رجال لا يهابون النار وجب تكريمهم

كشف حادث اندلاع الحريق فى مبنى سنترال رمسيس ونتج عنه استشهاد 4 من مهندسى السنترال وإصابة أكثر من 25 فرداً باختناق نتيجة الدخان الكثيف وتم نقلهم إلي المستشفيات وإسعافهم وانقطاع خدمات التليفون الأرضى والإنترنت فى عدد من المناطق أن هناك جنودا مجهولين لا يظهرون إلا وقت الشدائد والأزمات والكوارث، لا يهابون النار ولا يخشون الموت مضحيين بأرواحهم وسط النار المستعرة لإنقاذ الأنفس والسيطرة فى نفس الوقت على هذه النار الملتهبة التى تلتهم كل شىء فى طريقها دون رحمة، فى الوقت الذى يقف فيه المواطنون رافعين موبيلاتهم لتصوير الحادث الذى أصبح ذلك الآن سمة العصر فى كل كارثة تحدث.
هؤلاء الجنود المجهولون الأبطال هم رجال الحماية المدنية الذي شاهدناهم جميعاً وهم يتسلقون السلالم الكهربائية المتحركة على ارتفاعات كبيرة ومعهم أدوات الإطفاء غير عابئين بخطورة النار المشتعلة، وفى مواجهة أى احتمال لانهيار أى أجزاء من المبنى المشتعل أو حدوث لا قدر الله انفجار لأحد أجهزة التكييف ويودى بحياتهم، حيث استمر عملهم الجسور لأكثر من 12 ساعة متواصلة، حتى تم إخماد هذه النيران التى لم يعرف سبباً لها حتى الآن، والذى من المرجح أنه بسبب ماس كهربائى من أحد أجهزة التكييف وأتمنى ذلك.
والحمد والشكر لله أن هؤلاء الأبطال الشجعان رجال الحماية المدنية قد سيطروا على النيران رغم شدتها بإجراءات أمنية وأنظمة إطفاء فى حدود الإمكانيات وأيضاً الحمد والشكر لله أنه لم يتعرض أحد منهم للاستشهاد أو الحروق لا قدر الله، ولكن أصيب منهم الكثير باختناق، فهم يستحقون أن ننحنى لهم احتراماً وتقديراً ولابد أن يتم تكريمهم التكريم اللائق.
كما أن الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كان على قدر المسئولية حيث قطع زيارته الرسمية فى الخارج والعودة فورا لمتابعة الحادث ولضمان استمرار تقديم خدمات الاتصالات للمواطنين وقام بزيارة المصابين ومواساة أسر الشهداء، ولم ينسى أن يقدم كل الشكر لرجال الحماية المدنية على جهودهم الكبيرة على مدار الساعات لإخماد النيران.. كما يجب تعويض أسر المهندسين الشهداء التعويض المناسب عن فقد عائلهم والله يرحمهم ويسكنهم جناته كما ندعوا الله ألا يتكرر هذا الحادث مرة أخرى أو غيره ويحفظ مصر وأهلها وقادتها.

Trending Plus