بعد حريق سنترال رمسيس.. كيف نحمى الخوادم من النيران دون تدميرها؟.. الإطفاء الذكى حماية تتجاوز الماء وتمنع الكارثة.. وخبراء: استخدام المياه فى غرف البيانات يتلف الخوادم.. ويجب استكمال خطة المراكز البديلة

في عصر لا يحتمل فيه فقدان البيانات، لم تعد أنظمة الإطفاء رفاهية بل ضرورة استراتيجية، ومع تعدد الخيارات التكنولوجية، يبقى الأهم هو الاستعداد المسبق وتطبيق معايير السلامة بحزم لضمان استمرارية الأعمال في مواجهة أي خطر.
ولعل حريق سنترال رمسيس والذى تسبب في انقطاع جزئي لخدمات الاتصالات والإنترنت في بعض المناطق، وأثر على أنظمة إلكترونية مرتبطة بخدمات مالية مثل ماكينات الصرف الآلي وخدمات الإنترنت البنكي، شاهدا على أهمية تطور أنظمة الإطفاء واستخدام المراكز البديلة.
وفي ظل الاعتماد المتزايد على البنية التحتية الرقمية، أصبحت مراكز البيانات (Data Centers) بمثابة العمود الفقري للاقتصاد الرقمي، ومع هذا التوسع تظهر الحاجة إلى أنظمة إطفاء آلي متطورة تحمي البيانات والمعدات من أخطر التهديدات مثل الحرائق.
فبينما تمثل أنظمة الإطفاء التقليدية التي تعتمد على المياه خطرًا على الأجهزة الإلكترونية الحساسة، تعتمد المراكز المحترفة على أنظمة متقدمة غير مائية، قادرة على إخماد الحريق دون أن تسبب تلفًا للمعدات أو فقدانًا للبيانات.
أنظمة الإطفاء الآلي المتخصصة لمراكز البيانات
أنظمة الإطفاء بالغاز، تعتبر الخيار الأمثل لحماية غرف الخوادم، وتعمل إما على امتصاص الحرارة أو تقليل الأوكسجين لإطفاء الحريق، وتنتشر خلال ثوان دون ترك أي بقايا، بما يضمن سلامة الأجهزة واستمرارية العمل.
كما تستخدم أنظمة الأيروسول في البيئات الأصغر، بينما يعتمد نظام الرذاذ الدقيق على بخار ماء عالي الضغط يقلل الحرارة دون إتلاف الأجهزة.
أكد خبراء في الأمن والسلامة، أن استخدام الماء في غرف البيانات يؤدي إلى تلف دائم في الخوادم، مما يعرض المؤسسات لفقدان معلومات حيوية وخسائر مالية فادحة.
يؤكد الخبراء أن الأنظمة تعتمد على معايير عالمية لضمان الحماية، أبرزها: NFPA 75 لحماية غرف تقنية المعلومات، NFPA 2001 لتنظيم أنظمة الإطفاء بالغازات، ISO 14520 لأنظمة الإطفاء الآلي، ASHRAE Guidelines لتصميم وتشغيل غرف الخوادم.
شدد خبراء السلامة على أهمية تركيب أنظمة إطفاء، في مواقع منفصلة عن المركز الأساسي ضمن خطط الطوارئ (DRP)مع تجهيز غرف الخوادم بأرضيات مرتفعة وسقوف معلقة تحتوي على كواشف ذكية للحرارة والدخان.
من جانبه، أكد المهندس مصطفى أبو جمرة، خبير نظم المعلومات، أن استعادة خدمات الاتصالات خلال أقل من 24 ساعة بعد حريق سنترال رمسيس يعد مؤشرًا إيجابيًا على تطور البنية الرقمية وفعالية خطط الاستجابة السريعة، مؤكدًا أن ما حدث لو كان قبل عشر سنوات لكان تسبب في توقف الخدمات لمدد أطول بكثير.
وأوضح أبو جمرة، أن الحريق لم يكن مرتبطًا بالبنية التحتية للسنترالات القديمة بشكل مباشر، وإنما قد يكون ناتجًا عن ممارسات غير آمنة مثل وضع مواد قابلة للاشتعال على أسطح المباني، وهو أمر يجب التعامل معه بصرامة في المنشآت الحيوية.
وأضاف أن الحريق اندلع في الدور السابع، وليس الأخير كما تردد، مؤكدًا أن الأجهزة القديمة مثل المكيفات قد تكون أحد أسباب الاشتعال حال ارتفاع درجات الحرارة، لكن السبب النهائي ينتظر نتائج التحقيقات الرسمية.
وأشار الخبير إلى أن توقف خدمات الاتصالات والإنترنت مؤقتًا كان ضروريًا لحماية أمن الشبكات ومنع أي اختراقات أو تلاعب بالمعاملات الإلكترونية، خاصة مع ارتباط الإنترنت بخدمات حيوية تشمل القطاع المالي والصحي والمطارات.
وفيما يخص حماية قواعد البيانات، أوضح أبو جمرة أن أي منشأة بهذا الحجم يجب أن تمتلك موقعًا احتياطيًا لتفعيل خطط الاسترداد السريع (Disaster Recovery Site)، لكن التصميم المركزي القديم لسنترال رمسيس جعله أكثر عرضة للتأثر، رغم جهود سابقة لتوزيع مراكز التحكم وتطوير الشبكة.
وأشار إلى تصريح وزير الاتصالات، المهندس عمرو طلعت، بأن خدمات سنترال رمسيس تم توزيعها على عدة سنترالات بديلة لتأمين الخدمة، وهو ما ساهم في تجاوز الأزمة بسرعة، داعيًا إلى استكمال خطة المراكز البديلة لتفادي الأزمات المستقبلية.

Trending Plus