حماس وإسرائيل تتفاوضان على بلورة إطار عام للمرحلة النهائية من المحادثات.. مسؤول: انطباعات إيجابية والعملية التفاوضية تحتاج وقتا.. مصدر إسرائيلي: وقف الحرب بعد نزع سلاح الفصائل.. ومقتل 5 جنود إسرائيليين بالقطاع

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، الثلاثاء، أن جهود الوساطة مستمرة بهدف التوصل إلى حل يُنهي الحرب في قطاع غزة ، مشيرًا إلى أن النقاشات الجارية حاليًا تتركز على بلورة إطار تفاوضي عام يمهد للمرحلة النهائية من المحادثات.
وأوضح الأنصاري في مؤتمر صحفي، أن وفدي حماس وإسرائيل موجودان وتُجرى المحادثات مع كل طرف على حدة، ضمن عملية دقيقة تهدف إلى بناء أرضية مشتركة. وأضاف: "نقدم إطارًا ومبادئ أولية، وبعد التفاهم عليها نأمل أن ننتقل إلى نقاش المقترحات التفصيلية".
ورغم إحراز بعض التقدم، شدد المتحدث باسم الخارجية لقطرية على أنه "من المبكر الحديث عن تفاصيل محددة"، إلا أن الانطباعات إيجابية حتى الآن، لافتًا إلى أن العملية التفاوضية "تحتاج إلى وقت، ولا يمكن تقديم جدول زمني دقيق للوصول إلى نتائج".
كما أشار إلى أهمية الحفاظ على الهدوء والسرية في هذه المرحلة الحساسة، منتقدًا التسريبات الإعلامية التي وصفها بأنها "تصرفات غير مسؤولة قد تؤثر سلبًا على سير العملية التفاوضية".
فيما يخص الوفد الإسرائيلي، قال الأنصاري، إنه لا يمكن الحديث بدقة عن صلاحياته، لكنه أشار إلى أن مستوى الانخراط إيجابي حتى اللحظة، مؤكدًا أن "المفاوضات لا تزال جارية دون التزام بجداول زمنية، لكنها مستمرة حتى تحقيق نتائج إيجابية".
بدوره، قال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع، الثلاثاء، إن الاتفاق على صفقة وقف إطلاق النار في قطاع غزة ، وإبرام صفقة تبادل أسرى، ليس بالأيام القريبة.
وأكد المصدر الإسرائيلي للمراسلين الذين يرافقون رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ، في زيارته لواشنطن، أن المفاوضات مع حماس ، في الدوحة، مستمرة وأنه "يوجد تنسيق كامل مع الأمريكيين".
واعتبر المصدر الذي تحدث بعد لقاء نتنياهو مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن إسرائيل تسعى إلى "تحييد قدرة حماس ومنعها من توزيع المساعدات الإنسانية"، مشيرا إلى وجود فجوات صغيرة وبالإمكان الدخول إلى محادثات.
وكرر المصدر الموقف الإسرائيلي، قائلا إن وقف الحرب على غزة سيتم بعد "تفكيك حماس ونفي قادتها وغزة منزوعة السلاح"، مضيفا: قوة أخرى ستدير القطاع، وليست السلطة الفلسطينية بالضرورة، ومن الجائز أن تكون هذه قوى محلية، وإسرائيل ستكون مسؤولة عن الأمن في المرحلة الأولى.
وتمرّ المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة، بساعات مفصلية قد تكون الأهم منذ انطلاق الوساطات الرامية إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ حوالي 21 شهرا.
ميدانيا، قُتل خمسة جنود إسرائيليين وأصيب 10 آخرون على الأقل في "كمين كبير واستثنائي" نفذته الفصائل الفلسطينية ببيت حانون شمال قطاع غزة، ولا يزال جنديا آخر مفقودا، حسب ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية.
وفي التفاصيل الأولية، فجر مقاتلو الفصائل عبوة أولى بدبابة وعبوة ثانية استهدفت قوة الإنقاذ، وثالثة استهدفت قوة إنقاذ إضافية، وعبوة رابعة ونيران أسلحة خفيفة استهدفت كل من أصيبوا في بداية الهجوم.
واستهدفت الفصائل الفلسطينية قوة الإنقاذ الإسرائيلية التي هرعت لمكان الحادث، فيما سمع سكان مدينة عسقلان دوي "الانفجار الكبير"، وفق ما نقلته المواقع الإسرائيلية، التي قالت إن أحد المصابين ضابط كبير.
ويتبع الجنود الإسرائيليون المستهدفون وحدة "يهلوم" الهندسية التي تعمل على تفخيخ وتفجير منازل الفلسطينيين في القطاع.
وظهرت مروحيات الاحتلال الإسرائيلي في مكان الحادث لنقل المصابين وأطلقت النار بكثافة. فيما قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن الحدث مستمر ويتطور، وإن أحد الجنود لا يزال مفقودا وبعض الآليات مشتعلة.
من جانبه، أصدر الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، أوامر إخلاء جديدة في عدة مناطق بخانيونس، جنوب قطاع غزة.
ودعا الجيش الإسرائيلي جميع المتواجدين في منطقة خان يونس في بلوكات 107، 108، 109، 110، 111، 112، 8801، 8802، 8803، بما في ذلك السكان المتواجدين داخل الخيام في تلك المنطقة للإخلاء فورًا نحو المناطق الغربية أو ما يعرف بـ "المواصي".
وقال إنه سيقوم بتوسيع عملياته من خلال القوات البرية المناورة وتفعيل النيران بشكل مكثف ومباغت، مضيفًا، "سيبذل الجيش كل ما في وسعه لإعادة جميع المخطوفين، وسيوسّع نطاق عملياته وفق الحاجة وذلك حتى القضاء التام على حماس " وفق قوله.
على جانب آخر، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" من أن آلاف الرضّع الفلسطينيين بقطاع غزة لا يحصلون على الغذاء اللازم ويواجهون خطر الموت، مؤكدة أن "كل دقيقة مهمة لإنقاذ الأرواح".
جاء ذلك في منشور للمديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل، عبر حسابها على منصة "إكس"، تطرقت فيه إلى الوضع الكارثي في القطاع.
وأشارت راسل إلى أن "العديد من الأمهات الفلسطينيات إما قُتلن بالغارات الإسرائيلية أو لا يستطعن إرضاع أطفالهن بسبب الجوع الشديد" الناجم عن الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة وصول 52 شهيدا إلى المستشفيات وتسجيل 262 إصابة خلال 24 ساعة، مشيرة إلى أنه لا زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول اليهم، مؤكدة ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي الى 57,575 شهيد و 136,879 اصابة منذ السابع من اكتوبر للعام 2023م.

Trending Plus