حكاية فان جوخ مع المناظر الجبلية فى لوحاته.. كيف رسم المناظر الطبيعية؟

يقع الملجأ الذي عاش فيه فان جوخ بين عامي 1889 و1890 وسط بعضٍ من أجمل المناظر الطبيعية في بروفانس، أسفل جبال الألب الصغيرة مباشرةً وعلى بُعد ثلاثة كيلومترات فقط، تقع قمةٌ شاهقة من الحجر الجيري، تُعرف باسم "لو روشيه دي دو ترو" (صخرة الثقبين) ويشبه شكلها الجمجمة، وكأنها مثقوبة بمحجري عين ويبلغ ارتفاع الثقب الأكبر حوالي 3 أمتار، بينما يبلغ ارتفاع الأصغر حوالي نصف ذلك.
أدرج فان جوخ "دو ترو" في اثنتين من لوحاته للمناظر الطبيعية، ولكن نظرًا لكونها ميزةً غير متوقعة، فقد استُخدمت غالبًا كدليل على الحالة النفسية الهشة للفنان واعتبرت نتاج خيالٍ مُفرط غير أنه تبين بعدها انه رسمها بدقة كما هو تكوينها.
أُهديت لوحة "أشجار الزيتون" إلى متحف الفن الحديث عام 1998 من السيدة جون هاي ويتني أما جبال سان ريمي، فقد تبرع بها جاستن ثانهاوزر إلى متحف غوغنهايم وأُعيرت اللوحتان من المعرض الوطني في لندن، لعرضهما في معرضه الأخير "فان جوخ: شعراء وعشاق.
ووصف فان جوخ لوحة "أشجار الزيتون" بأنها بستان "بتلاله الزرقاء" ويُرجّح أنها رُسمت في مرسمه في المصحة من الذاكرة، وليس أمام الزخرفة ولا بد أنه كان يعرف المشهد جيدًا، إذ إنها تُمثل منظرًا على بُعد دقائق سيرًا على الأقدام من مدخل المصحة، على المشارف الجنوبية لسان ريمي دو بروفانس أما لوحة "جبال سان ريمي"، التي رُسمت بعد شهر، فقد رُسمت في الغالب في الهواء الطلق، وهي أكثر دقة من الناحية الطبوغرافية.
ومع أن فان جوخ لم يذكر "الفتحتان" قط في رسائله، فمن المرجح جدًا أنه في أحد الأيام، عندما كان يشعر بتحسن، صعد إلى إحدى الحفرتين ليجلس في إحداهما وينظر إلى دير سان بول دو موسول، الدير السابق الذي تحول إلى ملجأ للأمراض العقلية. ولا يزال دير سان بول دو موسول قائمًا، كمستشفى حديث للمرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية.

Trending Plus