مراقبون: ورقة الأفكار اللبنانية فرصة لوضع البلاد على طريق الاستقرار

للمرة الثانية خلال شهر زار سفير الولايات المتحدة الأمريكية فى تركيا وموفد الرئيس الأمريكى إلى لبنان توماس برّاك بيروت وتسلّم من الرئيس عون أفكاراً لبنانية لحل شامل وذلك استكمالاً للزيارة التى كان قام بها إلى بيروت فى شهر يونيو الماضى.

كما التقى المبعوث الأمريكى كلا من رئيس مجلس الوزراء اللبنانى الدكتور نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري.

وأعلنت الرئاسة اللبنانية أن الرئيس جوزيف عون سلم المبعوث الأمريكي مجموعة من الأفكار اللبنانية المقترحة، تهدف إلى التوصل إلى تسوية شاملة ومتوازنة تحفظ السيادة والمصالح الوطنية، في خطوة تعكس رغبة لبنان في الانخراط الجاد ضمن الجهود الدولية لإنهاء الأزمات المتعددة التي تواجهه.

وقدم الرئيس اللبناني ورقة أفكار متكاملة تتضمن رؤية بيروت لكيفية معالجة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تعصف بالبلاد، خاصة في ما يتعلق بملف سلاح حزب الله والتوازن الداخلي.

وتأتي هذه الزيارة في توقيت بالغ الحساسية، تمر به البلاد وسط انقسامات داخلية حادة وأوضاع اقتصادية مأزومة، وتوترات إقليمية متصاعدة ، مما يجعل نتائجها حاسمة في تحديد مسار لبنان والمنطقة نحو السلام أو الحرب.

ويرى مراقبون أن ورقة الأفكار اللبنانية تمثل نافذة أمل وفرصة لإعادة وضع لبنان على سكة الاستقرار، إذا ما توافرت الإرادة السياسية والغطاء الدولي اللازم.

وأشاروا إلى أن هذه الزيارة ليست عابرة بل فاصلة لأنها تعيد رسم خريطة لبنان السياسية وتفتح الطريق إما إلى الاستقرار أو إلى منعطف حاد ، خاصة مع رفض حزب الله تفكيك سلاحه قبل الانسحاب الإسرائيلي الكامل من كافة الأراضي اللبنانية سواء المناطق الخمس التي احتُلت مؤخرًا أو الأراضي المحتلة سابقًا،فضلا عن أن الحزب يشدد على أن ملف السلاح يجب أن يُناقش في سياق وطني جامع، بعيدًا عن الإملاءات الخارجية.

وعموماً ، فإن الرد اللبناني كان متماسكاً، وقد حمل في مضمونه، وفق المعلومات، سبع صفحات تتضمن خمس عشرة نقطة، تتعلق بآلية الرد على المقترحات الأمريكية، مع تأكيد أن السلاح شأن داخلي وأن هناك خصوصية لبنانية يجب احترامها.

وبعد لقائه مع الرئيس عون، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، السفير توماس براك، والوفد المرافق، بحضور السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون، والمستشار الإعلامي للرئيس بري علي حمدان.

وجرى خلال اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعة، بحث تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة، إلى جانب المستجدات السياسية والميدانية.

وأكد بري أن “الاجتماع كان جيدًا وبنّاءً، وقد أُجري مع مراعاة كبيرة لمصلحة لبنان وسيادته، وللهواجس التي يعاني منها اللبنانيون كافة، بما في ذلك المطالب التي يطرحها حزب الله”.

وفي السياق ذاته، أكد رئيس الحكومة نواف سلام، عقب لقائه براك، أن “حصر السلاح وبسط سلطة الدولة أمرٌ توافَق عليه اللبنانيون منذ اتفاق الطائف”، مشيرًا إلى أن “حزب الله جزء لا يتجزأ من الدولة اللبنانية، ونوابه صوّتوا على البيان الوزاري”.

وأشار سلام إلى أن “الاعتداءات بالطائرات المسيّرة في الجنوب والبقاع مدانة من الجميع”، لافتًا إلى أن الحكومة “تسعى إلى تجنيد الدعم الدبلوماسي العربي والدولي لوقف هذه الاعتداءات”.

وأوضح أن “براك تسلّم من رئيس الجمهورية جوزاف عون ورقة تتضمن مجموعة ملاحظات مشتركة صادرة عنه وعن الرئيس نبيه بري”.

وكشف سلام أن “الورقة التى يحملها المبعوث الأمريكي تتضمن ترتيبات لوقف العمليات العدائية وحصر السلاح، بدءًا من الجنوب”.

وشدد رئيس الحكومة على أن “الدولة وحدها تملك قرار الحرب والسلم، وهذا ما تم التأكيد عليه خلال النقاشات”، مضيفًا: “لا وجود لما يُسمى ترويكا، بل هناك تداول وتواصل بين الرؤساء، وهناك مجموعة أفكار لبنانية جديدة قيد البحث”.

ويبقى السؤال ، هل تحدد زيادة المبعوث الأمريكي إلى لبنان مسار لبنان والمنطقة وهو ما ينتظر الإجابة عليه خلال الأيام المقبلة.