ملابسات حريق سنترال رمسيس

أحمد السقا بعد عرض أحمد وأحمد: الجمهور السعودى ذواق للفن المصري..صور

محافظة القاهرة تستعد لاستلام 100 أتوبيس يعمل بالكهرباء.. تفاصيل

اشتباكات بالأيدى وتبادل صفعات بين النواب داخل البرلمان الأرمينى.. فيديو

كل ما تريد معرفته عن مباراة فلومينينسى وتشيلسى فى نصف نهائى المونديال


اللغة الأجنبية الثانية مادة تخصص اختيارية فى البكالوريا

القدر يمنع جوتا من تحقيق حلم العودة إلى بورتو

ربنا يرحمهم.. أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس (إنفوجراف)

الأهلى يخطر أشرف دارى بموقف النادى من العروض الخارجية خلال ميركاتو الصيف

النيابة العامة تباشر التحقيق فى أسباب حريق سنترال رمسيس.. صور

اليونان.. إغلاق العمل حتى الخامسة مساء لتجاوز درجات الحرارة 40 درجة

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

وزير الاتصالات: عودة الخدمات بشكل تدريجى خلال 24 ساعة

رؤية شاملة لقانون الأحوال الشخصية للكنائس.. حماية حقوق الطفل وأهمية الأسرة في التبنى.. مراحل تحضيرية وضمانات قانونية في الخطوبة والقائمة.. والتوازن بين الشرع والعدالة الاجتماعية في قضايا الميراث

طب المنصورة قلعة طبية مصرية مصنفة من أفضل كليات الطب في الشرق الأوسط وأفريقيا.. دشنت برنامج "مانشستر للتعليم الطبي" في 2006 لمنح مستوى عالمي لدرجة البكالوريوس.. ويمكن للطالب السفر للتدريب فى جامعة مانشستر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى