تغير المناخ يهدد أفريقيا.. تقلبات الطقس المتطرفة تهدد المجتمعات المحلية.. توقع بارتفاع الحرارة بمعدل 4 درجات بحلول 2050.. ارتفاع مستوى البحر 20 سم منذ عام 1900.. والظواهر الجوية الشديدة زادت 3 أضعاف في 35 عاما

يمكن اعتبار القارة الأفريقية، هى الأكثر تأثرا بتغيرات المناخ، على الرغم من أنها الأقل مساهمة فيه، وتعانى أفريقيا من التطرف الشديد فى الظواهر المناخية المتباينة، بين الجفاف الشديد الذى ترك أثرا عميقا على الأمن الغذائى، وما بين الفيضانات الجارفة التى تهدد المجتمعات المحلية.
ويُفاقم تغير المناخ، من ندرة المياه فى أفريقيا، ويُفاقم أيضًا حالات الجفاف، وعلى الرغم من الارتفاع الطفيف فى هطول الأمطار فى أنحاء القارة، لا يزال النقص الحاد فى المياه قائمًا، لا سيما فى أحواض الأنهار الرئيسية مثل نهر زامبيزى.
وأدى انخفاض هطول الأمطار خلال العام الماضى إلى انخفاض معدل تدفق المياه فى الأنهار، مما تسبب فى آثار بيئية واقتصادية وإنسانية وخيمة، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه، وفقا لصحيفة أفريكا نيوز.
وارتفعت درجات الحرارة السطحية المتوسطة فى أفريقيا بشكل مطرد فى جميع المناطق، وشهدت منطقة جنوب القارة الأفريقى أعلى الزيادات، ووفقًا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، تشير التوقعات إلى ارتفاع يصل إلى +4 درجات مئوية بحلول عام 2050.
ومن المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة السطحية فى جميع المناطق الأفريقية وفقًا لبيانات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وكشفت الصحيفة، أن أنماط هطول الأمطار أصبحت غير قابلة للتنبؤ بشكل متزايد، حيث شهدت منطقة الساحل المزيد من الأمطار فى الآونة الأخيرة، فى حين تواجه منطقة وسط وجنوب أفريقيا اتجاهات جفاف كبيرة.
ومن جهته قال فولكر تورك، المفوض السامى للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أن أزمة المناخ هى أزمة حقوق إنسان، وتابع:" ارتفاع درجات الحرارة، وارتفاع منسوب مياه البحار، والفيضانات، والجفاف، وحرائق الغابات، كلها عوامل تهدد حقوقنا فى الحياة، والصحة، وبيئة نظيفة وصحية ومستدامة، وغيرها الكثير، موجة الحر التى نشهدها حاليًا تُبرز أهمية تدابير التكيف، والتى بدونها ستتأثر حقوق الإنسان بشدة".
وارتفعت مستويات سطح البحر على طول سواحل أفريقيا بنحو 20 سم منذ عام 1900، ومن المتوقع أن تزيد بمقدار 35-50 سم إضافية بحلول عام 2050، مما يشكل تهديداً خطيرا للمجتمعات الساحلية، التى أصبحت مهددة بالغرق بسبب ارتفاع مستويات البحر، نتيجة لذوبان الجليد.
وازدادت وتيرة الظواهر الجوية المتطرفة، بما فى ذلك موجات الحر والجفاف والفيضانات، بمقدار الضعف أو الثلاثة أضعاف منذ عام 1990، ومن المتوقع أن تشتد أكثر، وأرجع العديد من العلماء، هذه التغيرات الحادة إلى الاستخدام المستمر للوقود الأحفورى.
ومن جهتها قالت فريدريكه أوتو، عالمة المناخ فى إمبريال كوليدج لندن: "علينا أن نتخلى عن الوقود الأحفورى بشكل أسرع وأكثر شمولاً إذا أردنا تجنب أحداث مناخية أكثر تطرفاً، والتى ستصل أيضاً إلى حدود قدرة المجتمعات على التكيف معها، ويجب تجنب الانشغال بنقاشات حول ما إذا كان الأوان قد فات للقيام بذلك، إنه ليس كذلك، أو من خلال التركيز على أمور مثل إزالة ثانى أكسيد الكربون، والتى لن تُجدى نفعاً إذا لم نبدأ بالتحول بعيداً عن الوقود الأحفورى أولاً".
وتواجه مناطق وسط وشمال غرب وشمال شرق أفريقيا ظروفًا متفاقمة بسبب الجفاف المستمر والحرارة الشديدة وارتفاع درجات الحرارة فوق المعدلات الطبيعية، وتُهدد هذه العوامل المناخية الزراعة والنظم البيئية والطاقة الكهرومائية، مما يزيد من تأثر المنطقة بأزمة المناخ.
وكشف أحدث تقرير صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية حول حالة المناخ فى أفريقيا خلال عام 2024 أن الطقس المتطرف وتغير المناخ يؤديان إلى تكثيف الجوع وانعدام الأمن والنزوح فى جميع أنحاء أفريقيا، مما يؤثر على كل جانب من جوانب التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وصُنِّف عام 2024 كأحد أكثر الأعوام حرارةً على الإطلاق، مع ارتفاع غير مسبوق فى درجات حرارة سطح البحر وانتشار موجات الحر فى البحار، متوقعا فى استمرار زيادة درجات الحرارة.
ودعا التقرير إلى استثمار عاجل فى البنية التحتية، وتبادل البيانات، والخدمات الشاملة لتعزيز أنظمة الإنذار المبكر والقدرة على التكيف مع تغير المناخ، لتجنب الاثار السيئة لتغير المناخ على المجتمعات الأكثر ضعفا فى القارة السمراء.

Trending Plus