بيج ياسمين.. عندما تدفن الأنثي نفسها فى ثوب الذكورة

لا أعلم لماذا انتبهت لتداول صور كابتن بيج ياسمين، و التى نشرتها هى بنفسها وهى تضع مساحيق تجميل ، وتجلس تحت يد خبيرة لعمل تسريحة شعرمستعارة " باروكة"،  خافية بها شعرها القصير، وشكلها الرجولي الذى اعتادت فى الظهور بها. 

هى وضعت المساحيق التجميلية، ورتبت مظهرها، بشكل أنيق، ولعلها نظرت لنفسها لأول مرة فى المرآة بنظرات أنثوية، حاولت تجعلها ظاهريا ساخرة، مرحة، معلنة ضمنيا سخريتها مما تفعله بشكل تهكمي، ولقد جاء ذلك بعد جملة القاء القبض على بعض مشاهير التيك توك، والبلوجرز مؤخرا، من جانب وزارة الداخلية، لوقف سيل الابتذال الى ازداد مؤخرا.

لكن الأمر غير، ما إن انتشرت تلك الصور، حتى تم تداولها بشكل موسع، بشكل مقزز مابين غضب مما فعلته بيج ياسمين، وبين سخرية لاذعة، بل وصلت إلى تقديم بلاغ للنائب العام ضدها، يطالب فيه أحد المحامين بمحاكمتها بعد ظهورها بشكل أنثوى يثير الجدل، ويخالف الذوق العام . 

لكل منا كبشر بداخلنا طاقتين متوازنتان، طاقة أنوثة، وذكورة، تزداد قوة وذكورة لدى الرجال، وتغلب طاقة الأنوثة لدى الأناثـ ، ونحن الإناث اللاتى نضجن فى زمن قاس احتاج منا التفرد والإستقلالية، زمن احتفل بمصطلح "استرونج اندبندينت وومن " وقت أصبحت المرأة تحمل مالايتحمله رجال وشباب هذا الزمن، فتبدلت الأدوار، فزادت طاقة الذكورة لدى الإناث، مقابلة زيادة الأنوثة والميوعة لدى العديد من "ذكور" هذا الزمن. 

من منا كإناث لا تحب أن تترك مفاتيح قيادتها و أمورها لرجل يتحمل عنها المسؤلية؟ هو يعاني، يكافح، لكنها بالمقابل أنثي لها حق الراحة ، و الترف

لكن هذا للأسف غير متاح بذلك العالم ، الذى  دفع فتاة كياسمين، وغيرها من مثيلاتها، من فتاة تحب الرياضة، ومميزة فى مجالها، إلى فتاة مهتمة بالظهور والشهرة من خلال تأكيد إختلافها و كونها أرجل ظاهريا كشكل من الكثير من الشباب، سواء بحلاقة شعرها بشدة خاصة من الجانبين و عدم استعمال أدوات التجميل، بل و الظهور بحركات جسد مبالغ فيها بجوار فتيات جميلات تؤكد أنها تفضل كونها " بيج" القاسية ، اللامبالية.

صدقنى عندما أخبرك أن ذلك الشعور مؤلم، أن تتخلى الأنثي عن كينونتها ، وفطرتها بإرادتها، مرتدية ثوب القوة لهو أمر مرهق للنفس، ولعل كل نماذج السيدات اللاتى خلعن ثوب الأنوثة، مختبئين برداء الذكورة، للعيش فى زمن اصبحت القوة، والقسوة هى الشعار، وإلا ما يدفع فتاة أن تتخلق بصفات الذكور من خشونة، وقسوة إلا ولديها أسبابها الخاصة.

ما قامت به ياسمين مؤخرا من نشر صور وفيديوهات لها تظهر فيه كفتاة ذات بشرة رطبة ، تضع المساحيق  وبشعرمستعار طويل ما أظهرها ب" لوك" مختلف تماما.

دعى رواد مواقع التواصل الاجتماعي و على رأسهم الفتيات، للتنمر عليها ، و السخرية منها، من خلال نشر صورها وبجوارها صور لرجال سبق تمثيلهم لدور الإناث، أو تعليقات لاذعة ساخرة.

لا أعلم شيئ عن ياسمين سوى ما ينشر عنها على السوشيال ميديا ، لكنى أشعر بها ، آخر الليل عندما تلقي كل ذلك الزيف وإن ادعت العكس، لتهوى على فراشها باكية، مهما فعلت هى أنثي، مهما كتمت هى فتاة، تريد العطف والإحتوا والتوجيه، وليس التنمر والسخرية.