دراسة: خلايا العين تعيد توصيل نفسها لمقاومة العمى عند الإصابة بـ التهاب الشبكية الصباغى

اكتشف علماء بجامعة كاليفورنيا، أن بعض خلايا الشبكية يمكن أن تعيد توصيل نفسها عندما تبدأ الرؤية في التدهور عقب الإصابة بالتهاب الشبكية الصباغي، وهو مرض وراثي يصيب العين ويؤدي إلى العمى التدريجي.

ووفقا لموقع "Medical xpress"، أظهرت الدراسة التى أجريت على نماذج الفئران، أن الخلايا العصوية ثنائية القطب، التي تُوفر الرؤية الليلية ، يُمكنها تكوين روابط وظيفية جديدة مع الخلايا المخاريط التي تُوفر الرؤية النهارية، فى محاولة لمقاومة فقدان الرؤية الناتج عن المرض.

ويصيب التهاب الشبكية الصباغي ملايين الأشخاص حول العالم، وهو سبب رئيسي للعمى الوراثي، وبينما يتطور المرض ببطء في كثير من الأحيان، حيث يحتفظ بعض المرضى بقدر مذهل من الرؤية الصالحة للاستخدام حتى منتصف العمر، لا يُعرف الكثير عن كيفية تكيف دوائر الشبكية مع فقدان الخلايا، لذلك فإن فهم آليات التكيف الطبيعية هذه ، يمكن من تطوير علاجات جديدة، ضمن العلاجات التى تهدف إلى الحفاظ على البصر.

واستخدم الباحثون فئرانًا مُعدّلة جين الرودوبسين، بما يحاكي التهاب الشبكية الصباغي المبكر، حيث لا تستجيب خلايا العصويات للضوء ويتطور التنكس ببطء، حيث سجّل الباحثون إشارات كهربائية من خلايا عصوية ثنائية القطب فردية، واستخدم الفريق أيضًا نماذج فئران إضافية تفتقر إلى مكونات مختلفة من إشارات العصوية لتحديد ما يُحفّز عملية إعادة التوصيل، ودعموا نتائجهم المتعلقة بالخلية المفردة بقياسات كهربائية لشبكية العين بأكملها.

أظهرت الخلايا العصوية ثنائية القطب لدى الفئران، التي تفتقر إلى الخلايا العصوية الوظيفية استجابات واسعة النطاق ،مدفوعة بخلايا المخاريط بدلاً من مُدخلاتها العصوية الطبيعية، كانت هذه الاستجابات المُعاد توصيلها قوية، وامتلكت الخصائص الكهربائية المتوقعة للإشارات المُحركّة من الخلايا المخروطية.

وحدث إعادة التوصيل العصبي تحديدًا لدى الفئران المصابة بتنكس الخلايا العصوية، يشير هذا إلى أن إعادة التوصيل الخلوي تُحفّزها عملية التنكس نفسها، وليس مجرد غياب الاستجابات الضوئية أو تلف المشابك العصبية.

تُكمّل هذه النتائج العملَ السابق لفريق البحث عام ٢٠٢٣، والذي يُظهر أن الخلايا المخروطية الفردية يمكن أن تحافظ على وظيفتها، حتى بعد حدوث تغيرات هيكلية حادة في مراحل لاحقة من المرض، وتُظهر هذه الدراسات مجتمعةً أن دوائر الشبكية تحافظ على وظيفتها من خلال آليات تكيف مختلفة في مراحل مختلفة من تطور المرض، وهو ما قد يساعد العلماء على تحديد أهداف جديدة للحفاظ على الرؤية لدى المرضى الذين يعانون من أمراض الشبكية الوراثية.