الحرب تحول الخرطوم لمدينة أشباح.. الأمم المتحدة: السودان أكبر أزمة نزوح عالميا.. ومسؤولة أممية: 30 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات عاجلة والمجاعة تهاجم النازحين فى المخيمات.. والصحة العالمية: النظام الصحى ينهار

تفاقمت الأوضاع الإنسانية إلى حد الانهيار في السودان بعد الحرب الطاحنة التي اندلعت منذ أبريل 2023 وتسببت في انهيار شبه كامل للبنية التحتية والخدمات والنظام الصحي مما أجبر الملايين علي الفرار من منازلهم للحصول علي الخدمات اللازمة للحياة.

وصفت إديم وسورنو المسؤولة بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ما شهدته خلال زيارة لها للعاصمة السودانية الخرطوم بأنه مروعا، حيث أن المدينة بأكملها مدمرة بعد أن كانت مفعمة بالحياة، مؤكدة أنه أصبحت الخرطوم مدينة أشباح، وشددت على ضرورة الاهتمام بالوضع في السودان الذي يشهد أكبر أزمة إنسانية في العالم.

وقالت وسورنو إن السودان يمثل أكبر أزمة في العالم، ويضم 30 مليون شخص بحاجة إلى المساعدات، لافته انه عندما يُسمح بالوصول الإنساني، ويتوفر الأمن والسلامة والضمانات، سنتمكن من المساعدة.

وأشارت وسورنو إلى أنها عملت في السودان قبل 20 عاما عندما بدأت رحلتها المهنية مع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية وذكرت أنها والفريق المرافق لها لم يتمكنوا من دخول مقر مكتب الأوتشا في الخرطوم بسبب القذائف غير المنفجرة من مخلفات الحرب، فيما تعمل دائرة الأمم المتحدة لمكافحة الألغام على إزالة المتفجرات مضيفة "لم أر أي شيء مماثل لذلك خلال نحو ربع قرن من الزمن، خدمت فيها مع الأمم المتحدة والعمل الإنساني في عدة مناطق متأثرة بالصراعات".

ولفتت المسؤولة في مكتب أوتشا إلى دارفور، مشيرة إلى أن مدينة الفاشر محاصرة منذ عام وأن مخيم زمزم للنازحين سجل حدوث ظروف المجاعة. وقالت إن الأمم المتحدة وشركاءها على الأرض يفيدون بأن الوضع صعب للغاية.

وناشدت وسورنو مواصلة الاهتمام بالوضع في السودان، وشددت على الحاجة إلى السماح بالوصول الإنساني بدون عوائق لتوصيل المساعدات إلى المحتاجين. ودعت إلى استمرار تمويل الجهود الإنسانية هناك، وإنهاء الحرب.

فيما شددت وكالات أممية على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للمساعدة في وقف تفشي وباء الكوليرا المميت الذي يجتاح السودان ومجتمعات اللاجئين السودانيين في دولة تشاد المجاورة، محذرة في الوقت نفسه من أن المجتمعات المحلية ما زالت تتعرض للترهيب من قبل أطراف النزاع حتى أثناء فرارها من العنف.

وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن استمرار العنف يواصل دفع النظام الصحي إلى حافة الانهيار، الأمر الذي فاقم الأزمة التي تتسم بالجوع والمرض واليأس.

وقالت الصحه العالميه في تقزيز لها منذ بداية الصراع، تحققت منظمة الصحة العالمية من وقوع 174 هجوما على المرافق الصحية، مما أدى إلى 1,171 حالة وفاة و362 إصابة، وأثر على المرافق الصحية، وفقا للدكتورة إلهام نور كبيرة مسؤولي الطوارئ في المنظمة .

وأفادت المنظمة بانتشار الكوليرا في جميع أنحاء السودان، حيث أبلغت جميع الولايات عن تفشي المرض. وتم الإبلاغ عما يقرب من 100,000 حالة منذ يوليو من العام الماضي. كما توجد حالات تفش للحصبة والملاريا وحمى الضنك وشلل الأطفال.

ونبهت المنظمة إلى أن الجوع يفاقم عبء المرض، مشيرة إلى أن ما يقرب من 25 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد. وتنتشر المجاعة في عدة مناطق في دارفور وكردفان بما فيها الفاشر، مع خطر المزيد من التوسع، خاصة مع دخول موسم العجاف.

وأشارت المنظمة إلى أن التبعات الصحية لهذا الأمر مقلقة. فمن المتوقع أن يعاني حوالي 770 الف طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد الوخيم هذا العام.

وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن عدد الأطفال الذين يتلقون العلاج من سوء التغذية الحاد الوخيم في دارفور قد زاد بنسبة 46% في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025.