انهيار وشيك للقطاع الصحى فى السودان.. 90% من مستشفيات دارفور وكردفان خارج الخدمة.. أطباء السودان ترصد 136 هجومًا على مرافق الرعاية الصحية.. ووزارة الصحة: إصابات الكوليرا تتجاوز 85 ألف شخص وأكثر من ألفي وفاة

يعتبر القطاع الصحي السوداني، أبرز القطاعات المتضررة من الحرب المشتعلة بين القوات المسلحة السودانية، وميليشيا الدعم السريع، إذ توقفت العديد من المرافق نتيجة الأعمال العسكرية والاستهداف المتعمد للمراكز الطبية والمستشفيات، فيما تعاني ولايتي دارفور وكردفان بشكل أكبر وتشهد دمارا أكبر في المنشآت، وتفرض الدعم السريع سيطرتها على نطاق واسع من دارفور وكردفان.
ومن جهتها أطلقت شبكة أطباء السودان، تحذيرا من انهيار وشيك للقطاع الصحى في ولايات دارفور وكردفان، وأوضحت أن النزاع القائم بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا الدعم السريع، دمر 90% من المرافق الطبية.
وقال تقرير أصدرته شبكة أطباء السودان، إن الشبكة تحذر من انهيار شبه شامل للنظام الصحي في إقليم دارفور وولايات كردفان، وأكد أنه في حال لم يتم التحرك الآن، فإن ما تبقى من النظام الصحي في مناطق الصراع قد ينهار كليًا خلال أسابيع، مما سيعرض ملايين المدنيين للخطر، خصوصًا الأطفال والنساء وذوي الأمراض المزمنة.
وأوضح التقرير الذى أصدرته شبكة أطباء السودان، وقوع 136 هجومًا على مرافق الرعاية الصحية منذ اندلاع النزاع في 15 أبريل 2023 إلى نهاية العام، أسفر عن مقتل 238 شخصًا وإصابة 214 آخرين، فيما وقع 13 هجومًا على المنشآت الطبية خلال النصف الأول من العام السابق، مما أدى إلى مقتل 16 فردًا وإصابة 148 آخرين، وفقًا لمنظمة إنقاذ الطفولة.
وحذر التقرير من قرب الانهيار شبه الكامل للمنظومة الصحية في مواقع سيطرة الدعم السريع، بسبب استمرار خروج غالبية المرافق الطبية عن الخدمة، وتوقف المستشفيات، ونزوح آلاف الكوادر الطبية من البلاد.
وأوضح أن التقارير الميدانية الواردة من مختلف ولايات السودان تُشير إلى أن النظام الصحي يمر بأسوأ مراحله منذ بدء الصراع، حيث أصبحت معظم المناطق خارج التغطية الصحية الفعلية، في ظل غياب شبه تام للخدمات الأساسية، ونقص حاد في الإمدادات، وفقدان القدرة على الاستجابة للحالات الطارئة أو الأمراض المزمنة أو الوبائية.
ووفقًا للأرقام التي تم رصدها عبر فريق شبكة أطباء السودان من الميدان، فإن المرافق الصحية بولاية الخرطوم معطلة بنسبة تتراوح بين 75-85%، فيما تم تدمير أو إغلاق أكثر من 90% من المرافق الصحية في بعض ولايات دارفور، خصوصًا في غرب وجنوب وشمال دارفور.
وكشف التقرير عن تضرر مستشفيات وإغلاق ما يصل إلى 60% من المرافق الطبية بولاية الجزيرة، في وسط السودان، بينما توقفت نصف المرافق أو خفّضت عملها بقدرة منخفضة جدًا في ولايات كردفان، وأفاد التقرير بأن المرافق الصحية في الولايات الشرقية تواجه ضغطًا هائلًا على البنية الصحية نتيجة للنزوح الواسع للمدنيين من مناطق النزاعات.
ودعت شبكة أطباء السودان، إلى إتاحة ممرات إنسانية آمنة لتوصيل الإمدادات الطبية إلى المناطق المنكوبة، وتوفير دعم مالي ولوجستي عاجل لإعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية الحيوية.
وشدد التقرير على ضرورة إرسال فرق طبية طارئة لتعويض النقص الحاد في الكوادر بالمناطق المتضررة، والضغط على الأطراف المتحاربة لوقف استهداف المرافق الصحية وضمان حيادها الكامل.
وتتزايد الهجمات على المنشآت الطبية في وقت يُكافح فيه النظام الصحي أوبئة عديدة، في مقدمتها الكوليرا، التي أصابت أكثر من 85 ألف شخص منذ يوليو 2024، كما أودت بحياة 2,121 شخصًا.
ومن جهة أخرى، يرزح النظام الصحى في السودان، تحت وطأة انتشار كبير لعدد من الأوبئة أبرزها الكوليرا وحمى الضنك، وكشفت وزارة الصحة السودانية، تزايد انتشار أمراض الكوليرا وحمى الضنك والحصبة على نطاق واسع، وسط نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية.
وقال مركز عمليات الطوارئ بوزارة الصحة، في بيان إنه جرى تسجيل 603 إصابات بالكوليرا خلال أسبوع تشمل 8 حالات وفاة، وأشار البيان إلى أن الإصابات الجديدة رفعت إجمالي حالات الكوليرا إلى 85,531 حالة، تتضمن 2,145 وفاة، في 110 محليات تقع في 17 من أصل 18 ولاية.
وذكر المركز تزايد حالات الكوليرا وسط العائدين من جنوب السودان إلى سنار والنيل الأبيض.
وعاد قرابة 110 آلاف شخص، منهم 76 ألفًا عادوا إلى إقليم النيل الأزرق والبقية إلى سنار والنيل الأبيض من جنوب السودان، بسبب انعدام الأمن ونقص الغذاء والخدمات الأساسية في مخيمات اللجوء لفترات طويلة، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
وكشف مركز الطوارئ عن ارتفاع تراكمي في إصابات حمى الضنك إلى 13,314 إصابة، تشمل 21 حالة وفاة، حيث تفشّى الوباء في 45 محلية تقع في 10 ولايات.
وأفاد بزيادة حالات الحصبة إلى 2,547 إصابة، بينها 6 حالات وفاة، رُصدت في 38 محلية تقع في 11 ولاية.
وأوضح أن وفرة أدوية ومستهلكات الوبائيات بمخازن صندوق الإمدادات في الولايات تتفاوت بين الولايات، حيث تصل الوفرة إلى 76% في شمال كردفان، وتقل إلى 73% في نهر النيل، و57% في القضارف.
وكشف بيان وزارة الصحة، أن وفرة المحاليل الخاصة بالكوليرا وحمى الضنك متفاوتة، دون الكشف عن إحصائية.
وأكدت وزارة الصحة السودانية، أنه تم إرسال إمداد إلى ولايات الخرطوم، القضارف، الشمالية، كسلا، الجزيرة، سنار، والنيل الأزرق، مشيرًا إلى أن إمداد منظمة الصحة العالمية الخاص بفصل الخريف على قيد الترحيل إلى عدد من الولايات.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية "أوتشا" قد حذر فى مطلع يوليو الحالي، من تعرّض 33.5 مليون شخص بينهم 5.7 مليون طفل، لخطر الإصابة بالكوليرا.

Trending Plus