«رأس الحية» تعود.. تحركات إخوانية قوية لإحياء التنظيم من جديد!

بقلم دندراوى الهوارى
الأحد، 10 أغسطس 2025 12:00 م
عندما كشفنا فى المقالات الثلاثة الأخيرة، والمنشورة فى هذه المساحة، عن أن هناك صفقة أبرمتها جماعة الإخوان، تتضمن تمكين إسرائيل من سيناء وغزة، وتقدمهما قربانا فى مقابل أن تساعد تل أبيب وواشنطن، الجماعة للعودة للمشهد السياسى فى مصر من جديد، فى تكرار لسيناريو سوريا إلى حد التطابق، لم تكن هذه المعلومات من وحى الخيال، ولكن معلومات قوية من داخل صفوف الجماعة فى الخارج.
جماعة الإخوان، التى تنشط فى حالة السيولة والفوضى، قررت أن تنتهز فرصة الطوفان الذى يعصف بالمنطقة، وحالة الفراغ الكبيرة الناجمة عن تحطيم ما تسمى «أذرع المقاومة»، لتقدم نفسها كتنظيم يمكن أن يملأ هذا الفراغ، لكنه يُخدِّم على مصالح التحالف «الأمريكى - الإسرائيلى» ويحقق أهداف «ترامب - نتانياهو»، فى إعادة رسم خريطة المنطقة، قد بدأت فى لململة نفسها، والقفز فوق خلافاتها وانقسامها للعودة من جديد.
كانت هناك بوادر قوية للعودة، خلال الشهور الثلاث الماضية، البادرة الأولى عندما قررت تحريك ما تسمى «قافلة الصمود»، للذهاب إلى رفح ومحاولة كسر الحصار، والوصول إلى سيناء، ومحاولة لفت الأنظار لإحراج الدولة المصرية، وتحويل مسار تبرئة إسرائيل من حرب إبادة غزة، إلى مسار توريط مصر واتهامها بمنع إدخال المساعدات.
هذه البادرة أعقبتها إشارة خضراء لحركة حسم، جناح الجماعة المسلح، لإعادة نشاطها من جديد فى مصر، بتنفيذ عمليات القتل والتخريب وإشعال الحرائق، إلا أن عيون مصر الساهرة الحارسة كانت تراقب وتتابع تحركات الحركة، فى الخارج والداخل، وتمكنت من إحباط المخطط فى عملية أمنية ناجحة.
البادرة الثالثة، كانت أكثر وضوحا، عندما قررت إعلان النفير العام لمحاصرة السفارات المصرية فى الخارج، ثم التظاهر أمام السفارة المصرية فى قلب تل أبيب، وهنا يتبين - بوضوح، ولكل ذى عينين - سياق خطة عودة التنظيم من جديد، وتتسق حلقاته بعضها ببعض، بشكل متناغم، فمن البادرة الأولى بتسيير قافلة الصمود إلى رفح، وحتى البادرة الثالثة، فى إعلان النفير العام لمحاصرة السفارات المصرية فى الخارج، تكتشف أنه ترتيب مترابط وقوى!
الجماعة وفى خطة عودتها بدأت التنسيق من جديد مع بعض التنظيمات الأخرى، لمعاونتها فى العودة، وظهر ذلك من خلال تصريح الإرهابى إبراهيم البنا «مصرى الجنسية»، ونائب زعيم القاعدة بجزيرة العرب، والذى دعا فيه لمهاجمة مصر، مستخدما نفس العبارات وأسلوب التهديد والوعيد لجماعة الإخوان، ما يؤكد أن هناك تنسيقا تاما بين الإخوان وتنظيم القاعدة!
المثير للدهشة، فى خطة الإخوان للعودة، إنها تبنت - وفق التنسيق مع الجانب «الأمريكى - الإسرائيلى» - إحياء شعار تحرير القدس، للحشد وانتزاع التعاطف، وتوظيف حالة الغضب مما يحدث فى غزة، إيمانا من الجماعة بأن هذا الشعار يكتسب زخما بين المتعاطفين الإسلاميين المُحبطين والغاضبين!
التحركات الإخوانية على الأرض، تسير جنبا إلى جنب مع حالة الضجيج والدعاية الصاخبة لذراعها الإعلامية «ميدان» والموجودة فى إسطنبول، وقد طورتها بشكل كبير، واستعانت بفريق من الشباب، يحمل أفكارا مختلفة، وتقدم نفسها باعتبارها منصة شبابية تنتهج خطابا مختلفا، وقدرة على التواصل والإقناع، ويستخدم فيها الذكاء الاصطناعى لتزييف وقلب الحقائق وإثارة البلبلة.
إعادة تدوير كل من «حسم» و«ميدان»، يقودها كل من يحيى موسى ومحمد منتصر، خاصة الأخير والذى يتبنى خطابا رقميا، وفى القلب منه «البودكاست»!
جماعة الإخوان تعمل للعودة من جديد، اعتقادا منها أن المصريين يمكن أن ينسوا ما فعلته فى جمعة الغضب 28 يناير 2011 بدءا من اقتحام السجون، والمؤسسات والوزارات، وأحداث شارع محمد محمود ومجلس الوزراء، ثم تنظيم أكبر معسكر إرهابى مسلح فى رابعة العدوية، وما تلاه من أحداث قتل وحرائق الكنائس وتخريب المرافق العامة، ثم انتقلت لمعاقبة المصريين باستقدام منتخب العالم فى الإرهاب للعبث فى «سيناء»!
احترسوا من «رأس الحية»، فقد قررت العودة، لاختطاف البلاد من جديد!

Trending Plus