قصة السينما.. الواقعية كما قدمها كمال سليم

فيلم العزيمة
فيلم العزيمة
أحمد إبراهيم الشريف

نواصل الحديث عن فيلم العزيمة، أفضل فيلم في ثلاثينيات القرن العشرين، ورائد سينما الواقعية في مصر، وهو ما تحدث عنه سعد الدين توفيق في كتابة "قصة السينما" والصادر في سنة 1969.

الواقعية

أبرز ما فى فيلم "العزيمة" هو الجو المحلى الذى ظهر بصورة واقعية ملفتة للنظر، فأنت تعيش مع هذا الفيلم فى حارة حقيقية، حارة تجدها فى أى حى شعبى فى بلادنا، واهتم كمال سليم بخلفية الصورة اهتماما كبيرا، ومن هنا جاءت مشاهد الحارة نابضة بالحياة فعندما يسير الأسطى حنفى مثلا من بيته إلى دكان الحلاقة الذى يملكه تلمح طول الوقت أن الحركة فى الحارة نشيطة.

فهناك مثلا بائع الفول يقف بعربته وحوله زبائن يحملون سلاطين، وترى الجزار يقطع اللحم لزبائنه ويناقشهم فى طلباتهم.

ونلاحظ أن الأطفال يلعبون فى جماعات، وتجد الأم التى تطل من نافذة بيتها لتنادى الباعة أو تدعو أطفالها للذهاب إلى البيت، وتجد صبى القرآن يحمل على رأسه ألواح الخبز، وبائع اللبن الزبادى ينتقل من بيت إلى بيت، والحنطور يتهادى فى الحارة.

كل هذا يجرى فى خلفية الصورة بينما يستمر الأسطى حنفى فى طريقه إلى دكانه، فالحارة عند كمال سليم ليست مجرد ديكور هو يملأ خلفية الصورة ليقدم لك روح الحارة وجوها والشخصيات التى تعيش فيها.

ومن المشاهد البارزة فى فيلم "العزيمة" مشهد عاطفى بين بطل الفيلم محمد حنفى وحبيبته البطلة فاطمة، وفى هذا المشهد نرى محمد فى طريقه إلى بيته، وعندما يصل أمام بيت فاطمة يلاحظ أن فاطمة تقف فى الشرفة وتنادى شقيقها الصغير الذى يلعب مع أقرانه وتطلب منه أن يصعد إلى المنزل، ولكن الطفل يرفض طلبها ويقول إنه سيلعب مع الأطفال كمان شوية. . وهنا تلجأ فاطمة إلى محمد لكى يمسك هذا الطفل الشقى ويسلمه لها على سلم البيت.

وفعلا يقبض محمد على الطفل ويأخذه إلى السلم حيث نرى فاطمة وقد نزلت الدرج لتأخذ شقيقها.

ويخشى الطفل أن تضر به أخته فتعده فاطمة بأنها لن تضربه. ولكن الطفل لا يصدقها، ويطلب من محمد أفندى أن يمسك بيديها حتى يتمكن من الصعود ويفلت من العقاب.

أمسك محمد يدى فاطمة ويصعد الطفل فورا إلى بيته، ويظل محمد محتفظا بيدى فاطمة فى يديه حتى بعد أن يختفى شقيقها. ثم يتبادلان حوارا قصيرا عن حياتهما فى المستقبل عندما يضمهما عش واحد، ويقترب محمد من فاطمة وهما يجلسان متجاورين على السلم لكى يطبع قبلة على شفتيها، فتنفر فاطمة بسرعة صاعدة الدرج. وهى تقول له : يا ندامتی عیب یاسی محمد، ولكن محمد يهددها أنه سيتبعها إلى باب شقتها، وتخشى فاطمة أن ينفذ محمد تهديده وأن يعدو وراءها. تخشى أن يراهما أحد وهما معا على السلم. فتتوسل إليه أن يبقى فى مكانه، وأنها ستنزل إليه.

وعندما تنزل بضع درجات وتصبح قريبة منه، يخطف محمد قبلة سريعة منها، وهى تتمنع وتتدلل.

وجاء هذا المشهد العاطفى غاية فى الرقة والعذوبة وخفة الدم،  وقدم فيه كمال سليم صورة بديعة من الغزل على السلم بين الشاب وبنت الجيران، وراعى كمال سليم الجو الشعبى، فنقله بصدق بلا افتعال.

وتلاحظ أيضا فى مشهد "المولد" فى الحارة، أن كمال سليم نقل إلى الشاشة لوحة فنية بديعة عن الحياة فى أحيائنا الشعبية قدم لنا استعراضا سريعا لمظاهر الاحتفال بالمولد فى بلادنا (الزينة، باعة الحلوى، الالعاب التى تقام فى ساحة المولد مثل لعبة الكبسولة وفيها يدفع اللاعب قطعا من الحديد على قضيب مائل ينتهى بكبسولة تنفجر عندما ينجح اللاعب فى دفع الحديد بقوة شديدة، ولاعبو السيرك الذين يستعرضون جو المرح والبهجة الذى يسود الاحتفال).


 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

سامح عبد العزيز.. رحيل صادم وتاريخ مشرف فى السينما والدراما

الزمالك يربط بقاء دونجا بتخفيض راتبه مع اقتراب نهاية عقده

انتحار جندى إسرائيلى فى لواء غولانى بعد مثوله للتحقيق مع الشرطة العسكرية

عمرو حسام يدخل دائرة اهتمامات وادى دجلة لتدعيم حراسة المرمى

الطقس اليوم الخميس 10-7-2025.. أجواء شديدة الحرارة على أغلب الأنحاء


حرارة الصيف تحرق سيارتك دون أن تدرى.. 7 إجراءات تحميك من الكارثة

وفاة المخرج سامح عبد العزيز بعد تعرضه لوعكة صحية والجنازة من مسجد الشرطة

8 أكتوبر موعد انطلاق بطولة الدوري المصري للموسم الجديد 2025 – 2026

زوجة تطالب إلزام زوجها سداد مصروفات لطفلها بـ 260 ألف جنيه متجمد شهرين.. تفاصيل

عمر مرموش يتفوق على محمد صلاح في سباق الأغلى بالدوري الإنجليزي


الأهلي يتربع على عرش أفريقيا في تصنيف أندية العالم.. ومركز مفاجئ للزمالك

غدا.. آخر فرصة للتقديم على وظائف فى البوسنة برواتب تصل 52 ألف جنيه شهريا

موعد بداية استعدادات الأهلي للموسم الجديد وعودة ريبيرو من أسبانيا

محمد عواد يرحل بنفس سبب وفاة أحمد عامر.. أزمة قلبية مفاجئة

جمهور المطرب محمد عواد يتداولون صورة نادرة له فى الحرم ويطالبون بالدعاء له

الزمالك يترقب وصول شيكو بانزا إلى القاهرة لإجراء الكشف الطبي

وفاة المطرب الشعبي محمد عواد.. وأمينة والعيسوي ينعيانه بكلمات مؤثرة

درجات الحرارة تلامس الـ42.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الخميس 10 يوليو 2025

رئيس الوزراء: لسنا ضد التنمية فى أى دولة ولكن بما لا يجور على قطرة مياه من حق مصر فى نهر النيل

أرملة شهيد الواحات: مكالمة السيدة الأولى جبرت بخاطرى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى