شتان ما بين الصحفي والبلوجر

من رحم الهوس وفقدان الظل، والتشبع بالنرجسية انفجر مشهد الفضاء الأزرق بصناع الإثارة بمستوى متدن بالغ الإسفاف، لنتجرع جميعا سم التدني الذي طفح به الكيل، وخاصة في بلد تزخر بالقامات والكفاءات الصحفية، يشغل المهنة برسوخ دون البحث عن الغريب والمقالب والإثارة والإسفاف والدونية بحثا عن المشاهدات دون اعتبار لقيم المجتمع وكيف يظهر فاقدي الظل والتأثير والنفع.
معركة صناعة الوعي، وحروب الجيل الرابع والجيل الخامس، تتجلى في أحد جوانبها السباقة التي فطنت إليها الدولة قبل سنوات الآن، وذلك بعد هذا الطفح العشوائي بل والغرائزي في بعض جوانبه، لتفصل الدولة بين الهزل وبين الجد، فالمهن المقننة المنظمة تدفع الدول وتقدم ما ينفع الناس ويمكث في الأرض، أما هذا الزبد الوهمي المكذوب والموصوم يذهب إدراج الرياح مع ضبطيات الآداب العامة والتربح المشبوه والمشوب بتفاصيل فجة، ليبقى المهني ينشر الحقيقة في مواجهة ناشري الخلل المجتمعي.
إن متغيرات الأمن القومي، لم تعد بالبساطة والسذاجة التي يتخيلها بالبعض في المساس الميداني والجيوسياسي المباشر لأرض الوطن، وإن كان هناك من يخططون ليل نهار ضد مصر، إلا أن المتغيرات المعاصرة باتت تمس عقول الشباب الذي يمثلون عصب القوى البشرية ووقوة العمل وحاضر ومستقبل البلاد، وهوية البلاد والرجول والتماسك وقوة الشخصية وعدم الانسياق خلف النزوات والدنايا هو من أساسيات قوة البلاد.
وتكشف الأيام عن خيوط الشر التي تنسج حولنا وتحيط بنا وتهاجمنا عن بعد عبر وسائل الاتصال والتواصل، وتتزايد وبات البعض منا أسرى لهذه الأدوات القذرة بل وأدوات تكشف عنها وسائل التواصل وضبطيات إنفاذ القانون، فقيم المجتمع هي أولى أوليات العقد الاجتماعي وحمايتها أمانة في يد كل مسئول في موقعه.
وليسأل أي منا نفسه: ما هي الفائدة التي تقدمها تلك القنوات والصفحات المتورطة في الإسفاف وتغيير وجه المجتمع ونشر القبح؟، وهل هذه المنصات تنسب إلى علم أو قيم أو فائدة أو تراث أو حداثة تحتاج البشرية إليها؟ هل حالة التوهان والضرر الذي لحق بالصغار والشباب بسبب هذه المنصات هينة؟.

Trending Plus