اعرف بلدك.. مدينة جرجا العاصمة القديمة لصعيد مصر.. اسمها فى العصور القديمة "جرجيو".. شهدت أوج قوتها في العهد العثمانى.. ومنها خرج علماء ومفكرون أبرزهم السيوطي.. وبها مسجد الصيني وأقدم المعاهد الدينية في مصر

مسجد سيدى جلال
مسجد سيدى جلال
سوهاج محمود مقبول

هل فكرت يومًا في الغوص داخل قلب التاريخ المصري حيث تتقاطع الحضارات وتتجاور الأزمنة؟ مدينة جرجا، واحدة من أعرق مدن صعيد مصر، تحتضن بين طياتها عبق الماضي وأصالة الحاضر في هذه الحلقة من سلسلة "اعرف بلدك"، نأخذك في جولة معرفية بمدينة كانت عاصمة وعلم، ولاية مستقلة ذات يوم، وأيقونة منسية في حاضر سريع الإيقاع.

جرجا.. من جرجيو إلى عاصمة الصعيد يرجع اسم جرجا إلى الاسم الفرعوني "جرجيو"، ويقال إنها كانت اسم شقيقة رمسيس الثاني، بينما تشير روايات أخرى إلى أنها سُميت بهذا الاسم نسبة إلى أحد الأديرة القديمة للقديس "جرجس" في العصر الفرعوني، كانت مقرًا للفرعون نعرمر أول موحد لمصر، ويُعتقد أن موقعها هو ذاته الذي احتضن مدينة "ثينيس"، العاصمة الأولى لمصر القديمة.

أما في العهد العثماني، فقد كانت جرجا ولاية مستقلة يأتيها الوالي بأمر مباشر من السلطان، ولها مكانة اقتصادية وإدارية كبيرة جعلتها إحدى أكبر مدن الإمبراطورية العثمانية. وقد ظلت حتى منتصف القرن العشرين محافظة قائمة بذاتها قبل أن تُدمج إداريًا في محافظة سوهاج.

مدينة المساجد والعلماء اشتهرت جرجا بمساجدها التاريخية مثل مسجد "الصيني"، ومسجد "حسن"، ومسجد "جلال"، ومسجد "الحمام"، وهي مساجد تجسد فنون العمارة الإسلامية في أجمل صورها. وتضم المدينة معهدًا دينيًا أنشأه الشيخ جلال الدين السيوطي عام 1780، وهو أحد أقدم المعاهد الدينية التي لا تزال قائمة حتى الآن.

وكانت جرجا تعرف قديمًا بـ"مدينة العلم والعلماء"، وكان طلاب الأزهر الشريف يأتون إليها لنيل الإجازات العلمية من علمائها، في مشهد يعكس دورها العلمي والفكري، ومن أبرز علمائها الإمام السيوطي.

منارة اقتصادية.. ومقر لأهم الصناعات لا تكتفي جرجا بمجدها التاريخي والعلمي فقط، بل تضم أيضًا عددًا من المصانع الكبرى مثل مصنع السكر الشهير، إلى جانب قصر حزب الوفد التاريخي، والذي يعكس ثقل المدينة في الحياة السياسية خلال العصر الحديث.

لموقع الجغرافي والمناخي تقع جرجا على الضفة الغربية لنهر النيل، في قلب صعيد مصر بمحافظة سوهاج. ترتفع عن سطح البحر 66 مترًا، وتبلغ مساحتها نحو 147.4 كم² مناخها صعيدي جاف، يتميز بصيف طويل شديد الحرارة وشتاء قصير معتدل، وتعد الفترة من فبراير إلى أبريل ومن أكتوبر إلى ديسمبر الأفضل لزيارة المدينة.

التقسيم الإداري لمدينة جرجا تتبع المدينة إداريًا مركز جرجا، وتضم عدة وحدات قروية منها العوامر بحري: العوامر، القرعان، بني عيش، والبربا بندار، خارفة، المساعيد، وبيت علام كوم اشكيلو، الزنقور، والمجابرة مزاته، الزواتنه، كوم الصعايدةبيت داود: بيت خلاف، الجواهين، المحاسنة

وتضم كذلك كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، ومدارس صناعية ومعلمين، إلى جانب عشرات المدارس الثانوية، بما يعكس تنوعها التعليمي والثقافي.

آفاق المستقبل رغم أن جرجا لم تعد تحتفظ بنفس الزخم الإداري والسياسي الذي كانت عليه في الماضي، إلا أنها لا تزال تحتفظ بمكانتها التاريخية، وتسير بخطى ثابتة في قطار التنمية ضمن مبادرات الدولة لتطوير الريف المصري مشاريع البنية التحتية، وتحسين الخدمات، وعودة الاهتمام بموروثها الحضاري، كلها مؤشرات على أن جرجا لا تزال قادرة على استعادة دورها كمركز إشعاع في صعيد مصر.

من قلب صعيد مصر، تواصل جرجا كتابة فصول جديدة في كتاب الحضارة المصرية.. مدينة عرفت بالعلم والتجارة والسياسة، وتبقى دومًا محطة جديرة بالاكتشاف لكل من يرغب في التعرف على ملامح مصر الحقيقية.

المسجد-الصينى
المسجد-الصينى

 

-حمام-على-بك-بجرجا-
-حمام-على-بك-بجرجا-

 

-حمام-على-بك-من-الداخل-
-حمام-على-بك-من-الداخل-

 

-طرقة-داخل-الحمام-
-طرقة-داخل-الحمام-

 

مسجد على بك الكبير جرجا
مسجد على بك الكبير جرجا

 

مسجد-سيدى-جلال
مسجد-سيدى-جلال

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

لا يفوتك


لبنان بين الانفجار ونزع السلاح

لبنان بين الانفجار ونزع السلاح الأحد، 10 أغسطس 2025 12:54 ص

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى