دورة طارئة لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين لمناقشة التصدى لجرائم الاحتلال.. الأردن يدين إعلان نتنياهو السيطرة على غزة.. ويؤكد: محاولة لتوسيع العدوان.. فلسطين: وهم الانتصار على الشعب الفلسطيني سراب

انعقدت، اليوم الأحد، أعمال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين فى دورة غير عادية برئاسة الأردن (الرئيس الحالي لمجلس الجامعة العربية)، لمناقشة سبل التصدي لجرائم الإحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة، وذلك برئاسة السفير أمجد العضايلة المندوب الدائم للمملكة الأردنية الهاشمية لدى جامعة الدول العربية (الرئيس الحالي لمجلس الجامعةالعربية)، وبحضور السفير سعيد أبوعلي الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة وذلك لاستعراض آليات الحراك على المستويين العربي والدولي للتصدي لتلك الجرائم ومنع إستمرارها وملاحقة مرتكبيها أمام آليات العدالة الدولية.
وينعقد الاجتماع بناء على طلب دولة فلسطين وتأييد الدول الأعضاء في ظل القرار الإسرائيلي بإعادة إحتلال قطاع غزة والسيطرة عليه بالكامل وما سينتج عنه من تهجير قسري للشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة وخارجه وهو ما يتطلب العمل على وضع حد للكارثة الإنسانية التي تجتاح حياة المواطنين في غزة من خلال إرتكاب المزيد من المجازر الدموية البشعة في إطار جريمة الإبادة الجماعية وفرض مزيد من التجويع وفي ظل إستمرار تدمير مخيمات اللاجئين والتوسع الإستعماري وهدم المنازل والبنية التحتية وإرهاب المستعمرين في الضفة الغربية المحتلة وتصاعد إقتحامات المسجد الأقصى المبارك.
ومن جانبه، جدد السفير أمجد العضايلة، المندوب الدائم للمملكة الأردنية الهاشمية لدى جامعة الدول العربية، رفض بلاده وإدانتها الشديدة لإعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلي نيتها إعادة احتلال قطاع غزة والسيطرة عليه بالكامل، معتبراً أن هذا المخطط يمثل تصعيداً خطيراً وعدواناً غير مشروع يقوض حل الدولتين ويهدد جهود إحلال السلام.
وقال العضايلة، في كلمته أمام الدورة غير العادية لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل انتهاكاته المرفوضة عربياً ودولياً بحق الأرض والشعب الفلسطيني، في تحدٍ صارخ للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، ماضياً في مخططات أحادية لترسيخ سيطرته وتوسيع عدوانه.
وأشار إلى أن الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية، أكد عدم شرعية الاحتلال وضرورة إنهائه فوراً باعتباره انتهاكاً لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، مشدداً على أن مخططات الاحتلال تمثل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتهديداً مباشراً لجهود وقف إطلاق النار وإنهاء المعاناة الإنسانية.
وأكد المندوب الأردني دعم بلاده لجهود الوساطة المصرية القطرية الأمريكية للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وتنفيذ اتفاق تبادل الأسرى، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية الكافية والعاجلة والمستدامة إلى غزة، داعياً إلى تحرك دولي عاجل وحازم لوقف سياسات الاحتلال وجرائمه التي ترتقي إلى جرائم ضد الإنسانية.
وشدد العضايلة على أن استمرار الحصار والتجويع والقتل لا يولد إلا مزيداً من الإحباط والكراهية، ويهدد أمن المنطقة والعالم، مؤكداً أن الوقت قد حان لتحرك جاد ومسؤول لإنهاء الاحتلال ووقف معاناة الشعب الفلسطيني قبل أن تدفع المنطقة والعالم ثمناً أكبر لهذا الظلم المستمر
وفي سياق متصل، شنّ السفير مهند العكلوك، المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية، هجوماً حاداً على الاحتلال الإسرائيلي خلال كلمته في اجتماع الدورة غير العادية لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، متهماً إسرائيل بارتكاب جريمة إبادة جماعية ممنهجة بحق الشعب الفلسطيني على مدار 673 يوماً متواصلاً، وبتحويل قطاع غزة إلى مسرح لسياسة التجويع والحصار والقتل العشوائي، في تحدٍ سافر لكل القوانين والأعراف الدولية.
