أرملة شهيد الواحات لليوم السابع: مكالمة السيدة الأولى كانت جبرًا للخواطر وشعرت أن تضحيات زوجى لم تذهب هدرًا.. أصريت على التحاق ابنى بالشرطة لاستكمال مسيرة والده.. وفخوره بجهوده فى إخماد حريق رمسيس

بكلمات يملؤها التأثر والفخر، عبّرت السيدة سحر سيد، أرملة الشهيد البطل امتياز كامل، أحد أبطال ملحمة الواحات، عن سعادتها الغامرة بتلقيها مكالمة هاتفية من السيدة الأولى، السيدة انتصار السيسي، قرينة رئيس الجمهورية، للإشادة بالدور البطولي لابنها الملازم أول نور امتياز كامل، الضابط بقطاع الحماية المدنية، بعد مشاركته الفعالة في جهود إخماد حريق سنترال رمسيس الذي شغل الرأي العام خلال الأيام الماضية.

وقالت السيدة سحر، في تصريحات خاصة لصحيفة "اليوم السابع"، إن المكالمة كانت مفاجأة عزيزة على قلبها، ولم تكن مجرد اتصال بروتوكولي، بل "جبر خاطر حقيقي، وطبطة على القلب"، بحسب تعبيرها، مؤكدة أن هذا التواصل منحها شعورًا عميقًا بأن تضحيات زوجها الشهيد لم تذهب هباء، وأن مصر لا تنسى أبناءها الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن.

"تضحيات لا تُنسى"

وأضافت: "حين استشهد زوجي في ملحمة الواحات، شعرت أن ظهري انكسر، لكن دعم الدولة ورعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وأسر الشهداء خفف عنا الكثير.

لم نشعر يومًا أننا وحدنا، وكانت كلمات الرئيس دومًا تصل إلينا بأن تضحيات الشهداء ستظل محل تقدير دائم، واليوم تتجدد تلك المشاعر في مكالمة السيدة الأولى، التي لمست قلبي وأكدت لي أن دماء زوجي كانت طريقًا لزرع قيم البطولة داخل ابني".

وتابعت قائلة: "السيدة انتصار السيسي تحدثت معي كأم، بحب وصدق وتقدير، وقالت إنها تتابع ما قدمه نور خلال مشاركته في إطفاء حريق سنترال رمسيس، وأعربت عن فخرها ببطولته وشجاعته، وهذا وحده كان كافيًا لأن يرفع من روحي المعنوية، ويعزز شعوري بأننا أسرة في قلب الدولة، وأن مصر لا تنسى من ضحوا من أجلها".

"فخورة بابني كما كنت فخورة بوالده"

تقول السيدة سحر إن أكثر ما يُشعرها بالفخر اليوم، هو أن ابنها الملازم أول نور امتياز كامل يسير على خطى والده، فقد أصرّت منذ اللحظة الأولى على أن يكون امتدادًا لاسم والده الشهيد، ويلتحق بكلية الشرطة، وهو ما تحقق بالفعل.

وأضافت: "كنت مصممة على أن يستكمل نور مسيرة والده، قلت له منذ صغره إن والده ضحى بحياته علشان البلد دي تفضل واقفة، وإن كل بيت فيه شهيد لازم يطلع منه بطل تاني. والحمد لله، نور طلع على قدر المسؤولية، واليوم بيكمل مشوار أبوه، وأنا فخورة بالاثنين".

وتشير إلى أنها كانت تتابع لحظة بلحظة تطورات الحريق الذي اندلع في سنترال رمسيس، وكانت تعلم أن ابنها ضمن فرق الإطفاء التي هرعت إلى المكان في أولى لحظات الأزمة، وتقول: "قلبي كان بيحترق وأنا شايفة النار، وعارفة إن نور هناك، لكن كنت عارفة برضو إن اللي زي نور اتربى على حب الوطن، وإنه مش هيرجع غير لما المهمة تخلص، وده اللي حصل فعلًا".

"مصر في قلوبنا ونفديها بأرواحنا"

ترى السيدة سحر أن ما تقدمه الدولة من دعم لأسر الشهداء ليس دعمًا ماديًا فحسب، بل دعم نفسي ومعنوي يعيد لهم الإحساس بقيمة ما قدموه، وهو ما يزرع الطمأنينة في قلوبهم بأن أبناءهم في أيدٍ أمينة، وأن الوطن يرد الجميل.

وأضافت: "منذ استشهاد زوجي، والدولة دايمًا حوالينا، تكريمات، رعاية، دعم في كل المواقف، مش بس كلام أو صور في الجرائد، حسينا فعلًا إننا في بؤرة الاهتمام، وده اللي مخليني متمسكة أكتر من أي وقت مضى بإني أربي أولادي على حب البلد، إحنا مش أقل من اللي سبقونا، وكلنا موجودين في مكان الدفاع عن الوطن، سواء في الزي الرسمي أو في الدعاء أو في تربية جيل يقدر قيمة الأرض اللي عايش عليها".

"رسالة للأمهات"

وفي ختام حديثها، وجّهت السيدة سحر رسالة إلى كل أم مصرية فقدت ابنًا أو زوجًا في سبيل الوطن، قائلة: "اعرفي إنك قدمتِ بطل، ومصر مش هتنساه، وابنك أو جوزك مش مجرد اسم على لافتة، ده رمز للتضحية، وأنا واحدة من الناس اللي فقدت أغلى حد، لكن ربنا عوضني بابن بطل، والدولة واقفة في ضهرنا. كل أم لازم تعرف إن الشهداء أحياء عند ربهم، وأيضًا أحياء في وجدان البلد".

وأكدت أن مصر قوية بأبنائها، وأن كل موقف بطولي يصنع أثرًا في الوجدان، ويغرس في الأجيال الجديدة معنى الوطن الحقيقي. وتابعت: "ابني قال لي بعد المكالمة: يا ماما، أنا حاسس إن أبويا فخور بيا النهاردة، وأنا رديت عليه وقلت له: وأنا كمان فخورة بيك يا نور، زي ما كنت فخورة بأبوك، ومصر دايمًا تستاهل".