المشاركة الانتخابية.. دلالة حب الوطن

حب الوطن يرتبط بحالة الولاء، والانتماء، وممارسات المواطنة الصالحة، التي تجعل المواطن، يستشعر أهمية القيام بواجباته، والالتزام بتكليفاته، والعطاء دون مقابل، وبلا حدود، وهذا كله قد سطره الدستور في مواده، وأصّله القانون في نصوصه، وعززته المؤسسات الوطنية في الوفاء باحتياجات، ومتطلبات الشعب؛ ومن ثم يتحتم علينا جميعًا المساندة المباشرة للدولة، وكافة كياناتها؛ كي تسير في تقدمها، وازدهارها، وهذا كله مرهون بتعضيد الديمقراطية عبر حرية الانتخاب، الذي يشكل المؤسسات المنوط بها المراقبة، والتشريع.
حب الوطن، لا ينفك عن نظرة المواطن لمستقبله، الذي يشارك في بنائه، ويعزز مسيرته، ويصوب ممارساته؛ ويقدم الحلول، والأطروحات، التي تساعد في صناعة، واتخاذ القرار الصائب، وهنا يتوجب الالتزام بالبوابات الرسمية، التي تجعل المشاركة فاعلة، وقادرة على التحسين، والتجديد بصورة مؤسسية، عبر الكيانات المنتخبة، التي تدفع بمؤسسات الوطن، وحكومته في الاتجاه القويم، وتحرص على مصالح الشعب، التي تضعها في قمة أولوياتها.
أعتقد أن الديمقراطية تعضد حب الوطن في النفوس؛ إذ يستشعر الفرد المسئولية، وتحضه على المشاركة الفعالة، في متلون الاستحقاقات الانتخابية؛ لتصبح الدولة مستقرة سياسيًا، واجتماعيًا؛ ومن ثم تستطيع أن تتابع تقدمها في المجالات الاقتصادية، والخدمية، كما أن هذا الأمر يدعونا إلى الالتفاف، والاهتمام بالشأن العام المصري؛ فلا مجال للسلبية، ولا مكان للتقاعس عن القيام بالواجبات، التي من شأنها رسم مستقبل هذا الوطن، الذي ننشد تعظيم مقدراته المادية، والبشرية على حد سواء.
نماء، وازدهار الأوطان، لن يحدث دون مشاركة حقيقية، ومن خلال منظومة مؤسسة، تقدر الرأي العام، وتسير وفق فلسفة الديمقراطية، وتمنح الحرية في صورتها المسئولة، وتفتح أبوابها للجميع؛ كي يقدم أفضل ما لديه من رؤى، أو حلول، أو جهود، تسهم في تحسين المخرجات، التي تعود بالنفع، والثمرة على الجميع، وهذا يؤكد في أذهاننا أهمية المشاركة الانتخابية، التي تعد طريقًا للتنمية الشاملة في مجالاتها المتباينة.
المواطن المحب لوطنه، يختار نائبه الذي يمثله في مؤسسات الدولة الوطنية، ويطالب له بحقوقه، ويقدم له الخدمات المشروعة، ويضمن له تعزيز فلسفة تكافؤ الفرص، ويمنحه الفرصة؛ ليثبت جداراته، وينال ما يستحق، وهذا كله يؤكد أن التحول الديمقراطي المنضبط، والمسئول، يقوم على كثافة المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية، التي تعضد شعار الدولة الديمقراطية، في تكوين مؤسساتها القومية.
دعونا نزرع محبة الأوطان في قلوب فلذات الأكباد، عندما يرصدون تدفق الجموع تجاه صناديق الاقتراع؛ لتصنع بها مستقبل الوطن، وتعبر من خلالها عن أحلامها، وآمالها، ورؤيتها الآنية، والآتية، ويخلق الفرص، التي تمنحنا السير في طريق التنمية، دون توقف، هيا بنا أيضا نعمل على ترسخ مفاهيم الديمقراطية في صورتها الصحيحة، التي نعبر بها عن آرائنا، وما ننشده عبر بوابة المؤسسات البرلمانية؛ ومن ثم نبتعد عن مطارق الفوضى، والعشوائية، والتخبط، التي تهدر مقدرات هذا الوطن، وتقوض تنميته، ومسيرته.
التوعية بالمشاركة الانتخابية، لا تقتصر على فرد، أو جهة بعينها؛ لكنها مسئولية تقع على كاهل كل من يكن المحبة لهذا الوطن، ويستهدف العمل على تنمية موارده، من خلال تعزيز استقراره السياسي، والمجتمعي، كما أن التوعية تقوم على تقديم النموذج في العطاء؛ فالولاية العامة من خلال مؤسسات الوطن الدستورية، تساعد كافة مؤسسات الدولة، في تحقيق الغايات المنوطة بها، بل، تصوّب من المسار إذا ما انحرف، وتقترح التعديلات، التي من شأنها تسهم في زيادة الإنتاجية بشتى صورها، وأنواعها.
ترجمة حب الوطن، التي ترتبط بفعالية مشاركتنا الانتخابية، نرصدها من الاهتمام بالبحث عن اللجان، التي تخص كل منا، وقد وفرت الهيئة العليا للانتخابات من خلال تطبيقها الذكي، المعلومات الكاملة حول هذا الشأن، ناهيك عن توفير مقومات نجاح العملية الانتخابية عبر صورة التكامل المؤسسي، التي نشاهدها دومًا في التنظيم المرن، والرائع، الذي يسهم في سريان التصويب الانتخابي بصورة راقية.
يعول على الشباب صاحب الوعي الرشيد، أن يبادر بالمشاركة في العملية الانتخابية؛ كترجمة نخاطب بها العالم كله بأن مصر تمتلك المورد البشري، الذي يحمي مقدراتها، ويدفع بسفينة التنمية للأمام، ويكسر حواجز التحديات؛ ليؤكد العزيمة المصرية برباط شعبها العظيم، وتفاني مؤسساته الوطنية، وقيادته السياسية من أجل خدمته.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
_____
أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس
كلية التربية بنين بالقاهرة _ جامعة الأزهر

Trending Plus