وقال العكلوك، إن إسرائيل تستخدم التجويع كسلاح إبادة ضد أكثر من 2.3 مليون مدني، نصفهم من الأطفال، وتغلق المعابر وتمنع الغذاء والماء وحليب الأطفال والمكملات الغذائية، وتستهدف المخابز وآبار المياه، محوّلة ما يسمى بـ”المؤسسة الإنسانية” الإسرائيلية الأمريكية إلى “مصائد موت” يقصدها الجائعون سيراً على الأقدام لمسافات طويلة قبل أن تطلق قوات الاحتلال النار عليهم، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1500 مدني جائع.
وأضاف أن الاحتلال لم يكتفِ بذلك، بل يسعى إلى فرض السيطرة العسكرية الكاملة على القطاع وترسيخ الاستيطان الاستعماري وتنفيذ خطة تهجير قسري تكرّس النكبة مجدداً، مشيراً إلى أن برلمان الاحتلال صوّت لصالح ضم الضفة الغربية ومنع قيام دولة فلسطينية، في تحدٍّ للرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية في 19 يوليو 2024.
وتطرق المندوب الفلسطيني إلى الوضع في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، مشيراً إلى أن إسرائيل تمارس القتل والحصار وهدم المنازل وتوسيع الاستيطان، وتدمير مخيمات اللاجئين وتهجير سكانها، كما تطلق العنان لعشرات المجموعات الإرهابية من المستوطنين لبث الرعب بين الفلسطينيين وحرق منازلهم ومزارعهم.
وفي القدس، أكد العكلوك أن الاحتلال يواصل انتهاكاته غير المسبوقة بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية، مع اقتحام آلاف المستوطنين للمسجد الأقصى بقيادة وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، في خرق صارخ للوضع التاريخي والقانوني القائم.
وقال العكلوك، إن إسرائيل، التي تمتعت بالحصانة الدولية لعقود، تحولت من قوة احتلال غير قانوني إلى استعمار استيطاني، ثم إلى نظام فصل عنصري، وصولاً إلى قوة إبادة جماعية وتطهير عرقي، مؤكداً أن ما يجري في غزة من تدمير شامل وتجويع ممنهج يشكل جريمة موثقة أمام العالم، وأن المجتمع الدولي يتحمل المسؤولية الكاملة عن خذلان الشعب الفلسطيني.
وطالب الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف ومعاهدة روما واتفاقية منع الإبادة الجماعية بالوفاء بالتزاماتها القانونية وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، كما دعا الدول العربية الموقعة على معاهدة الدفاع المشترك إلى التحرك الفوري، منفردة أو مجتمعة، واستخدام كل الوسائل المتاحة لوقف العدوان.
وأشار العكلوك، إلى أن الجرائم الإسرائيلية باتت عبئاً أخلاقياً حتى على اليهود حول العالم، ناقلاً عن سياسيين إسرائيليين معارضين أن حكومة نتنياهو تغذي معاداة السامية وتعرّض اليهود للخطر، فيما بدأت شعوب العالم تدرك زيف استخدام هذا الاتهام كسلاح ضد من ينتقد الاحتلال، لتصبح فلسطين قضية إنسانية عالمية ورمزاً للحرية في وجدان الأحرار.
وختم المندوب الفلسطيني برسالة مباشرة إلى نتنياهو ووزرائه قائلاً، إن وهم الانتصار على الشعب الفلسطيني سراب، وأن هزيمته خرافة، مؤكداً أن فلسطين ستبقى حرة عربية أبية، وأن التاريخ لن يرحم المجرمين. واختار العكلوك أن يختتم كلمته بمقطعين شعريين للشاعرين مهذل الصقور ومحمد أولاد أحمد، عبّرا فيهما عن التشبث بالأرض والهوية رغم القتل والحصار والتهجير، موجهاً رسالته لجيش الاحتلال بأن لا فناء لثائر، وأن الشعب الفلسطيني سيعود دائماً إلى بلاده مهما كانت التضحيات.

Trending Plus