قمة إفريقية أمريكية مصغرة.. ترامب يستضيف قادة 5 دول أفارقة فى البيت الأبيض.. واهتمام متزايد لواشنطن بمنطقة الساحل الإفريقى.. وقانون النمو والفرص مطروح للنقاش.. والأولويات هى الحد من التطرف والهجرة غير الشرعية

تنطلق استراتيجية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تجاه قارة افريقيا بقوة هذا الأسبوع، إذ يستعد ترامب لاستقبال 5 زعماء أفارقة في البيت الأبيض، الأربعاء، بينما يحقق في الوقت نفسه تقدما في محادثات التجارة مع القارة.
ويستقبل البيت الأبيض زعماء من مختلف أنحاء ساحل غرب أفريقيا لحضور قمة مصغرة يتم تنظيمها بالتعاون الوثيق مع المستشار الرئاسي مسعد بولس.
ويستضيف الرئيس الأمريكي الرؤساء برايس أوليجي نجيما من الجابون، وعمر مختار سيسوكو إمبالو من غينيا بيساو، وجوزيف بواكاي من ليبيريا، ومحمد ولد الغزواني من موريتانيا، وبصيرو ديوماي فاي من السنغال، في غداء عمل متعدد الأطراف بالبيت الأبيض.
وينتمي جميع الرؤساء الخمسة إلى منطقة غرب أفريقيا الساحلية، وهي منطقة غنية بالمعادن، حيث تضع واشنطن أولويات عديدة للقمة المصغرة، أبرزها، منع انتشار التطرف العنيف من منطقة الساحل، والحد من الهجرة غير الشرعية، للتواجد في المنطقة في ظل توسع الصين وروسيا.
ووصف مسئولون وخبراء في الشئون الأفريقية، مطلعون على الزيارة، هذه الزيارة بأنها جزء من استراتيجية إدارة ترامب للتواصل مع جهات فاعلة مختارة في القارة، ويمكن أن تُشكل نموذجًا للتعاملات الإقليمية المستقبلية ، بما في ذلك مع منطقة القرن الأفريقي، في الوقت الذي يستعد فيه بولس لتحويل اهتمامه إلى الصراع في السودان .
وكشف مسئول أمريكي كبير لصحيفة "أفريكا ريبورت ": "يعتقد الرئيس ترامب أن الدول الأفريقية توفر فرصًا تجاريةً رائعةً ستؤدي إلى ازدهار متبادل، ويركز نهجه على الشراكة من خلال التجارة وإشراك القطاع الخاص، وليس فقط على المساعدات".
وفي الشهر الماضي، أعلنت وزارة الخارجية عن صفقات جديدة بقيمة 2.5 مليار دولار خلال قمة الأعمال الأمريكية الأفريقية في لواندا.
تقدم في مفاوضات التعريفات الجمركية
وتأتي القمة في الوقت الذي يردد فيه خبراء التجارة أن الإدارة الأمريكية أحرزت تقدما في مفاوضات التعريفات الجمركية مع الدول الأفريقية.
في حين علق ترامب في البداية الرسوم الجمركية التي فرضها في أبريل حتى الأربعاء 9 يوليو، تم منح الدول الأفريقية مهلة حتى الأول من سبتمبر لإبرام صفقة، وفقا لمصادر مسئولة في الإدارة الأمريكية.
وتجري مجموعة أولية من البلدان التي تجري تجارة غير نفطية كبيرة مع الولايات المتحدة بموجب قانون النمو والفرصة في أفريقيا (أجوا) - ما يسمى بمجموعة الدول الأربع في قطاع النسيج والتي تضم كينيا وليسوتو ومدغشقر وموريشيوس - محادثات لفتح أسواقها أمام الصادرات الأمريكية في مقابل استمرار الوصول التفضيلي إلى السوق الأمريكية.
والثلاثاء 9 يوليو، يستضيف مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك حلقة نقاش افتراضية حول نهاية فترة التجميد التي استمرت 90 يومًا وتأثيرها على الرسوم الجمركية والسياسة التجارية الأمريكية، ومن بين المتحدثين فرانسيسكو سانشيز، وكيل وزارة التجارة السابق للشئون الدولية في عهد الرئيس باراك أوباما.
لماذا هذه الدول الخمس؟
من حيث حجم التجارة مع الولايات المتحدة، تُعتبر الدول الخمس أطرافًا ثانوية نسبيًا، ومع ذلك، تمتلك جميعها موارد طبيعية هائلة غير مستغلة، إذ تعتبر الجابون دولة غنية بالنفط والمنجنيز واليورانيوم وخام الحديد والذهب والعناصر الأرضية النادرة، وتحتوي غينيا بيساو على رواسب من الفوسفات والبوكسيت والنفط والغاز والذهب.
فيما تتمتع ليبيريا باحتياطيات كبيرة من المنجنيز والذهب، كما تم العثور على الماس بالقرب من حدودها مع سيراليون، وتتمتع موريتانيا بثروة من خام الحديد والذهب والنحاس والنفط والغاز الطبيعي والعناصر الأرضية النادرة، وتتميز السنغال بغناها بالذهب والفوسفات وخام الحديد والمعادن الأرضية النادرة، بالإضافة إلى حقول النفط والغاز.

Trending Plus