حكاية رواية "الحياة فى الغابة" لثورو التى تدرس بالمدارس

في 9 أغسطس 1854، صدرت رواية هنري ديفيد ثورو الكلاسيكي "والدن، أو الحياة في الغابة"، ورغم أن الكتاب يدرس اليوم فى العديد من الفصول الدراسية ويعتبر من الأعمال الأدبية المهمة، إلا أنه عند صدوره لم يحقق مبيعات كبيرة، إذ لم تبع منه سوى نحو 300 نسخة سنويًا في البداية.

قصة الرواية

يروي ثورو في هذا العمل تجربة شخصية عاشها حين قرر أن يخوض حياة بسيطة في أحضان الطبيعة، على ضفاف بركة والدن في مدينة كونكورد بولاية ماساتشوستس، بدأت هذه التجربة عام 1845 واستمرت عامين وشهرين، وقد استغلها لاستكشاف أفكاره حول الطبيعة والسياسة والفلسفة.

حياة الكاتب ثورو

كان ثورو يبلغ من العمر 27 عامًا، وخريج جامعة هارفارد، عندما قرر الانتقال للعيش في الغابة، قام ببناء كوخ خشبي صغير بمساحة 10 أقدام في 15 قدمًا على أرض يملكها صديقه الشاعر رالف والدو إمرسون، حيث كانت أقرب الجيران على بُعد ميل واحد فقط، تقع البركة على مساحة 62 فدانًا، اعتمد ثورو خلال تلك الفترة على عمل يديه لتأمين دخله، فكان يزرع الأرض ويستهلك جزءًا من محاصيله مثل الفاصوليا والبطاطا والذرة والبازلاء واللفت، ويبيع الباقي. كما كان يزور المدينة بانتظام، سواء لرؤية والدته التي لم تكن بعيدة، أو لاستقبال بعض الزوار.

طبعت النسخة الأولى من الكتاب بسعر دولار واحد فقط، واستغرقت خمس سنوات لتباع بالكامل، لاحقًا، طلب ثورو اختصار العنوان إلى "والدن".

ويعد هذا الكتاب واحدًا من اثنين فقط نشرا له بشكل كامل في حياته، إلى جانب "أسبوع على نهري كونكورد وميريماك" (1849)، الذي كتبه تخليدًا لذكرى شقيقه الراحل جون، وقد ألف هذا العمل أيضًا خلال إقامته في والدن، إضافة إلى عدد من المقالات الأخرى، من أبرزها "العصيان المدني".