خالد دومة يكتب: عمة على رمة

خالد دومة
خالد دومة

إن بدانة الجسد مع ضعف الروح، لا تجعل المرء قويا، إنما تجعله صورة كبيرة تحتل حيز كبير من الحائط، لكنها جوفاء خالية من المعنى، رأيت رجلا يضع فوق رأسه عمة كبيرة، ويملك من المال الكثير، يقف له الجالسون، وينصت له المستمعون، ويعلوه وقار مصطنع، فإذا تكلم بغثاء، حمده الحامدون، وأثنى عليه الجموع، وأمنوا على أحاديثه بالتقدير وألصقوا بها الحكمة، فالرجل لا يملك سوى المال، فهو خبير في إكثاره ونموه، ولا تتعدى حكمته إن كانت هناك حكمة، سوى في الحرص الشديد على المال، وهو في غير ذلك فأرعن لا يخوض في حديث إلا تكشف لك عن قلة عقل، وعدم اكتراث، وقلة ذوق متناهية، وليس هناك من يجرأ على تخطئته أو التعقيب على ما يخرج من فمه من روث، فليس له ولا لمنطقه الاحترام والمهابة، إنما يقفون لماله موقف الاحترام، فله السطوة على نفوسهم، ولكن سطوته أيضا لمن هم لا يعنيهم من الحياة سوى المال، والتقرب إلى أصحاب المال، فهؤلاء هم أشد الناس فقرا، ليس فقرا في العقول والشعور فقط، إنما هم أيضا فقراء في المال، الذي يجلونه، ويجعلون له المكانة العيا، لأنه أحرص الناس عليه، وكل ما يفعلونه أنهم يطوفون حوله، سواء أكان لهم أم لغيرهم، فلا يتصرفون فيه إلا بما يخدم أجسامهم، فيجعلها تزداد شحما ولحما، وتضعف فيهم الملكات الإنسانية التي تعلو بهم عن مصاف الحيوانات، فهم أمامه كأنها شيء أعجم، لغة لا يعرفونها ولم ترقى إلى أذهانهم يوما ما، فهم عبأ على أنفسهم وعلى الحياة، عيونهم ملتصقة بالمال، لا تغادرها لشيء أخر، فتحيط بهم هالة عظيمة من الظلام، يعمي عيونهم عن كل ما هو جميل رائع، إنما يعيشون ويموتون ولا فرق بين الحالتين، إذ تفنى أبدانهم وتتحلل لحومهم، فلا يبقى لهم منهم سوى اللا شيء، بعد أن ظنوا الحياة في تكوين الثروات وكثرة المال، الذي يؤمنون بها بدانتهم، وعلو مكانتهم بين من لا يحسنون معرفة الحياة، من أمثالهم أو فرقتهم التي تعاونوا فيها ليجعلوا للحياة معنى كاذب، يخدعون به أنفسهم لضعفهم عن أن يكون ذوو نفوس قوية ومشاعر إنسانية، تضيف لها الحياة ويضيف إليها من نفسه، بعد أن يمتزجا ليشعر بإنسانيته .......ولا أدري كيف يحق لإنسان أن يكون له مكانة، ولا يمتلك سوى المال، الذي هو عبد له تطارده الأوراق والعقارات وتغزو نفسه حتى لا ترى له بقية باقية سوى التبجيل المزيف، والانحناء لماله، إنها مقاييس حياة، فرغت من المعنى، فتركت للمال حرية التصرف، فجالت وصالت وظنت أن المعنى كل المعنى كامن فيها وليس في شيء أخر، يطمس المال على النفوس وعلى البصائر حتى يكون لها قانونها فليقى القبول في عالم خاوي خالي من المعنى خالي من الحس والشعور.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد مشروع شركة المانع القابضة القطرية بالسخنة

جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده

ضبط المتهمين بإشعال النيران فى شخص أمام زوجته وإصابته بحروق خطيرة.. صور

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

وزير الداخلية يعتمد نتيجة قبول دفعة جديدة بأكاديمية الشرطة للعام 2025/2026.. قبول 2757 طالبا بعد اختبارات دقيقة بأحدث التقنيات.. 48 ألف متقدم والنتيجة تعتمد على الشفافية.. اختيار عناصر نسائية وخريجى الحقوق


نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

بدء إبلاغ المقبولين بكلية الشرطة بنتائج القبول للعام الدراسى الجديد

مستشار الرئيس للصحة يوصى بالبقاء بالمنزل عند الشعور بأعراض الأنفلونزا "A"H1N1

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

5 آلاف إثيوبي ملزمون بمغادرة أمريكا خلال 60 يوما.. ما السبب؟


قبول 800 طالب من الحاصلين على الثانوية بأكاديمية الشرطة

وزير الداخلية يعتمد نتيجة قبول دفعة جديدة بأكاديمية الشرطة

تفاصيل عرض المليون دولار من برشلونة لضم حمزة عبد الكريم وموقف الأهلي

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

دموع وتصفيق وأرقام قياسية فى ليلة عودة محمد صلاح التاريخية.. فيديو وصور

اعرف كيفية الحصول على نتيجة كلية الشرطة لعام 2025/2026

متى تنتهى انتخابات مجلس النواب 2025 بشكل نهائى؟.. اعرف آخر موعد

حكام مصر الستة يتوجهون إلى المغرب للمشاركة فى أمم أفريقيا

التنمية المحلية: تخفيض رسوم ترخيص المحال العامة لمدة 6 أشهر بنسبة تصل لـ50%

إخطار المقبولين بكلية الشرطة للعام الدراسي الجديد هاتفيًا وبرسائل نصية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى